موسكو: «قائمة سوتشي» ليست نهائيةhttps://aawsat.com/home/article/1071661/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%C2%AB%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AA%D8%B4%D9%8A%C2%BB-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن مؤتمر سوتشي للحوار السوري ليس بديلاً عن مفاوضات جنيف، وقالت إن قائمة المشاركين ليست نهائية، ووعدت بمشاركة الأكراد في صياغة إجماع سوري. وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية، إن «آخر فكرة لدينا كانت بالدعوة لعقد ما يسمى (مؤتمر شعوب سوريا)، وأصبحوا يطلقون عليه الآن (مؤتمر الحوار السوري)»، موضحا أن «هذه الفكرة جرى نقاشها، وتقوم على أنه يمكن أن يجتمع في مكان واحد شخصيات تمثل المجتمع المدني، وأولئك الذين يؤيدون النظام، ومن يعارضه. ونحاول من جانبنا إدخال فهم مشترك بأن البلد واحد والشعب واحد، وعليهم أن يتفقوا فيما بينهم كيف سيعيشون لاحقاً»، وشدد: «إلا أن هذا المؤتمر لا يشكل، ولا بأي حال من الأحوال، بديلاً عن (عملية آستانة) ولا عملية المفاوضات في جنيف». وقال إن قائمة المدعوين للمشاركة في «مؤتمر سوتشي» للحوار السوري ليست نهائية بعد، وإن الاتصالات ما زالت مستمرة مع جميع الأطراف، بما في ذلك مع الأكراد، ومع الدول الضامنة لـ«مسار آستانة»، والأمم المتحدة. وأشار إلى أن «بعض من وردت أسماؤهم على القائمة عبروا عن استعدادهم للمشاركة في المؤتمر. وأعتقد أننا سنوسع القائمة، وهي ليست نهائية». وعبر عن أمله بأن يشارك الجميع في المؤتمر... «كل من يهمهم مصير سوريا، ووحدة أراضيها وسيادتها، جميع القوى السورية الاجتماعية - السياسية والعرقية والدينية، نأمل أن يشاركوا جميعهم في المؤتمر». وأكد بوغدانوف عزم روسيا على مواصلة النقاش والمشاورات حول الدعوة لمؤتمر الحوار الوطني السوري، مع المشاركين في المفاوضات في آستانة، وكذلك مع الأمم المتحدة، وقال: «هناك كثير من المسائل التي لم يتم البت فيها بصورة نهائية وليس مع السوريين فقط، بل ومع بعض الشركاء الخارجيين، وأقصد بالطبع المشاركين في العمليات التفاوضية في آستانة وفي الأمم المتحدة»، موضحاً أن «العمل ما زال جاريا» لعقد المؤتمر. من جانبها، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، إن الأكراد مدعوون للمشاركة في مؤتمر الحوار السوري بهدف المشاركة في العمل لصياغة إجماع وطني سوري. وأوضحت أن «روسيا تريد أن يشارك الأكراد في الإجماع الوطني السوري، أو على أقل تقدير، في العمل الرامي لصياغة إجماع وطني عام في سوريا، الذي يجب أن يأتي بنتائج محددة». وعبرت عن أملها في أن يساهم مؤتمر الحوار السوري في دفع العملية السياسية في جنيف. غير أن التحضيرات للمؤتمر لم تنجز بعد، هذا ما أشار له بوغدانوف وما أكدته زاخاروفا التي قالت إن فكرة عقد مؤتمر كهذا ما زالت في مرحلة الإعداد، ووعدت بالكشف لاحقا عن التفاصيل.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.