المغرب: العثماني يبدأ مشاورات لملء المناصب الحكومية الشاغرة

TT

المغرب: العثماني يبدأ مشاورات لملء المناصب الحكومية الشاغرة

كشف مصطفى الخلفي، وزير العلاقات بالبرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، أمس، أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بدأ مشاوراته بشأن اقتراح أسماء الوزراء المرشحين لشغل المناصب الحكومية الشاغرة، تنفيذا لتوجيهات ملك المغرب محمد السادس.
ورفض الخلفي الكشف عن أي تفاصيل بشأن الأحزاب السياسية التي شملتها الاتصالات، وما إذا كان من بينها حزب الاستقلال، كما رفض الإفصاح عن موعد الإعلان عن أعضاء الحكومة الجدد الذين سيعوضون الوزراء الذين أقيلوا من مناصبهم، واكتفى بالقول إن «نتائج المشاورات ستعلن عنها في حينه».
وتجنّب الوزير المغربي، الذي كان يتحدث أمس خلال لقاء صحافي عقده عقب اجتماع الحكومة، الكشف عن أسماء المسؤولين الـ14 الذي من المقرر أن تصدر في حقهم قرارات الإعفاء بعد ثبوت تورطهم في الاختلالات، بعد أن أصدر العاهل المغربي تعليماته لرئيس الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة بحقهم، وأن يرفع إليه تقرير في هذا الشأن.
في سياق متصل، حاول رئيس الحكومة المغربية، أمس، التخفيف من حدة قرارات الإعفاء التي طالت أربعة وزراء في حكومته، مذكرا بأن الأمر لا يتعلق بحالات غش أو اختلاسات مالية.
وجاء قرار العاهل المغربي بإعفاء وزراء ومسؤولين كبار، على خلفية تعثر إنجاز مشروع «الحسيمة... منارة المتوسط»، الذي كان أحد أسباب اندلاع الاحتجاجات بالإقليم، وهي القرارات التي وصفت بـ«الزلزال السياسي»، طبقا لما ورد في خطاب الملك خلال افتتاح البرلمان في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وشملت أيضا، وللمرة الأولى، معاقبة وزراء في الحكومة السابقة لتقصيرهم من خلال عدم إسناد أي مهمة رسمية لهم مستقبلا.
وأشاد العثماني، في أول اجتماع للحكومة بعد قرارات الملك محمد السادس، بتأكيد بيان الديوان الملكي على أن الأمر لا يتعلق بحالات غش أو اختلاسات مالية، بيد أنه لفت إلى أنه «لا بد من أن نستفيد من الدرس، وينبغي على الحكومة أن تقوم بعملها أكثر». ودعا أعضاء حكومته إلى تجديد العزم للقيام بمسؤوليتهم والحرص على تطبيق شعار الإنصات والإنجاز للشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين والبرلمانيين والمجتمع المدني، الذي رفعته الحكومة.
ولتجنب الاختلالات التي عرفها مشروع الحسيمة بعد أن كشفها بشكل دقيق تقرير المجلس الأعلى للحسابات، دعا العثماني وزراءه إلى إنجاز دراسات مسبقة وجيدة لمشاريع التنمية المبرمجة، وتوفير شروط نجاح المشروع وتحديد آجال التنفيذ بشكل دقيق، وتحديد واضح للمسؤوليات قبل توقيع أي اتفاقية تخص مشروعا تنمويا، وتوفير الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية. كما شدد على تنفيذ آليات الحكامة الجيدة في تنفيذ المشروع، وتتبع تنفيذ البرامج. وحث وزراءه كذلك على الاستمرار في الزيارات الميدانية التي قاموا بها للمناطق لتتبع إنجاز المشاريع، والإنصات للمواطنين.
ونوه العثماني بإشادة بيان الديوان الملكي بجهود الحكومة الحالية في تسريع تنفيذ المشاريع المبرمجة، وهو ما يمنحنا مزيدا من الحماس، لنرفع مستوى عملنا، لنكون في مستوى تطلعات جلالة الملك وانتظارات الشعب المغربي. وتمنى رئيس الحكومة في نهاية مداخلته، أن «يحفظ بلادنا من المؤامرات، لأن هناك من يحسد بلدنا عما ينعم به من استقرار وأمن»، على حد قوله.
في غضون ذلك، يتجه حزب التقدم والاشتراكية الذي أعفى اثنين من وزرائه في الحكومة، وعلى رأسهم أمينه العام نبيل بن عبد الله وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، إلى الحسم في قرار بقائه في الحكومة أو الانسحاب منها. وذلك بعد أن راج أن مجلس الرئاسة للحزب راسل المكتب السياسي يطالبه باتخاذ قرار الخروج من الحكومة. ومن المقرر أن يخرج المكتب السياسي بموقف رسمي بعد اجتماعه الذي كان مقررا أمس، على أن يعود إلى اللجنة المركزية (برلمان الحزب) لاتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن.
من جهته، قلل لحسن حداد، وزير السياحة في الحكومة السابقة، من شأن ما تعرض له بعد ورود اسمه ضمن المسؤولين «المغضوب عليهم» من قبل الملك محمد السادس، لمسؤوليته في تعثر مشروع الحسيمة، وقال في تسجيل صوتي أمس، إنه «لا يوجد ما يؤاخذ عليه». ونفى الوزير أن يكون قد انهار عصبيا بعد سماعه قرارات العاهل المغربي، مؤكدا أن أمامه مجالات واسعة للعمل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.