كتاب يسخر من الحرب الأميركية في أفغانستان

في الأسابيع الماضية، بدأت شركة «نيتفليكس» الإلكترونية الأميركية (100 مليون مشترك في العالم، منهم 50 مليون في الولايات المتحدة) عرض فيلم «وور ماشين» (ماكينة الحرب)، وهو فيلم تهكمي عن غزو واحتلال أفغانستان، بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الفيلم بأنه «سخرية على الحرب الأميركية في أفغانستان. وأيضاً، صورة سلبية عن الحرب، وعن الحضيض الذي وصلت إليه، وعن خداع النفس فيها، وعن عدم جدواها». وأضافت الصحيفة: «ها نحن نشهد الرئيس ترمب وهو يريد زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان، ونكاد نحس بالغثيان توقعاً لما سيحدث في المستقبل. وكان الخيال في الفيلم هو الواقع».
يعتمد الفيلم على كتاب «أوبريتورز» (عمال عسكريون)، الذي كتبه مايكل هاستنغز، واحد من أشهر الصحافيين الأميركيين الذين غطوا حربي أفغانستان والعراق. وهو من إصدار بنغوين راندوم، نيويورك. والعنوان الفرعي للكتاب هو: «القصة الحقيقية المثيرة والمخيفة عن حرب أميركا في أفغانستان». وكان هاستنغز قد أصدر كتباً أخرى عن هذا الموضوع، منها: «الجنرال الهارب»، و«فقدت حبيبتي في بغداد».
الكتاب الأخير عن أندريا بارهاموفتش، خطيبته، وكانت صحافية أيضاً، وغطت معه حرب العراق. وفي عام 2007، قتلت في كمين في بغداد. وفي عام 2013، قتل هو أيضاً، في حادث مرور في كاليفورنيا.
وجاء في الكتاب عن الصراع بين الجنرالات في أفغانستان: «ليس الجنرال ماكيرنان مثل الجنرال ماكريستال، ولا مثل الجنرال بترايوس. كان ماكيرنان يعمل في إخلاص للتقرب من السكان المحليين. وكان له دور في تأسيس شرطة (صديقة) لهم. لكنه لم يكن يعرف كيف يلمع نفسه في الإعلام. كان يستحق مدير علاقات عامة ليلمعه. لكنه تحاشى ذلك، وأيضاً، تحاشى مجاملة أعضاء الكونغرس وهم يستجوبونه في جلسات لا طائل منها، فقط تمنعه من ممارسة عمله في أفغانستان، بدلا عن قضاء أيام بين الطائرات والفنادق... كان الجنرال ماكريستال عكس ذلك. كان الجنرال الفوضوي، العنجهي. في وقت لاحق، قال الأدميرال ميولين إن ماكريستال (درجة أولى)، وماكيرنان (درجة ثانية). قال ذلك لأن ماكريستال كان (يقاتل) لجذب الأنظار. بينما كان ماكيرنان يختفي منها...
وهناك الجنرال بترايوس. زميل وشبيه ماكريستال، لكنه يتفوق عليه في حب الأضواء أكثر منه. ليس ذلك فقط، بل بترايوس هو (أبو الحرب الحديثة ضد العصابات المقاتلين الأفغان)»...»
وفي عام 2010، استقال ماكريستال، فجأة، بعد أن نشرت مجلة «رولنغ ستون» تقريرا عنه، انتقد فيه الرئيس باراك أوباما، ونائبه جوزيف بايدن. وتحدث عن الاختلافات بين العسكريين والسياسيين في صراحة نادرة.
كان عنوان التقرير هو: «الجنرال الهارب»، وكان كاتب التقرير هو الصحافي هاستنغز نفسه. في وقت لاحق، صار التقرير كتابا بنفس الاسم.