جيرونا «الكاتالوني» يلحق بريال مدريد هزيمة تاريخية

قدم هدية لجاره برشلونة الذي انفرد بالصدارة الإسبانية بعد انتصاره على بلباو

بورتوجيس لاعب جيرونا ينطلق محتفلاً بعد تسجيل هدف الفوز في مرمى الريال (رويترز)
بورتوجيس لاعب جيرونا ينطلق محتفلاً بعد تسجيل هدف الفوز في مرمى الريال (رويترز)
TT

جيرونا «الكاتالوني» يلحق بريال مدريد هزيمة تاريخية

بورتوجيس لاعب جيرونا ينطلق محتفلاً بعد تسجيل هدف الفوز في مرمى الريال (رويترز)
بورتوجيس لاعب جيرونا ينطلق محتفلاً بعد تسجيل هدف الفوز في مرمى الريال (رويترز)

عاد ريال مدريد، حامل اللقب الذي يمثل «سياسياً» السلطة المركزية، من كاتالونيا، أمس، وهو يجر خلفه ذيل الخيبة بعد تلقيه هزيمته الثانية هذا الموسم، وجاءت على يد المتواضع جيرونا الذي قلب تخلفه إلى فوز تاريخي 2 - 1 في المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وأقيمت المباراة بين ريال مدريد ومضيفه الذي يشارك في دوري الأضواء للمرة الأولى في تاريخه، في ظروف حساسة للغاية أدت إلى إقالة رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون من قبل السلطة المركزية في مدريد، بعدما صوت البرلمان لصالح الاستقلال عن إسبانيا.
ولم يحظ إعلان استقلال كاتالونيا بأي اعتراف على الصعيد الدولي، في حين تسعى حكومة إسبانيا إلى استعادة السيطرة على المنطقة بأسرع وقت، وعينت نائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دو سانتاماريا رئيسة لإدارة المنطقة بعد إقالة كل أعضاء حكومتها، و150 من كبار المسؤولين، وفق الإعلام.
وفي ظل هذه الأزمة السياسية التي تهدد البلاد، حمل فوز جيرونا على فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان رمزية هامة جداً لأصحاب الأرض الذين عاندهم الحظ في الشوط الأول، بعدما وقف القائم في وجههم مرتين، وأنهوه متخلفين بهدف سجله إيسكو في الدقيقة 12، بعدما تابع الكرة التي صدها الحارس إثر تسديدة من البرتغالي كريستيانو رونالدو.
لكن جيرونا الذي يعتبر الممثل الكاتالوني الأضعف في الدرجة الأولى مقارنة مع العملاق برشلونة وإسبانيول، قلب الطاولة على بطل أوروبا في الموسمين الأخيرين، وأدرك التعادل في الدقيقة 54 عبر الأوروغوياني كريستيان ستواني، الذي وصلته الكرة على حدود المنطقة، فاندفع مخترقاً بفاصل مراوغة، وسدد على يسار الحارس فرانسيسكو «كيكو» كاسيا.
ولم يكد ريال يستوعب صدمة الهدف، حتى اهتزت شباكه مجدداً، وهذه المرة عبر كريستيان بورتوجيس الذي حول عرضية زميله بابلو مافيو بكعب قدمه في الشباك في الدقيقة 58.
وحاول ريال جاهداً إنقاذ نقطة وتجنب هزيمته الثانية لهذا الموسم، بعد تلك التي تلقاها على أرضه أمام ريال بيتيس في المرحلة الخامسة، لكنه عجز عن الوصول إلى الشباك، بل كان مرماه مهدداً عدة مرات من هجمات جيرونا المرتدة، ليسقط في النهاية بطل المسابقة، ليتخلف عن الغريم برشلونة المتصدر بفارق 8 نقاط.
ومرة أخرى، عجز رونالدو عن الوصول إلى الشباك، واكتفى حتى الآن بهدف يتيم في الدوري ما سيؤثر على معنوياته قبل السفر إلى لندن، حيث سيتواجه الريال الأربعاء على ملعب «ويمبلي» مع توتنهام الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا، علماً بأن الأخير انتزع نقطة من معقل النادي الملكي في الجولة السابقة بالتعادل معه 1-1.
وفي المقابل، حقق جيرونا فوزه الثالث مقابل 4 هزائم و3 تعادلات، ورفع رصيده إلى 12 نقطة في المركز الحادي عشر خلف خيتافي الذي حول أمس تخلفه أمام ضيفه ريال سوسييداد بهدف لميكيل أوبرزابال في الدقيقة الخامسة إلى فوز 2 - 1 بفضل هدفي أنخل لويس رودريغيز في الدقيقة 78 وخورخي مولينا (85 من ركلة جزاء).
في المقابل أثبت حارس المرمى الألماني مارك - أندريه تير شتيغن أنه بالفعل متعدد المواهب والقدرات، وحصل على الكثير من الإشادة والمديح، بعد تألقه بشكل لافت في فوز فريقه برشلونة 2 - صفر على مضيفه أتلتيك بلباو.
وخضع الحارس الدولي لاختبار قوي في استاد سان ماميس، لكنه نجح في الخروج بشباكه نظيفة، بعد أن سدد أصحاب الأرض 17 مرة على مرماه، كما أنه نجح أيضاً في التصدي لأربع محاولات من جانب هداف بلباو الشهير أريتز أدوريز.
وبفضل جهود وتألق تير شتيغن بصفة أساسية، نجح برشلونة متصدر الترتيب في الصمود في وجه الهجمات الكاسحة لأصحاب الأرض في المراحل الأولى من المباراة، ومن بينها رأسية أدوريز في الدقيقة 17، كما تصدى الحارس ببراعة لفرصة كبيرة من نفس المهاجم بعد لحظات قليلة.
وقبل تسع دقائق من نهاية الشوط الأول، منح الأرجنتيني ليونيل ميسي برشلونة التقدم، لكن بلباو لم يتوقف عن التسديد نحو مرمى تير شتيغن طوال الشوط الثاني.
وقبل ست دقائق من النهاية، وبجهد هائل، أنقذ حارس ألمانيا ضربة رأسية أخرى من أدوريز، ليحرم أصحاب الأرض مما يمكن اعتباره أفضل فرصة لهم طوال المباراة. وأضاف لاعب الوسط البرازيلي باولينيو الهدف الثاني للضيوف في الوقت المحتسب بدل الضائع.
وأشاد سيرجيو بوسكيتس لاعب وسط برشلونة بحارس مرماه قائلاً: «لقد لعب دوراً هائلاً في هذا الفوز. قدم أداءً هائلاً ولعب دوراً فاعلاً في خروجنا فائزين». وأضاف بوسكيتس: «نحن سعداء بوجوده معنا. ومرة أخرى لعب دوراً فاعلاً في هذه اللحظات الفاصلة عندما كانت النتيجة صفر - صفر، وعندما كانت 1 - صفر في الدقائق الأخيرة إذ كان من الممكن أن تنتهي المباراة بالتعادل».
وكان تير شتيغن انضم إلى برشلونة قادماً من بروسيا مونشنغلادباخ الألماني في 2014 كبديل على المدى الطويل لفيكتور فالديز، لكنه أصبح الحارس الأول للفريق بعد منافسة حامية مع التشيلي كلاوديو برافو طوال موسمين.
ويبدو أن تير شتيغن تعلم كثيراً من دروس الماضي، حيث كان يتعرض لانتقادات بسبب خروجه غير المناسب من منطقته، وهو ما كلف برشلونة غالياً في السابق، خصوصاً على نفس هذا الملعب عندما تعثر فريقه 4 - صفر في كأس السوبر الإسبانية في 2015.
وظهر تير شتيغن واحداً من أفضل لاعبي فريقه خلال الموسم الحالي، ولعب دوراً بارزاً في إنقاذ برشلونة في مواجهات صعبة أمام خيتافي وأتلتيكو مدريد، كما لعب دوراً في مساعدة فريقه على معادلة رقم قياسي بالحصول على 28 نقطة في أول عشر مباريات من الموسم.وأشادت صحيفة «سبورت» الإسبانية في عددها أمس بالحارس الألماني، ووصفته على غلافها بأنه «الخارق تير شتيغن»، في حين قالت صحيفة «موندو ديبورتيفو» إن برشلونة «في أيد أمينة» بفضل وجوده.
وقال أرنستو فالفيردي مدرب برشلونة: «الفوز هنا لا يتحقق إلا بعد معاناة. لا سبيل غير ذلك... هذا هو قانون ملعب سان ماميس. هذا ما يقولونه. وعندما كنت مدرباً للفريق صاحب الأرض كنا نسبب الكثير من المتاعب للمنافسين حتى آخر لحظة».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.