هجمات على مقرات «التغيير» و«الاتحاد الوطني» في دهوك

مقتل مصور تلفزيوني كردي جنوب كركوك

أكراد يعاينون الأضرار التي لحقت بمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة زاخو بعد إحراقه أمس (رويترز)
أكراد يعاينون الأضرار التي لحقت بمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة زاخو بعد إحراقه أمس (رويترز)
TT

هجمات على مقرات «التغيير» و«الاتحاد الوطني» في دهوك

أكراد يعاينون الأضرار التي لحقت بمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة زاخو بعد إحراقه أمس (رويترز)
أكراد يعاينون الأضرار التي لحقت بمقر الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة زاخو بعد إحراقه أمس (رويترز)

قال اثنان من الأحزاب السياسية الكردية إن مقرات لهما في عدد من المدن تعرضت لهجمات الليلة قبل الماضية، بعد ساعات من إعلان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني استقالته.
وقالت حركة التغيير الكردية (كوران) والاتحاد الوطني الكردستاني، في بيانين منفصلين، إن عدداً من المقرات التابعة لهما في محافظة دهوك الواقعة شمال أربيل، عاصمة الإقليم، تعرضت لعمليات نهب وحرق خلال الليل. ولم تشر الأنباء إلى وقوع ضحايا.
وأعلنت حكومة الإقليم أنها أمرت قوات الشرطة المحلية المعروفة باسم «الأسايش» بوقف هذه الهجمات، حسب وكالة «رويترز». واقتحم محتجون مسلحون يؤيدون بارزاني، البرلمان، أثناء اجتماعه أمس للموافقة على استقالته. وقالت أحزاب المعارضة بالبرلمان إن أعضاءها الذين تحصنوا بالداخل تمكنوا من المغادرة في وقت لاحق.
وتساند حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني حق الأكراد في تقرير المصير، إلا أن الحركة عارضت الاستفتاء قائلة إن توقيته كان خاطئاً. بدوره، أيد الاتحاد الوطني الكردستاني الاستفتاء على مضض.
إلى ذلك، أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية المسؤولة عن الرقابة على الإعلام في بغداد، أول من أمس، حظراً على قناتين تلفزيونيتين كرديتين رئيسيتين مقربتين من بارزاني، هما «رووداو» و«كردستان 24». واتهمت الهيئة القناتين بالتحريض على العنف والكراهية. وردت إدارة قناة «كردستان 24»، ومقرها أربيل، في خطاب إلى الاتحاد الدولي للصحافيين قائلة إن ذلك يمثل هجوماً على حرية الصحافة وحرية التعبير.
من ناحية ثانية، أقدم مسلحون مجهولون على قتل مصور تلفزيوني كردي يعمل في قناة تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة بارزاني، طعناً بالسكين داخل منزله في قضاء داقوق شمال بغداد، بحسب ما أفاد مصدر أمني أمس. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أربعة مسلحين مجهولين اقتحموا منزل أركان شريف عند الساعة 02.30 فجراً (11.30 ت غ الأحد) في قرية خور سي بمنطقة قورسان في قضاء داقوق» ذي الغالبية التركمانية الواقع على بعد 45 كيلومتراً جنوب مدينة كركوك». وأضاف أن «مسلحاً قام بقتل شريف بخمس طعنات بالسكين، بعدما تم حبس عائلته داخل غرفة».
ويعمل شريف (54 عاماً)، وهو أب لثلاثة أطفال، في قناة «كردستان تي في» التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه بارزاني. وتتهم وسائل إعلام كردية عناصر من قوات «الحشد الشعبي» التي تضم فصائل غالبيتها شيعية، بارتكاب انتهاكات ضد مدنيين أكراد. واتهمت قناة «رووداو» مقاتلين من «الحشد الشعبي» بقتل شريف.
من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) عن «إدانتها» مقتل المصور التلفزيوني، وفقاً لبيان رسمي.
كما طالب البيان السلطات العراقية بـ«التحقيق في عملية الطعن (......) وتقديم الجناة إلى العدالة». ودعت البعثة السلطات الرسمية إلى «بذل قصارى جهدها لضمان سلامة جميع المواطنين، بمن فيهم الصحافيون والسياسيون، ووسائل الإعلام».
بدوره، أدان «مرصد الحريات الصحافية» (منظمة معنية بالدفاع عن الحريات الصحافية في العراق)، مقتل الضحية، وحذر من «زج الصحافيين ومؤسساتهم الإعلامية في الصراع المتنامي بين الأحزاب والمجاميع المسلحة في إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها». وأشار المرصد إلى مقتل 302 من العاملين بالمجال الإعلامي، عراقياً وأجنبياً، بينهم 171 صحافياً و73 فنياً ومساعد إعلامي خلال تأدية عملهم في العراق منذ عام 2003.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».