السفير اللبناني يقدم أوراق اعتماده في دمشق

حمادة يطالب بـ«منع المشهد المأساوي»

TT

السفير اللبناني يقدم أوراق اعتماده في دمشق

قدم السفير اللبناني الجديد في دمشق أوراق اعتماده في العاصمة السورية، رغم أصوات الاعتراض اللبنانية على تعيينه أولا، ثم على توجهه إلى مركز عمله ثانيا، من منطلق أن ثمة «مشكلة إجرائية تتمثل بعدم اعتراف الجامعة العربية بهذا النظام».
وأدلى السفير زخيا بأول تصريح له في دمشق لقناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» قائلا إنَّه «سيعمل لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين». وقال: «أنا مسرورٌ لأنني أستلم مركز عملي في دمشق وسعيد لأنني في بلدي وبين أهلي»، مضيفاً: «سنعمل لمصلحة البلدين والشعبين».
وفي هذا السياق، يقول وزير التربية اللبناني مروان حمادة لـ«الشرق الأوسط»: «لقد طالبت هذه الحكومة بالعمل فورا على منع المشهد المأساوي المتوقع بتسليم أوراق اعتماد سفير لبنان في دمشق إلى من لوثت يداه بدماء أكثر من 500 ألف ضحية سورية ومئات الضحايا اللبنانيين، ناهيك إلى حجم الدمار الهائل الذي أصاب هذا البلد الشقيق بفعل إجرام النظام». وأضاف: «يكفينا أخطاء بالجملة تسيء إلى علاقاتنا الخارجية. فمن جور الدهر على لبنان وسوريا أن يكون من ضمن المهمات الدبلوماسية للسفير سعد زخيا، المحترم والكفؤ، التعاطي مع مسؤولي هذا النظام، في حين يواجه (النظام) عزلة سياسية ودبلوماسية وعربية وعالمية غير مسبوقة، وفي وقت لا يزال لبنان يتحمل أعباء النزوح القسري الذي تسبب به»، معتبرا أن «هذه الخطوة غير موفقة إطلاقا، تزامنا مع الحملات والاستهدافات التي تطاول دولة كانت إلى جانبنا في السراء والضراء وإعادة إعمار بلدنا وما زالت تحتضن أكبر جالية لبنانية عنيت بها المملكة العربية السعودية».
وأوضح وزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي بعد جلسة مجلس الوزراء أمس أنه تمت مناقشة ملف تقديم أوراق اعتماد السفير اللبناني في سوريا، لافتا إلى أن «هناك بعض الوزراء من بينهم وزراء (القوات اللبنانية) اعترضوا على تقديم السفير اللبناني أوراق اعتماده في هذا الظرف، وطالبوا بترك الأمر إلى ما بعد حل المشكلة ما بين الدولة السورية والجامعة العربية، لأن هناك الكثير من السفراء معينين في سوريا ولم يقدموا أوراق اعتمادهم في الوقت الحاضر».
وكان تيار «المستقبل» الذي يرأسه الحريري شدد في الاجتماع الأخير لكتلته النيابية على تمسكه بتعيين سفير جديد للبنان لدى سوريا، معتبرا أنها «مسألة طبيعية وضرورية يجب التمسك بها والحفاظ عليها، خاصة أن الكتلة ناضلت بقوة من أجل الوصول إلى تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين والدولتين». وأشارت الكتلة إلى أن «الموقف من النظام الحاكم في سوريا مسألة مختلفة وترتبط بممارسات هذا النظام، الذي هو عرضة للتغيير، وبمدى احترامه لإرادة الشعب السوري».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.