قرية بكنسكوت النموذجية... الأولى من نوعها في العالم

قرية بكنسكوت النموذجية... الأولى من نوعها في العالم
TT

قرية بكنسكوت النموذجية... الأولى من نوعها في العالم

قرية بكنسكوت النموذجية... الأولى من نوعها في العالم

على بعد نحو 25 ميلاً من وسط لندن، تحديداً داخل مدينة بيكونسفيلد الصغيرة، توجد أول قرية نموذجية من نوعها في العالم، التي تقرر فتح أبوابها أمام الجمهور. كانت هذه القرية قد تحولت إلى مصدر إلهام لمزارات سياحية أخرى مشابهة بمختلف أرجاء العالم، بما في ذلك العديد من متنزهات «ليغولاند» التي حققت شهرة واسعة.
وجاءت القرية الذكية ثمرة لخيال رولانجغ كالينغهام، محاسب ثري، قرر بناء هيكل لسكك حديدية نموذجية داخل حديقة منزله، وكذلك بناء «قرية نموذجية»، لتصبح المكان الذي يضم هذه السكك الحديدية النموذجية. وسرعان ما لاقت هذه الفكرة المبتكرة استحساناً واسع النطاق من أفراد أسرته وأصدقائه. وعليه، قرر كالينغهام فتح القرية وما تتضمنه من سكك حديدية أمام الجمهور والتبرع بعائدات ذلك لحساب منظمات خيرية محلية. وحققت هذه القرية شهرة ضخمة تجلت في وصول عدد زائريها منذ افتتاحها عام 1929 لأكثر من 15 مليون شخص، بينما يقدر عدد زائريها سنوياً بما يقرب من 150 ألف شخص، حتى الملكة وشقيقتها كانتا من الزائرين للقرية بانتظام في الطفولة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وتغطي القرية النموذجية مساحة 1.5 فدان، وتضم منظومة من الممرات الضيقة التي تقود الزائر عبر مختلف أرجاء الموقع. بادئ الأمر، كان الهدف بناء ست مدن مختلفة داخل القرية النموذجية، تتميز كل منها بطابع مميز لها. في أحد المواقع، يوجد مطار، ويضم آخر منجماً للفحم، بينما يوجد ميناء صغير وقناة في موقع آخر. وغالباً ما جرى الاعتماد على مبان محلية لاستلهام تصميمات البنايات داخل القرية، بينما اعتمدت بعض البنايات على تصميمات بأماكن أخرى، أو جرى ابتكار تصميماتها.
ويوجد أكثر عن 200 مبنى تشكل نماذج مصغرة، جرى تشييد معظمها قبل الحرب العالمية الثانية وتعكس التصميمات المعمارية الشائعة آنذاك. وفي وقت لاحق، جرى «تحديث» بعض واجهات المباني أو دمج بعض السيارات الأحدث في المكان. إلا أنه عام 1992 تقرر العودة إلى المظهر الأصلي للقرية النموذجية عندما شيدت في ثلاثينات القرن الماضي. وعليه، أصبحت القرية الآن أشبه بآلة انتقال عبر الزمن تتيح للزائر التعرف على الصورة التي كانت تبدو عليها المناطق الريفية والحضرية بإنجلترا في ثلاثينات القرن الماضي، بعيداً عن صخب وجلبة الحياة المعاصرة. وعليه، نجد أنه داخل الحقول يجري الاعتماد على الخيول في حرث الأرض، في الوقت الذي تعتمد فيه القطارات على محركات بخارية، وكذلك تضم القرية طائرات عتيقة الطراز.
وتعج القرية بتفاصيل صغيرة خلابة، فعلى سبيل المثال، في واحدة من المناطق المائية، تبحر قوارب عبر المياه وتتحرك سيارات قديمة الطراز ذهاباً وإياباً عبر إحدى التلال. وعلى مقربة، يبدو أحد الصيادين يطارد ثعلباً. أما السكك الحديدية النموذجية الضخمة فتضم ستة قطارات على الأقل تتحرك عبر أرجاء القرية، بحيث تختبر مختلف أنماط الطقس وتتوقف في كل محطة لتعاود بعد ذلك الانطلاق.
الواضح أن مؤسس القرية كان يملك حساً فكاهياً لطيفاً، الأمر الذي يبدو واضحاً في اللافتات المعلقة على بعض المتاجر والبنايات. مثلاً، مكتب المحاماة يحمل لافتة تدعو للجدل، بينما يحمل متجر «السباكة» اسم «لي كي»، الذي يشبه كلمة «تسريب المياه» بالإنجليزية. في الواقع، تبدو القرية في مجملها غريبة ولطيفة وتغلب عليها روح الفكاهة والدعابة.
كما تضم القرية آلاف الأشجار الصغيرة، كثير منها منسق على الطراز الياباني المميز، ما يجعلها مزاراً جذاباً للمعنيين بزراعة الحدائق وتهذيبها أيضاً.
تفتح القرية النموذجية أبوابها أمام الزائرين من العاشرة صباحا حتى الخامسة والنصف مساءً، من منتصف فبراير (شباط) حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول). ويمكن الوصول إليها بالقطار من محطة ماريلبون في لندن. كما أنها قريبة من محطة بيكونسفيلد.
لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الموقع التالي: www.bekonscot.co.uk


مقالات ذات صلة

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.