ترمب يأمر بتشديد إجراءات التحقق من الأجانب بعد اعتداء نيويورك

خمسة أرجنتينيين وبلجيكية بين ضحايا الهجوم... وتضامن أوروبي مع الولايات المتحدة

موقع الهجوم الإرهابي في نيويورك والذي أوقع 8 قتلى (أ.ب)
موقع الهجوم الإرهابي في نيويورك والذي أوقع 8 قتلى (أ.ب)
TT

ترمب يأمر بتشديد إجراءات التحقق من الأجانب بعد اعتداء نيويورك

موقع الهجوم الإرهابي في نيويورك والذي أوقع 8 قتلى (أ.ب)
موقع الهجوم الإرهابي في نيويورك والذي أوقع 8 قتلى (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس (الثلاثاء) أنه أمر بتشديد إجراءات التحقق من الأجانب الراغبين بدخول الولايات المتحدة، وذلك بعيد الهجوم «الإرهابي» الذي أوقع 8 قتلى في نيويورك، ونفّذه سائق شاحنة صغيرة دهس حشداً من المارة.
وقال ترمب في تغريدة على «تويتر»: «لقد أمرت لتوّي وزارة الأمن الداخلي بتشديد إجراءات برنامج التحقق الصارمة أصلا».
وأضاف أن «النزاهة السياسية أمر جيد ولكن ليس هنا».
ومع أن السلطات لم تدل بأي تفاصيل عن هوية مرتكب الهجوم سوى أنه رجل عمره 29 عاما وأصيب بجروح خلال اعتقالها إياه، فقد أشارت وسائل إعلام عديدة إلى أنه أوزبكي يقيم في الولايات المتحدة منذ 2010، وأنه صاح: «الله أكبر» لدى ترجله من الشاحنة شاهرا مسدسا وبندقية تبين لاحقا أنهما مزيفان.
وقبل أسبوعين علّق القضاء الفيدرالي الأميركي تطبيق الصيغة الثالثة من مرسوم ترمب للهجرة بدعوى أنه ينطوي على تمييز غير قانوني ضد رعايا 7 دول هي اليمن وسوريا وليبيا وإيران والصومال وكوريا الشمالية وتشاد ولا يعزز، كما تقول إدارة ترمب، الأمن القومي الأميركي.
ويتهم مناهضو ترمب الرئيس الأميركي بمعاملة تمييزية ضد المسلمين.
وكان ترمب شدد على وجوب منع تنظيم داعش المتطرف من «العودة أو الدخول» إلى الولايات المتحدة، وذلك إثر هجوم نيويورك الذي أكدت السلطات أنه إرهابي ولكن من دون أن تتهم أي تنظيم بالوقوف خلفه كما أن أي جهة لم تتبنه في الحال.
وقال ترمب في تغريدة: «علينا ألا نسمح لتنظيم داعش بالعودة أو الدخول إلى بلادنا بعدما دحروا من الشرق الأوسط وسواه. كفى!».
وقتل 8 أشخاص وأصيب 11 آخرون بجروح في جنوب مانهاتن في «عمل إرهابي» نفّذه سائق شاحنة صغيرة دهس حشداً من المارة، وسائقي الدراجات الهوائية، وصدم حافلة مدرسية قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتعتقله، كما أعلنت السلطات في نيويورك.
ولدى خروجه من الشاحنة الصغيرة التي تبيّن أنها مستأجرة صاح منفذ الهجوم: «الله أكبر»، بحسب وسائل إعلام عديدة بينها «نيويورك بوست» و«ديلي نيوز»، إلا أن هذه المعلومة لم يؤكدها أي مسؤول أو مصدر رسمي.
وهي المرة الأولى منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 التي يسقط فيها قتلى في هجوم إرهابي في نيويورك.
وأعلنت الأرجنتين أن 5 من رعاياها قتلوا في «الهجوم الإرهابي» في نيويورك. وقالت وزارة الخارجية الأرجنتينية في بيان إن القتلى «هم من مدينة روزاريو وهم مجموعة أصدقاء كانوا يحتفلون بالذكرى الثلاثين لانتهاء دراستهم في مدرسة البوليتكنيك» في روزاريو، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم شمال العاصمة بوينوس أيرس.
كما أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز مقتل امرأة بلجيكية وإصابة ثلاثة بلجيكيين آخرين في الهجوم الإرهابي.
وقال رايندرز، وهو أيضا نائب رئيس الوزراء، في تغريدة على «تويتر»: «أعلن بعميق الحزن أن هناك ضحية بلجيكية» في عداد قتلى هجوم مانهاتن، معرباً عن «تعازيه للعائلة والأصدقاء».
وأضاف: «أفكاري مع ضحايا هجوم نيويورك».
وعبر عدد من القادة الأوروبيين عن تضامنهم مع الولايات المتحدة بعد الهجوم.
وكتبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تغريدة أن «هذا الهجوم الجبان روعني، وأفكاري تتوجه إلى كل الذين أصيبوا... معاً سندحر الإرهاب».
من جهته، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «أعبّر عن مشاعر فرنسا وتضامنها مع نيويورك والولايات المتحدة»، مؤكدا أن «نضالنا من أجل الحرية يوحّدنا أكثر من أي وقت مضى».
ووقع الهجوم بعيد الساعة 15,00 (19,00 ت غ) على جادة هيوستن ستريت الرئيسية التي تمتد على طول نهر هيوستن، وكانت مكتظة في هذا اليوم المشمس بمتنزهين ومتسوّقين كانوا يستعدون لقضاء عيد هالوين.
وكان كثيرون يرتدون ملابس التنكر للاحتفال بعيد هالوين والمشاركة في العرض الكبير الذي يجري كل سنة في منطقة غرينيتش فيليدج. وقد جرى هذا العرض لكن وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبدأ المهاجم عمليته باجتياح الطريق المخصصة للدراجات الهوائية وممر النزهات اللذين يمتدان لنحو كيلومتر على طول نهر هادسن جنوبا ودهس في طريقه المارة وراكبي الدراجات قبل أن يصطدم بحافلة مدرسية ويضطر للتوقف، كما أعلن قائد الشرطة جيمس أونيل.
وبعد توقف شاحنته، خرج السائق شاهرا مسدسا يعمل بالضغط الهوائي وبندقية كرات الطلاء، فأطلق عناصر الشرطة النار عليه واعتقلوه.
وبعد إطلاق النار، توجه أهالي عدد كبير من الأطفال إلى مدارس الحي للاطمئنان على أبنائهم.
وقال جون ويليامز (22 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم أر وقف إطلاق النار لأنني وصلت بعد ثلاثين ثانية. كانت رائحة الرصاص تفوح، وكان هناك رجل ممددا على الأرض ويبدو أنه مصاب، وآخر بالقرب منه يتم اعتقاله».
وشهدت نيويورك عدداً من الهجمات الإرهابية منذ 2001 لكن أيا منها لم يسفر عن سقوط قتلى.
ويعود آخر هجوم مماثل في نيويورك إلى 22 مايو (أيار) حين دهس عسكري سابق حشدا من المارة على رصيف في ميدان تايمز سكوير، مما أسفر عن مقتل شابة وإصابة 22 شخصا بجروح. وبيّنت التحقيقات لاحقا أن العسكري السابق منفذ الهجوم يعاني من اضطرابات عقلية.
وميدان تايمز سكوير معلم سياحي أول في نيويورك كان هدفا لهجوم أحبط في 2010، ويخضع لمراقبة أمنية مشددة منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
أما آخر هجوم لمتطرفين في نيويورك فيعود إلى 17 سبتمبر 2016 حين زرع شاب أميركي من أصول أفغانية يدعى أحمد رحيمي عبوتين ناسفتين في حي تشيلسي الراقي، فانفجرت واحدة فقط، مما أسفر عن إصابة 30 شخصاً بجروح طفيفة.



موسكو تندد بتصريحات «معادية» على خلفية تسميم نافالني

المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

موسكو تندد بتصريحات «معادية» على خلفية تسميم نافالني

المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إنها لاحظت صدور عدة تصريحات «معادية لروسيا» فيما يتعلق بموضوع صحة المعارض الروسي ألكسي نافالني، وذلك بعد أن قالت ألمانيا إنه تعرض للتسميم بغاز نوفيتشوك للأعصاب.
وكتبت وزارة الخارجية في بيان «فيما يتعلق بهذه التصريحات المتجرئة أن... (غاز نوفيتشوك) جرى تطويره هنا، أصبح لزاما علينا أن نقول ما يلي: لعدة سنوات، لجأ مختصون في العديد من الدول الغربية والهيئات المتخصصة التابعة لحلف شمال الأطلسي إلى استخدام هذه المجموعة واسعة النطاق من المركبات الكيميائية».
واندلعت أزمة جديدة بين روسيا والغرب، بعدما أكدت ألمانيا هذا الأسبوع وجود «أدلة قاطعة» على أن أبرز خصوم سيد الكرملين فلاديمير بوتين تعرض للتسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك الذي طُور خلال الحقبة السوفياتية.
وأبدى قادة غربيون وكثير من الروس قلقهم البالغ حيال ما قال حلفاء نافالني إنه أول استخدام يتم الكشف عنه لأسلحة كيميائية ضد قيادي في المعارضة الروسية على أراضي البلاد.
ومَرِض المحامي البالغ 44 عاما عندما كان على متن رحلة جوية الشهر الماضي، وخضع للعلاج في مستشفى في سيبيريا قبل إجلائه إلى برلين. وما زال في غيبوبة اصطناعية منذ أسبوعين.
ونفى الكرملين أن تكون روسيا وراء ما حصل له، وقال المتحدث باسم بوتين الجمعة إن موسكو ثابتة على موقفها. وصرح ديمتري بيسكوف لصحافيين «تم التفكير في كثير من النظريات، بما فيها التسميم، منذ الأيام الأولى. بحسب أطبائنا، لم يتم إثبات هذه النظرية».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لا شيء لدينا لنخفيه». واتهم أمام صحافيين، الغرب بطرح مطالب «متعالية»، لافتاً إلى أن وزارة العدل الألمانية لم تتشارك حتى الآن أي معلومات مع المدعين الروس. وأضاف «حين نتلقى جواباً سنرد».
وطرحت شخصيات مؤيدة للكرملين العديد من النظريات المفاجئة في الأيام الأخيرة، بما فيها احتمال أن يكون نافالني تعرض للتسميم بأيدي الألمان أو أنه سمم نفسه.
والجمعة، قال خبير في علم السموم لصحافيين روس إن صحة السياسي المعارض قد تكون تدهورت بسبب نظامه الغذائي أو الضغط النفسي أو الإجهاد، مشددا على أنه لم يُعثر على آثار سم في العينات التي أخذت منه في مدينة أومسك بسيبيريا حيث خضع للعلاج ليومين قبل نقله إلى ألمانيا.
وقال ألكسندر ساباييف إن «المريض لجأ إلى الحمية لخسارة الوزن»، مشيرا إلى أن «التدهور المفاجئ (في صحته) قد يكون نجم عن أي عامل خارجي حتى مجرد عدم تناول وجبة الفطور».
ونفت روسيا في الماضي مسؤوليتها عن هجوم بنوفيتشوك استهدف العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنجلترا عام 2018 إلى جانب عدد آخر من الحوادث المشابهة.
في بروكسل، دعا حلف شمال الأطلسي إلى تحقيق دولي بشأن تسميم نافالني وطالب موسكو بكشف تفاصيل برنامجها لغاز نوفيتشوك لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع طارئ عقده «مجلس شمال الأطلسي» أن جميع الدول متفقة على إدانة الهجوم «المروع» الذي تعرض له نافالني.
وقدمت ألمانيا، حيث يخضع نافالني للعلاج، إيجازا لباقي الدول الـ29 الأعضاء بشأن القضية بينما أشار ستولتنبرغ إلى وجود «إثبات لا شك فيه» أنه تم استخدام نوفيتشوك ضد المعارض.
وقال ستولتنبرغ إن «على الحكومة الروسية التعاون بالكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تحقيق دولي محايد».
وطالبت فرنسا وألمانيا مجدداً روسيا الجمعة بتفسيرات بشأن تسميم نافالني. كما طالبتا بـ«تحديد» هوية المسؤولين عن الهجوم و«إحالتهم على العدالة».
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جهته الجمعة أنه لم يرَ أي أدلة حتى الآن على تسميم نافالني، مضيفاً في الوقت نفسه أنه ليس لديه سبب للتشكيك فيما قالته برلين التي تؤكد أن لديها «أدلة قاطعة» في هذه القضية.
وصرح ترمب «لا أعرف ما حدث تحديداً. أعتقد أنه أمر مأساوي، إنه فظيع، وينبغي ألا يحدث». وقال في مؤتمر صحافي «لم نرَ حتى الآن أي دليل» على تسميم نافالني، متعهدا في الوقت نفسه بأن الولايات المتحدة ستدرس هذا الملف بجدية بالغة.
ودعا مسؤول الشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو في وقت سابق للتعاون مع تحقيق دولي بشأن عملية التسميم مشيرا إلى أن التكتل الذي يضم 27 دولة لا يستبعد فرض عقوبات عليها.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن استخدام سلاح كيميائي يعد أمرا «غير مقبول على الإطلاق في أي ظرف كان ويشكل خرقا جديا للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية».