تولر: لا تهاون في التعامل مع تدخلات إيران

بن دغر أكد تأييد «الشرعية» استراتيجية ترمب مع طهران

TT

تولر: لا تهاون في التعامل مع تدخلات إيران

قال السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، إن حكومة بلاده تدرك جيداً مدى خطورة التدخل الإيراني في اليمن.
وأكد خلال لقائه رئيس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، في الرياض أمس، أن «الولايات المتحدة عازمة مع المجتمع الدولي على التعامل مع تدخلات إيران بجدية وعدم تهاون».
وجدد تولر، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التأكيد على دعم بلاده الشرعية اليمنية، وحرصها على أمن واستقرار ووحدة البلاد، منوهاً بالجهود التي تقوم بها الحكومة الشرعية في المناطق المحررة وما حققته من نجاحات، خصوصا في الجانبين الأمني والمالي، وتطبيع الأوضاع.
من ناحيته، أكد بن دغر أن دعم اليمن الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي اتخذها الرئيس دونالد ترمب تجاه إيران، ينطلق من إدراك تام لخطورة الدور التخريبي الذي تقوم به ويستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية والعالم، وتورطها الكامل في دعم الانقلاب على الشرعية اليمنية، وإطالة أمد الحرب، وتعميق المأساة والكارثة الإنسانية الناجمة عنها.
وشدد أنه على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ومن ورائها طهران، عدم الرهان على صرف الأنظار عن أساس وجذر المشكلة المتمثلة بانقلاب ميليشيات مسلحة على السلطة الشرعية ووضع رئيسها المنتخب من الشعب قيد الإقامة الجبرية، وتحويلها إلى قضية إنسانية لشرعنة وجودهم، مضيفا أن المجتمع الدولي بأكمله يعرف المشكلة وحلها ومن تسبب بإشعال هذه الحرب التي فرضت على الحكومة الشرعية. وقال: «على هذه الميليشيات وداعميها أن يفهموا أن الإجماع الدولي غير المسبوق بشأن قضية اليمن، هو رسالة وموقف واضح من أن انقلاب ميليشيات بقوة السلاح على السلطة الشرعية ورئيس منتخب من شعبه، لن يكون مقبولا وسيتم ردعه والوقوف ضده حتى لا يتكرر في أي دولة أخرى».
وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى أهمية المسؤولية التي يتحملها المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في مساعدة الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية لاستكمال إنفاذ القرارات الملزمة الصادرة تحت الفصل السابع وإنهاء الانقلاب، وبالطريقة التي يريدها الطرف الآخر؛ إما الجنوح للسلم أو الحسم العسكري، موضحاً أن «(سياسة النفس الطويل) تعتمدها إيران عبر وكلائها في اليمن، ويعرفها المجتمع الدولي جيدا من تجربته في التفاوض معها حول ملفها النووي، بالمماطلة والتسويف والمراوغة، مما يضاعف من معاناة اليمنيين الكارثية، والسكوت عنها (وصمة عار في جبين الإنسانية)».
وتطرق رئيس الوزراء اليمني إلى «الأعباء التي تحملها الشعب اليمني والمعاناة الإنسانية والاقتصادية، و(الأوضاع) التي تدهورت بشكل متسارع خلال الفترة الأخيرة جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، واستمرار تمردها على الإرادة المحلية وتحدي المجتمع الدولي وقراراته الملزمة»، مجددا التأكيد على أن «الحكومة الشرعية كانت وستظل مع أي جهود تصب في اتجاه إلزام الميليشيات الانقلابية بالتنفيذ العملي لمرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها؛ والمتمثلة في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي (2216) الصادر تحت الفصل السابع، وذلك لإنهاء معاناة اليمنيين، ووضع حد للكارثة التي تسبب بها الانقلاب على السلطة الشرعية منذ 3 أعوام»، مؤكدا أن «ميليشيات الانقلاب لم تكن يوما جادة في الجنوح للسلم، لأن قرارها أصبح رهينة بيد داعميها في إيران التي تقامر بحياة ودماء اليمنيين لابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي، ولمحاولتها اليائسة في إطار مشروعها التوسعي للسيطرة على مضيق باب المندب لتهديد أمن وسلامة الملاحة العالمية».
واستعرض اللقاء علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وآفاق تطويرها في مختلف المجالات، بجانب تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية، بما في ذلك الجهود الأممية والدولية المبذولة لتحريك مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية بموجب مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها محليا ودوليا. كما تناول الجوانب المتصلة بمكافحة الإرهاب، وتعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للحكومة الشرعية في هذا الجانب، ودعم الجهود المتصلة بتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.