بدء جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في آستانة

بدء جولة من المفاوضات السورية بفندق ريكسوس  بكازاخستان (أ.ف.ب)
بدء جولة من المفاوضات السورية بفندق ريكسوس بكازاخستان (أ.ف.ب)
TT

بدء جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في آستانة

بدء جولة من المفاوضات السورية بفندق ريكسوس  بكازاخستان (أ.ف.ب)
بدء جولة من المفاوضات السورية بفندق ريكسوس بكازاخستان (أ.ف.ب)

أعلنت الدول الضامنة لنظام وقف الأعمال القتالية في سوريا اليوم (الاثنين) تقييمها الإيجابي لعمل مناطق خفض التوتر في سوريا.
ونقلت وكالة «إنتر فاكس» الروسية عن مصدر مطلع مقرب من اجتماع «آستانة 7» في العاصمة الكازاخستانية، أن كلاً من روسيا وتركيا وإيران اعتبرت أن «هذه المناطق أظهرت فاعليتها المميزة خلال الفترة الماضية، ويعمها السلام والنظام العام، وكل شيء فيها على ما يرام».
وكان اجتماع «آستانة 7» في شأن سوريا بدأ صباح اليوم، بمشاركة وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، ووفود المعارضة العسكرية الأخرى.
ومن المقرر أن يستمر الاجتماع يومين، وتعقد اليوم لقاءات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة، فيما تعقد الجلسة العامة للاجتماع بعد ظهر غد.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخستانية أعلنت في وقت سابق أن جميع الوفود المعنية بالمشاركة في اجتماع «آستانة 7» وصلت إلى آستانة، وتضم الوفود الدول الضامنة، إضافة إلى ممثلين عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأردن ومجموعات المعارضة السورية، مبينةً أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لن يشارك في الاجتماع.
وخلال اجتماع مجلسي البرلمانين الكازاخستاني والروسي في آستانة، اعتبر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف، أن المهمات الرئيسة للمشاركة العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سوريا حققت أهدافها تقريباً، و«ستستعيد قوات النظام السوري السيطرة على كل المناطق شرق البلاد نهاية العام الحالي».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن شامانوف قوله، إنه «بشكل عام يمكننا القول إنه تم تقريباً إنجاز المهمات الرئيسة للعملية العسكرية الروسية في سوريا، ونتوقع أن تستعيد قوات النظام السوري السيطرة على الحدود الشرقية لسوريا نهاية العام الحالي».
وأضاف: «لن يكون لتنظيم داعش الإرهابي هيكلاً عسكرياً منظماً في المنطقة بعد الآن».
وقال مشرع روسي كبير إن روسيا تتوقع القضاء على جميع «الإرهابيين» في سوريا بحلول نهاية العام، كما تخطط للإبقاء على ما يكفي من القوات هناك لمنع وقوع أي صراع جديد.
يذكر أن القوات الجوية الروسية بدأت في 30 سبتمبر (أيلول) 2015 حملة عسكرية لدعم قوات النظام السوري في مواجهة فصائل المعارضة.
وكانت الدول الضامنة لنظام وقف الأعمال القتالية في سوريا أعلنت في وقت سابق اليوم، أنها تقيّم إيجاباً عمل مناطق خفض التوتر في سوريا.
وتعتبر جولة المحادثات سابع جولة في هذه المفاوضات، فيما أوردت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن هذه الجولة التي تستمر يومين ستتضمن مشاورات ضمن جلسات مغلقة، فيما يصدر إعلان صحافي الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف «بدأت المفاوضات في جلسة مغلقة».
وتركز محادثات السلام في آستانة على المسائل العسكرية والتقنية، وتتم بموازاة محادثات سياسية في جنيف. وتهدف المحادثات إلى وضع حد للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 330 ألف شخص، وأدى إلى نزوح الملايين في غضون ست سنوات.
وفي إطار محادثات آستانة، توصلت روسيا وإيران وتركيا في مايو (أيار) إلى اتفاق لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا، في محافظتي إدلب وحمص ومنطقة الغوطة الشرقية وفي الجنوب، وقد أدى ذلك إلى تراجع ملموس في المعارك.
وينص اتفاق خفض التوتر على وقف الأعمال القتالية بما فيها الغارات الجوية، بالإضافة إلى نشر قوات شرطة تركية وإيرانية وروسية لمراقبة تطبيق الاتفاق.
ولاحقاً أعلنت الدول الثلاث، منتصف سبتمبر، الاتفاق على نشر مراقبين منها في منطقة خفض التوتر الرابعة التي تضم إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات حماة (وسط) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) المحاذية لها.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في أكتوبر الحالي (تشرين الأول) أن أكثر من 1100 طفل في منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام قرب دمشق يعانون من سوء تغذية حاد.
ومن المقرر عقد دورة جديدة من المفاوضات حول سوريا في جنيف اعتباراً من 28 نوفمبر (تشرين الثاني) برعاية الأمم المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.