هل سلبية مورينيو نابعة من أنه كان لاعباً فاشلاً؟

قدرات المدرب البرتغالي في عالم التدريب هي نفسها التي لم تمكنه من احتراف كرة القدم

مورينيو يبدو دائما وكأنه يحاول مقاومة الإحساس بأنه لم يكن لاعبا محترفا («الشرق الأوسط») - مورينيو  غالبا ما يقلد احتفالات اللاعبين مثل التزحلق على ركبتيه («الشرق الأوسط»)
مورينيو يبدو دائما وكأنه يحاول مقاومة الإحساس بأنه لم يكن لاعبا محترفا («الشرق الأوسط») - مورينيو غالبا ما يقلد احتفالات اللاعبين مثل التزحلق على ركبتيه («الشرق الأوسط»)
TT

هل سلبية مورينيو نابعة من أنه كان لاعباً فاشلاً؟

مورينيو يبدو دائما وكأنه يحاول مقاومة الإحساس بأنه لم يكن لاعبا محترفا («الشرق الأوسط») - مورينيو  غالبا ما يقلد احتفالات اللاعبين مثل التزحلق على ركبتيه («الشرق الأوسط»)
مورينيو يبدو دائما وكأنه يحاول مقاومة الإحساس بأنه لم يكن لاعبا محترفا («الشرق الأوسط») - مورينيو غالبا ما يقلد احتفالات اللاعبين مثل التزحلق على ركبتيه («الشرق الأوسط»)

قدم نادي ليفربول مستوى سيئا للغاية خلال الأسابيع الأخيرة للدرجة التي جعلته بمثابة «حالة اختبار» لقوة الفرق التي تواجهه. ورغم هذا المستوى المتراجع، أصر المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو على اللعب بطريقة دفاعية بحتة خلال لقاء الفريقين على ملعب «آنفيلد»، وظل المدير الفني البرتغالي ينتظر اللحظة المناسبة حتى يندفع ليفربول للهجوم ويستغل هو الهجمات المرتدة، لكن ذلك لم يحدث وانتهت تلك المباراة المملة بالتعادل السلبي. وبالنظر إلى الحالة السيئة التي كان عليها ليفربول ونقاط الضغط الواضحة في خط دفاعه من جهة والأداء القوي الذي كان يقدمه مانشستر يونايتد قبل تلك المباراة من جهة أخرى، كان هناك شعور بعد المباراة بأن مانشستر يونايتد قد خسر نقطتين كانتا في المتناول.
وتعمق هذا الشعور بعد أسبوع واحد عندما استغل توتنهام هوتسبير نقاط الضعف الواضحة في خط دفاع ليفربول وسحقه بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب ويمبلي. هذه ليست مقارنة مباشرة بين المباراتين بكل تأكيد، لأن اللعب على ملعب آنفيلد بالنسبة لمانشستر يونايتد يكون أصعب بالطبع من أن يلعب توتنهام هوتسبير على ملعبه، حتى ولو كان هذا الملعب هو ملعب ويمبلي، لكن ما ظهر جليا من هاتين المباراتين هو أن الانتظار حتى يرتكب الفريق المنافس خطأ هو أمر سلبي للغاية ولا يحقق النتائج المرجوة.
وبناء على ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كان مورينيو سلبيا إلى هذه الدرجة وهو يلعب أمام ليفربول في أسوأ حالاته؟ قبل عشر سنوات، اقترح المهاجم الأرجنتيني السابق خورخي فالدانو حلا لذلك، فبعد مشاهدته لمباراة مملة أخرى لمورينيو على ملعب آنفيلد، حين كان المدير الفني البرتغالي يقود تشيلسي وكانت تلك المباراة هي مباراة الإياب للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2007. كتب فالدانو في صحيفة «ماركا» الإسبانية يهاجم هذا الأداء الممل من جانب لاعبي مورينيو قائلا: «يجب أن نعرف أن مورينيو ورفائيل بينيتيز (المدير الفني لليفربول في تلك المباراة) لم يلعبا كرة القدم من قبل، وهذا هو ما جعلهما يبثان كل هذه الأشياء التافهة إلى عالم التدريب. هؤلاء الذين لم يكن لديهم الموهبة للعب كرة القدم لا يؤمنون بالموهبة التي يمتلكها اللاعبون، ولا يؤمنون بالقدرة على الابتكار من أجل تحقيق الفوز. باختصار، قدرات بينيتيز ومورينيو في عالم التدريب هي نفس قدرات بينيتيز ومورينيو التي لم تمكنهما من احتراف كرة القدم كلاعبين».
والآن، لا يبدو هذا صحيحا على المستوى العالمي، فهناك أعداد كبيرة من المديرين الفنيين الذين لديهم خبرات محدودة أو ليس لديهم خبرات على الإطلاق كلاعبين محترفين لكنهم نجحوا في عالم التدريب وكانوا يجعلون فرقهم تقدم كرة قدم ممتعة للغاية مثل الإيطالي أريجو ساكي والأرجنتينبي مارسيلو بيلسا والألماني جوليان ناجلسمان. وفي نفس الوقت، هناك عدد كبير من المديرين الفنيين الذين كانوا لاعبين بارزين لكن بمجرد دخولهم عالم التدريب أصبحوا يعتمدون على طرق لعب بها قدر كبير من التحفظ والتأمين الدفاعي، مثل الإنجليزي جورج غراهام والإيطالي فابيو كابيلو والأرجنتيني دييغو سيميوني. وبالتالي، يمكن القول بأنه لا توجد علاقة مباشرة بين الطريقة التي كان يلعب بها المدير الفني عندما كان لاعبا والطريقة التي تلعب بها الفرق التي يتولى تدريبها بعد ذلك.
لكن ربما يختلف الأمر في حالة مورينيو، الذي يبدو دائما وكأنه يحاول مقاومة الإحساس بأنه دخيل على لعبة كرة القدم وبأنه لم يكن لاعبا محترفا، ويبدو هذا بصورة واضحة خلال احتفالاته التي يقلد فيها حركات اللاعبين عند إحرازهم للأهداف، مثل الركوض والتزحلق على ركبتيه والعديد من الحركات الأخرى التي يقوم بها اللاعبون. وقد استاء مورينيو، على سبيل المثال، عندما وصفه الرئيس السابق لنادي برشلونة الإسباني جوسيب لويس نونيز والصحافة المحلية الإسبانية بأنه «المترجم»، في إشارة إلى عمله السابق قبل أن يدخل عالم التدريب.
وعلاوة على ذلك، دائما ما يحاول مورينيو أن يقحم نفسه في المباريات والتأكيد على أنه ربما لا يكون داخل الملعب لكنه يشارك وكأنه واحد من اللاعبين، ويتضح ذلك من خلال تصريحاته عندما كان يشغل منصب المدير الفني لنادي بورتو البرتغالي والتي وصف فيها «الحديث إلى وسائل الإعلام» بأنه «جزء من اللعبة»، حيث قال: «عندما أذهب إلى المؤتمر الصحافي قبل المباراة، تكون المباراة قد بدأت بالفعل في عقلي. وعندما أذهب إلى مؤتمر صحافي بعد المباراة، فإن المباراة لم تنته بعد. وحتى لو انتهت المباراة، فقدت بدأت المباراة التالية بالفعل».
وقد تم تعزيز هذا الشعور بالاغتراب عندما تم تجاهله في قائمة المديرين الفنيين المرشحين لتولي تدريب نادي برشلونة الإسباني عام 2008. ورغم أن مورينيو قد صرح في الآونة الأخيرة بأنه رفض تدريب برشلونة، فإن مسؤولي النادي الإسباني يقولون عكس ذلك، حيث قال مارك انغلا، نائب رئيس برشلونة السابق: «إنه يشعر بالأسى من حقيقة أنه قد رُفض».
وإذا لم يتمكن مورينيو من أن يكون أحد اللاعبين، فيمكنه على الأقل أن يتحكم في اللاعبين! ويمكنه تكوين هيكل أو كيان ويؤكد أن الفضل في ذلك يعود إليه وأنه المايسترو الذي يحرك اللاعبين جميعا وليس مجرد لاعب داخل الملعب! ورغم النظرية التي تقول إن شعوره بالنقص لعدم لعبه كرة القدم يجعله في حالة رغبة دائمة في السيطرة على اللاعبين طوال الوقت، فقد اتهم مورينيو عندما كان يعمل في ريال مدريد وتشيلسي من قبل اللاعبين بأنه لا ينظمهم بشكل كاف في الناحية الهجومية، فهو يكتفي بتنظيم الجوانب الدفاعية فقط، ولا ينظم الأداء الهجومي بالشكل الذي يقوم به مديرون فنيون مثل أنطونيو كونتي أو جوسيب غوارديولا. وتكمن المشكلة في أن لاعبا مثل إيدن هازارد قد يشعر بوجود تنظيم واضح في أحد الجوانب وغياب هذا التنظيم في الجانب الآخر، وهو ما يجعله غير قادر على تقديم الحلول الإبداعية داخل الملعب رغم مهاراته وإمكانياته الكبيرة. وعلاوة على ذلك، أصبح من الشائع وصف مورينيو بأنه مدير فني برغماتي، لأنه يفكر في القيام بكل شيء من أجل تحقيق الفوز بغض النظر عن الشكل والأداء، كما ظهر خلال مباراة مانشستر يونايتد المملة أمام ليفربول.
وُصفت المباراة أمام ليفربول بأنها أول اختبار لمؤهلات مانشستر يونايتد للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكن الخطة التي انتهجها مورينيو في التعادل من دون أهداف في ليفربول أثارت تساؤلات حول قدرته على المنافسة هذا الموسم. وكان جدول المباريات كريما مع يونايتد ووفر له منافسين متوسطين في أول سبع مباريات واستغل فريق مورينيو ذلك فحقق ستة انتصارات وسجل 21 هدفا مقدما كرة قدم ممتعة. لكن في أول اختبار ضد أحد «الستة الكبار» تراجع يونايتد للدفاع تماما وكان ذلك بكل وضوح وفقا لتعليمات بعدم السماح لليفربول بأي مساحة وتقييد تحركات مهاجميه.
وكان المدرب البرتغالي نفى فكرة أن يكون فريقه قد خاض اللقاء أمام ليفربول في آنفيلد بهدف الحصول على نقطة التعادل مشيرا إلى أن التعادل السلبي جاء ليعكس نتاج خطط مدرب ليفربول يورغن كلوب أيضا وليس أسلوب لعبه وحده.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.