تغييرات «جذرية» مرتقبة في «الاتحاد الوطني الكردستاني»

TT

تغييرات «جذرية» مرتقبة في «الاتحاد الوطني الكردستاني»

كشف مصدر قيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني»، عن أن الحزب سيشهد «تغييرات جذرية» في قيادته، خلال اجتماع لمجلسه القيادي السبت المقبل، انطلاقاً من تبعات استفتاء الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وعقد الحزب اجتماعاً، أمس، لبحث تطورات الوضع الحالي في الإقليم ومسائل داخلية. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للحزب سعدي أحمد بيرة لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع «بحث الأوضاع الراهنة في الإقليم والتطورات السياسية، وأكد أهمية الدخول في حوار مع بغداد والإسراع بهذا الاتجاه». وأضاف بيرة أن الحزب «شدد على ضرورة ضمان وحدة القوى السياسية والشعبية للخروج من الأزمات الحالية، ومتابعة أوضاع الأكراد القاطنين في منطقة طوز خورماتو الذين تعرضوا لمضايقات واعتداءات من قبل المكونات الأخرى، وضرورة معالجة المشكلات والخلافات القائمة واحتواء الشحن الحاصل هناك».
وعما إذا كان الاجتماع حدد موعد المؤتمر الرابع للحزب، قال بيرة: «لم نبحث هذا الموعد، لكننا أكدنا أنه من الضروري عقد المؤتمر قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، ويكون المؤتمر كرنفالاً لدخول تلك الانتخابات بتشكيلة قيادية جديدة».
إلى ذلك، كشف قيادي في «الاتحاد الوطني» عن أن الاجتماع المقرر عقده للمجلس القيادي للحزب السبت المقبل، سيبحث تشكيل هيئة قيادية مؤقتة «لإدارة الأعمال» إلى حين عقد المؤتمر الحزبي الرابع المقرر قبل فبراير (شباط) المقبل، وفقا لقرار برلمان الحزب.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن «أعضاء المجلس القيادي أجروا مشاورات مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية، وقرروا التحرك بهذا الاتجاه، خصوصاً بعد فشل الاستفتاء الذي جرى الشهر الماضي وكانت له تداعيات خطيرة على الوضع العام لمواطني كردستان، والوضع الداخلي في الاتحاد الوطني الذي انقسم إلى فريقين في الموقف من تنظيم الاستفتاء، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها».
وأضاف: «سنطرح في اجتماع السبت هذا الخيار على المجلس القيادي، كي نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه ونعيد إلى الاتحاد الوطني دوره القيادي على صعيد العملية السياسية التي تواجه اليوم ارتباكاً واضحاً بسبب تداعيات عملية الاستفتاء».
وكان النائب في برلمان الإقليم عن كتلة «الاتحاد الوطني» خلف أحمد كشف في تصريحات لوسائل إعلام محلية، عن أن كتلة حزبه ستقود في المرحلة المقبلة «جهود تغيير النظام السياسي الحالي في إقليم كردستان من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني». وقال إن الحزب «بادر منذ فترة طويلة إلى إعداد مشروع لتعديل قانون رئاسة إقليم كردستان، وكان من المقرر أن يقدم المشروع بموافقة الكتل الأخرى إلى البرلمان لإدراجه ضمن جدول الأعمال، لكن الظروف السابقة لم تسمح بتمرير ذلك المشروع. واليوم فإن الضرورة تستدعي المضي بهذا المشروع بالتعاون مع الكتل الأخرى، وسنعمل من داخل البرلمان وخلال ما تبقى من عمر هذه الدورة البرلمانية لإجراء التعديل المطلوب وتغيير النظام الرئاسي الحالي إلى النظام البرلماني، وأن ينتخب رئيس الإقليم القادم من داخل البرلمان ويكون خاضعاً له».
وكان تعديل النظام السياسي في الإقليم هو المطلب الأساسي لأحزاب المعارضة الكردية، خصوصاً حركة «التغيير» و«الجماعة الإسلامية»، وانضم إليهما مؤخراً «الاتحاد الوطني الكردستاني».



برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.