بيونغ يانغ قد تجري اختباراً صاروخياً جديداً

نفت مقتل 200 شخص خلال تجربتها النووية الأخيرة

TT

بيونغ يانغ قد تجري اختباراً صاروخياً جديداً

من المحتمل أن تجري كوريا الشمالية اختبارا صاروخيا جديدا بعدما تم رصد نشاطات بمنشآتها البحثية تشير في هذا الاتجاه، كما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء أمس نقلا عن وكالة المخابرات الكورية الجنوبية. وأضافت يونهاب نقلا عن المصادر الاستخباراتية الجنوبية أن الموقع الذي تجري فيه بيونغ يانغ اختبارات نووية في بونجي - ري بشمال غربي البلاد قد يكون تضرر من سادس وأقوى تجاربها النووية التي أجرتها في سبتمبر (أيلول).
إلا أن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية رفضت أمس الخميس تقريرا إعلاميا، كما جاء في تقرير رويترز من طوكيو، قال إن سادس تجارب بيونغ يانغ النووية أدى لمقتل الكثيرين، واصفة التقرير بأنه «مضلل». وذكر تلفزيون أساهي الياباني يوم الثلاثاء نقلا عن مصادر مطلعة لم يسمها أن موقع كوريا الشمالية الخاص بالاختبارات النووية انهار بعد التجربة السادسة التي فجرت فيها قنبلة ذرية في سبتمبر مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص. وقالت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية إنه «تقرير كاذب» يهدف إلى تشويه سمعة البلاد والتقدم الذي تحرزه في المجال النووي.
وقال أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي إنهم اتفقوا على عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية وإن اللجنة المصرفية بالمجلس ستعد التشريع الخاص بذلك في الأسبوع المقبل خلال وجود الرئيس دونالد ترمب في آسيا في أول جولة له في المنطقة منذ تنصيبه.
ومن بين الإجراءات الجديدة ستعزز اللجنة وتوسع العقوبات الحالية وتعزز مراقبة الكونغرس للعقوبات على بيونغ يانغ. وستفرض أيضا عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية مثل البنوك الصينية التي يثبت أنها تقدم خدمات لأي شخص مستهدف بعقوبات الكونغرس الأميركي على كوريا الشمالية أو أمر رئاسي أميركي أو قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وسيلزم مشروع القانون الخاص بالعقوبات الجديدة ترمب أو أي رئيس أميركي آخر بإخطار لجان الكونغرس بأي نية لإلغاء العقوبات أو تعليقها. كما سيلزم الرئيس بتقديم تقارير دورية عن نظام السماح بالتحويلات المالية ويلزم الإدارة الأميركية بإفادات دورية للكونغرس حول تطبيق العقوبات. ويعمل المجتمع الدولي على الرد على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية على ألا يشمل الرد ما يمكن أن يكون عملا عسكريا كارثيا.
ومن جانب آخر ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية أن الرئيس الصيني شي جينبينغ رد على رسالة تهنئة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني قائلا إنه يأمل في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقالت الوكالة، كما نقلت عنها رويترز، إن الرئيس الصيني كتب في الرسالة المؤرخة بتاريخ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) «أرجو في ظل الوضع الجديد أن يبذل الجانب الصيني جهودا مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لتعزيز العلاقات بين الجانبين والبلدين بحيث تصل إلى حالة من الثبات الدائم والتطور المستقر بما يحقق إسهاما إيجابيا... في الدفاع عن السلام والاستقرار الإقليميين والرخاء المشترك».
وتتبادل الصين وكوريا الشمالية عادة الرسائل الدبلوماسية والتهاني في المناسبات السياسية أو عند الترقيات وإن كانت الرسائل الشخصية بين زعيمي البلدين قليلة عادة. ولم تصدر الصين من جانبها شيئا عن الرسالة بعد وإن كان رئيسها قد بعث من قبل برسائل إلى الزعيم الكوري الشمالي كان آخرها العام الماضي عندما قدم تهانيه لانعقاد مؤتمر الحزب في كوريا الشمالية. وفي 2015 سلم مسؤول صيني كبير أثناء زيارته بيونغ يانغ رسالة من شي إلى كيم. غير أن شي لم يزر كوريا الشمالية منذ أصبح رئيسا للصين عام 2013 كما أن كيم لم يزر الصين منذ تولى الزعامة في 2011. وبعث كيم برسالة تهنئة نادرة إلى شي الأسبوع الماضي بمناسبة انتهاء مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني متمنيا له «نجاحا كبيرا» كرئيس للبلاد. وتجيء الرسائل الودية بين الزعيمين في وقت يحث فيه المجتمع الدولي الصين على بذل المزيد لكبح تجارب كوريا الشمالية الصاروخية والنووية والتي أثارت توترا على الساحة العالمية وقبل زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لبكين من المتوقع أن تبرز فيها قضية كوريا الشمالية.



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.