18 شهراً كافية لتجعل من راشفورد «سوبر ستار»

فتى مانشستر يونايتد المتألق أكمل عامه العشرين لكنه يسارع إلى اقتناص أي فرصة تلوح في الأفق

راشفورد يحتفل بأول أهدافه الأوروبية مع يونايتد في شباك ميتيلاند
راشفورد يحتفل بأول أهدافه الأوروبية مع يونايتد في شباك ميتيلاند
TT

18 شهراً كافية لتجعل من راشفورد «سوبر ستار»

راشفورد يحتفل بأول أهدافه الأوروبية مع يونايتد في شباك ميتيلاند
راشفورد يحتفل بأول أهدافه الأوروبية مع يونايتد في شباك ميتيلاند

تكمن الإثارة الكبرى المرتبطة بإتمام ماركوس راشفورد عامه الـ20 في التساؤلات المستمرة حول ما سيفضي إليه الجزء المتبقي من مسيرته.
في غضون 18 شهراً، نجح اللاعب الذي ودع مرحلة المراهقة قبل يومين (في عيد الهالوين)، في المشاركة في الفوز ببطولات كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مع مانشستر يونايتد. كما شارك اللاعب في صفوف المنتخب الإنجليزي في بطولة «يورو 2016»، وسجل أهدافا خلال أولى مشاركاته في الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ودوري أبطال أوروبا ومع المنتخب الوطني. مما سبق يتأكد أننا هنا بصدد نجم شاب يسارع إلى اقتناص أي فرصة تلوح في الأفق.
وقد جاء صعود لاعب «مانشستر يونايتد» سريعاً لدرجة أن الكثيرين قد يتعذر عليهم تصديق حقيقة أن أول ظهور له مع الفريق كان في فبراير (شباط) العام الماضي. بعد ذلك، نجح راشفورد في استغلال الفرص الذهبية التي سنحت أمامه في مواجهة فريق «ميتيلاند» الدنماركي على استاد «أولد ترافورد»، وسجل هدفين خلال الـ32 ثانية الأخيرة من مباراة الإياب في إطار بطولة «الدوري الأوروبي» خلال مباراة انتهت بفوز يونايتد الذي يقوده المدرب لويس فان غال بنتيجة 5 - 1. وجاءت مشاركة راشفورد في المباراة فقط بسبب مشكلة ألمت بقدم زميله أنطوني مارسيال خلال عملية الإحماء، علاوة على تعرض ويل كين، الذي كان من المقرر أن يكون هو الآخر بين لاعبي الاحتياط، للإصابة.
من جهته، قال كيني سوين، مدرب راشفورد أثناء مشاركته في المنتخب أقل من 16 عاماً: «لا يمكنك توقع الصورة النهائية التي سيصبح عليها لاعب ما، وإنما سيتضح رد الفعل عندما يخرج اللاعب أمام 75 ألف مشجعاً. وعندما تفعل مثل ما حققه ماركوس، فإن هذا يمنح فريق العمل المسؤول عن التدريب دفعة قوية، فأنت تنظر إلى أدائه ومستوى البراعة الذي وصل إليه وتقول في نفسك: «واو! لم أكن أتوقع ذلك. لقد خرج عن نهجه المألوف». في الواقع، تجربة كتلك تكون أشبه بتجربة خارج الجسد - وهذا تحديداً ما حققه ماركوس.
عندما كان صغيراً، امتلك راشفورد إمكانات متألقة، لكن أداءه جاء متأخرا عن أقرانه على مستوى التطور البدني. وكانت المشاركة الكبرى الأولى لراشفورد عندما استعان به فان غال كلاعب احتياط خلال مباراة بالدوري الممتاز أمام «واتفورد» في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2015. في ذلك الوقت، كان راشفورد على بعد 10 أيام عن إتمام العام الـ18، وبجواره شارك شين غوس، الذي كان يكبره بعامين.
من ناحيته، قال غوس، لاعب خط الوسط الذي انتقل لنادي «كوينز بارك رينجرز» في يناير (كانون الثاني): «كنا نتدرب على امتداد الأسبوع السابق للمباراة - وكان الفريق الأول يعاني من مشكلة تتمثل في تعرض جميع المهاجمين للإصابة، مما جعل الناس يعتقدون تلقائياً أن جميع اللاعبين الأكبر سناً سيجلسون على مقاعد البدلاء. وبالفعل، تدربنا وقدم ماركوس أداءً جيداً للغاية، على نحو أفضل من اللاعبين الأكبر سناً. وعليه، نال فرصة المشاركة وأنا أيضاً، الأمر الذي انتهى بتوجهنا إلى واتفورد.
وأضاف: «بحلول ظهيرة الجمعة، أخبرنا ريان غيغز (مساعد فان غال) هذا القرار. في تلك اللحظة، لم يكن ماركوس حاضراً داخل غرفة تبديل الملابس لأنه كان مع فريق الناشئين حينها. وقد تلقيت الخبر مع اثنين من اللاعبين اللذين كانا يتدربان معنا ووجدا معي داخل غرفة تبديل ملابس لاعبي الاحتياط، لكن لم يخبرنا أحد باختيار ماركوس. وفي الحافلة في طريقنا إلى المطار، انضم إلينا ماركوس. ومنذ تلك اللحظة، انطلق نحو الأمام دونما توقف».
من جانبه، وصف سوين، الذي اختار راشفورد للمشاركة في مباراتين مع فريق أقل من 16 عاماً عام 2012، اللاعب بصورة شديدة الإيجابية، وقال المدرب البالغ 65 عاماً وسبقت له المشاركة في الفوز ببطولة دوري و«الكأس الأوروبية» مع «آستون فيلا»: «إنه يملك مهارات فنية خالصة، وتوازن رائع». وأضاف: «كان دوماً يتحرك مع الكرة وكأنهما كيان واحد. ودائماً ما كان أفضل اللاعبين الذين عاينتهم يملكون هذه المهارة. كثيراً ما يتحدث الناس عن جورج بست الذي كان أفضل لاعبي عصره في التعامل مع الكرة والتحرك معها. أعتقد أن ماركوس يملك الموهبة ذاتها، فهو رشيق للغاية في أسلوب حركته».
وأشار إلى أن: «أموراً مثل القوة والسرعة لا تأتي إلا في وقت متأخر بعض الشيء. وقد اكتسب راشفورد هذه الأشياء الآن، فقد أصبحت سرعته هائلة واكتسب قوة أكبر بكثير».
كان المفترض أن يشارك راشفورد أكثر في فريق أقل عن 16 عاماً تحت قيادة سوين، لكن مسؤولي مانشستر يونايتد رغبوا في حماية الصبي الذي ظل في عهدتهم منذ أن كان في السابعة من عمره. وقال سوين: «جاء تطور راشفورد متأخرا عن أقرانه. كان صبياً موهوباً بلا شك. لقد شاهدته يلعب في صفوف مانشستر يونايتد مرتين، وجاء إلى المعسكر التدريبي لكنه لم يشارك سوى في مباراتين في إطار (فيكتوري شيلد). لقد كان تطوره متأخرا مقارنة بالصبية في مثل عمره».
واستطرد موضحاً أنه: «فيما يتعلق بمشاركاته المحدودة، كان ذلك نتاجاً لتفاهم مبرم بيني وبين مدربي مانشستر يونايتد. فقد جرى التخطيط بدقة لتطوره وكانت وجهة النظر السائدة أن مشاركته مع المنتخب ستشكل عبئاً مفرطاً على كاهله في هذه المرحلة. وقد تفهمت ذلك من جانبي، وعليه كانت فرص مشاركته محدودة داخل فريق أقل عن 16 عاماً».
جدير بالذكر أن مشاركات راشفورد الـ53 في ظل قيادة المدرب جوزيه مورينيو الموسم الماضي، جعلت منه اللاعب الأكثر مشاركة في المباريات على مستوى الفريق. وغالباً ما اعتمد عليه المدرب في الأدوار التي تتطلب الحركة على نطاق واسع، وإن كانت القفزة الحقيقية في مسيرته جاءت عبر دوره كلاعب قلب هجوم، المركز المفضل لديه.
وقد تابع غوس كيف أن راشفورد، قائد فريق مانشستر يونايتد أقل من 19 عاماً، سعى بجد للنجاح. وقال: «كان دائماً ما يميزه أمر ما، ربما آنذاك لم يكن بنيانه قد نما تماماً. ومع هذا، كان بمقدور المرء الشعور بأن هذا الصبي سيحقق الكثير، إلا أنه بالتأكيد يملك تلك الموهبة التي تمكنه من قلب مسار مباراة ما رأساً على عقب في لحظة. كما أنه يبذل قصارى جهده خلال التدريب وخارجه. إنه أحد هؤلاء اللاعبين المولعين بشدة بكرة القدم. وأنا على ثقة من أن باستطاعته التدريب طيلة اليوم وحتى عندما يذهب إلى بيته تظل لديه الرغبة في لعب الكرة. هذا هو حاله طوال الوقت، سواء مع زملائه أو داخل غرفة المعيشة بمنزله - إنه يحمل بداخله شغف إزاء كرة القدم».
ولا يزال غوس يتحدث بانتظام مع راشفورد وأكد أن النجاح لم يبدل اللاعب الذي بدأت عروض شرائه من 80 مليون جنيه إسترليني. وأضاف: «إنه لاعب ناضج بالفعل رغم صغر سنه، ومتواضع أيضاً. لم يطرأ ثمة تغيير عليه، الأمر الذي ساعده حقاً من بعض النواحي لأنه لم يحاول مسابقة نفسه ودائماً ما تطلع نحو تحسين مستواه. إنه يعي تماماً من هم أصدقاؤه، وحريص على تجنب السقوط في أية هفوات - ويحرص على تضييق الدائرة القريبة منه. إنه تصرف ناضج. اللافت أنه دائماً ما يفضل الوجود مع أشخاص أكبر سناً، الأمر الذي شكل دفعة له نحو الأمام لأنه كان ينافس أشخاصا أكبر منه في العمر».
جدير بالذكر أن موسم 2015 - 2016 انتهى بالنسبة لراشفورد بتسجيله ثمانية أهداف في إجمالي 18 مباراة شارك فيها مع مانشستر يونايتد، علاوة على هدف واحد خلال ثلاثة مباريات مع المنتخب. أما الموسم الماضي، فقد أحرز 11 هدفاً خلال إجمالي 53 مباراة، علاوة على مشاركته في خمس مباريات دولية. من ناحيته، يؤكد مورينيو أن الموسم الثالث لراشفورد سيشكل نقلة نوعية في مسيرته من حيث تطوره وأدائه.
حتى هذه اللحظة، ثبتت صحة رأي المدرب البرتغالي، ذلك أنه على امتداد 15 مباراة نجح راشفورد في تسجيل سبعة أهداف (بجانب هدف من أربعة مباريات مع المنتخب). ولا يزال راشفورد الذي يبلغ طوله 185 سم يبهر الجمهور بسرعته ومهارته على المناورة بالكرة وأسلوبه المباشر في اللعب.
ومن المعتقد أن مورينيو سيؤكد من جديد على ثقته في راشفورد باختياره له ليحل محل روميلو لوكاكو حال اختيار اللاعب البلجيكي الراحة، أو سيستمر للعب بجواره كمهاجم ثان، وهو في كل حال يسعى لتقديم أداء مبهر في كل لقاء يخوضه في صفوف فريق صباه.
عن ذلك، قال غوس: «هذا حلم بالتأكيد بالنسبة له - لقد شارك في الأكاديمية منذ سن صغيرة. كما أنه يزداد تحسناً في أدائه يوماً بعد آخر. والمؤكد أنه لن يتخلى عن تألقه الحالي، وإنما سيحرص دوماً على العمل بجد. أعتقد أنه سيتحسن كثيراً كلاعب خلال الفترة القادمة، وذلك لأنه يملك الذكاء الذي يجعله متفوقاً على الآخرين. وأعتقد أنه عندما يلعب، فإنه يقول في نفسه: حسناً، أنا أفضل عنك، وسأمارس حيلي أمامك إنه يتألق في المواجهات الكبرى. إنه يرغب دوماً في تحقيق شيء متميز من أجل تسجيل هدف لفريقه أو دفعه نحو الفوز، وهو أمر مذهل بالنسبة للاعب في مثل سنه».
وقال: «رغم أن راشفورد عاش في مانشستر، فإنه انتقل في سن صغيرة. وحرص على محاكاة اللاعبين الآخرين والتدريب مع مجموعات عمرية أكبر. ربما في ذلك الوقت، لا يروق لك الأمر وترى أن هذا ليس في مصلحة اللاعب، لكنه يخدمه بالفعل على المدى البعيد».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.