العبادي: لن نقبل إلا بإلغاء نتائج الاستفتاء

رئيس الوزراء العراقي أطلق عملية تحرير القائم وأعلن عن اتفاق مع تركيا لفتح بوابة حدودية ثانية

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي (إ.ب.أ)
TT

العبادي: لن نقبل إلا بإلغاء نتائج الاستفتاء

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي (إ.ب.أ)

رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من طهران اليوم (الخميس) مقترح اقليم كردستان العراق بـ«تجميد» نتائج الاستفتاء حول استقلال الإقليم، مجددا تأكيده على «إلغاء» التصويت كشرط لبدء أي مفاوضات.
وقال العبادي الذي يزور طهران قادما من أنقرة في بيان: «نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور».
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر، حين قرر الإقليم إجراء استفتاء على الاستقلال، وقامت حكومة إقليم كردستان يوم أمس (الاربعاء) بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء.
وكان مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر حمادة كتب في وقت سابق في صفحته على «فيسبوك»: «يتحدثون عن تجميد الاستفتاء، ونقول لهم الاستفتاء أصبح من الماضي وتم إنهاؤه على الأرض».
ميدانياً، بدأ العراق اليوم عملية عسكرية لدحر تنظيم "داعش" المتطرف من مدينة القائم، آخر معاقله على الأراضي العراقية، بمحاذاة الحدود مع سوريا، حيث يتعرض التنظيم لهجمات أخرى على أيدي قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ«آخر معركة كبيرة» ضد تنظيم داعش، ويتوقع أن تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم داعش في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور في شرق سوريا إلى القائم غرب العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان فجر اليوم «أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم (...) وليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام».
وأضاف رئيس الوزراء: «ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار».
وغالبا ما يعلن العبادي انطلاق العمليات العسكرية في كلمة تلفزيونية مسجلة، إلا أنه أعطى إشارة الانطلاق هذه المرة ببيان صدر بينما يقوم هو بزيارة إلى العاصمة الإيرانية، في سياق جولة إقليمية بدأها الأسبوع الماضي وشملت السعودية والأردن ومصر.
وقال قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي اللواء الركن قاسم المحمدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عملية تحرير مدينة القائم (350 كلم غرب الرمادي) انطلقت من أربعة محاور».
وأضاف أن الجيش والشرطة الاتحادية وقوات «الحشد الشعبي والعشائري» تشارك في العمليات «بإسناد كبير من طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي».
وفي عام 2014، شن تنظيم داعش المتطرف هجوما واسعا استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.
ومذ ذاك الحين، تمكنت القوات الحكومية مدعومة بفصائل «الحشد» من استعادة أكثر من 90 في المائة من تلك الأراضي.
ولم يعد التنظيم المتطرف يسيطر سوى على أقل من عشرة في المائة من الأراضي التي كانت خاضعة له.
وكانت القوات العراقية وفصائل الحشد المساندة لها أعلنت منذ مدة أنها بدأت حشد قواتها إلى شرق مدينتي راوة والقائم وجنوبهما، تمهيدا للهجوم على المنطقة التي يشير خبراء إلى أنها ستكون الأصعب بسبب جغرافيتها القاسية.
وليل الثلاثاء - الأربعاء، ألقت القوات الجوية العراقية مئات آلاف المنشورات فوق المنطقتين التي أبلغت فيها السكان، وغالبيتهم من السنة، بقرب «تحرير» المنطقة، وداعية المتطرفين إلى «الاستسلام أو الموت»، على غرار ما فعلته قبيل معارك الموصل وتلعفر والحويجة.
من جانب آخر، اتهمت السلطات الكردية اليوم، القوات العراقية بشن هجوم ضد مواقع لمقاتليها قرب الحدود التركية في شمال البلاد.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان في بيان: «عند الساعة السادسة صباحا (3:00 ت غ) قصفت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي مواقع البيشمركة من جبهة زمار شمال غربي الموصل مستخدمة المدفعية الثقيلة».
ولم تعلن القوات العراقية عن أي عملية أو معارك لها حتى الساعة في شمال البلاد.
من جهة أخرى، قال وزير الجمارك التركي بولنت توفنكجي اليوم، إن تركيا اتفقت مع العراق على فتح منفذ حدودي ثان وإن إقامة البوابة الحدودية ستبدأ بمجرد اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة.
وقال الوزير لوكالة أنباء الأناضول التركية «لدي انطباع بأن الحكومة العراقية تقر بضرورة وجود بوابة حدودية ثانية». مضيفا أن البوابة ستكون قريبة من مدينة الموصل في شمال العراق، في منطقة لا تزال مهددة من تنظيم «داعش» ومسلحي حزب العمال الكردستاني التركي. وتابع: «بمجرد اتخاذ خطوات تأمين الممر لن تكون هناك عوائق أخرى بالنسبة لنا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.