أنباء عن فشل وساطة أردنية لجمع العبادي وبارزاني

الملك عبد الله الثاني استقبل الصدر غداة لقائه رئيس الوزراء العراقي

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى استقباله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى استقباله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس (أ.ف.ب)
TT

أنباء عن فشل وساطة أردنية لجمع العبادي وبارزاني

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى استقباله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى استقباله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس (أ.ف.ب)

كشف مصدر مقرب من الحكومة العراقية، أن الأردن طرح الأسبوع الماضي مبادرة لحل الخلاف بين بغداد وأربيل في إطار مبادرة كان يفترض أن يرعاها الملك عبد الله الثاني. وقال المصدر، الذي فضّل عدم كشف هويته، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجانب الكردي ممثلاً برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني رحّب بمبادرة العاهل الأردني، فيما اعتذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن عدم قبولها».
وأشار المصدر إلى أن المبادرة كانت تركز على «لقاء غير رسمي يجمع رئيس الوزراء برئيس إقليم كردستان، بهدف حل الأزمة بين الجانبين». وأضاف أن «المحاولة الأردنية فشلت في جمع بارزاني والعبادي، لأن الأخير تمسك بموقف الحكومة العراقية القاضي بحل الخلاف بين بغداد وأربيل تحت سقف الدستور».
وكان العبادي زار، أول من أمس، عمّان والتقى الملك عبد الله الثاني. ولم يشر البيان الذي أصدره مكتب العبادي إلى موضوع الوساطة الأردنية بين بغداد وأربيل، لكنه ذكر موضوع «بحث تعزيز التعاون الثنائي بين العراق والأردن، والحرب على عصابات (داعش) الإرهابية والخطر الذي تمثله على المنطقة، وكذلك الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى عملية انتشار القوات العراقية لحفظ النظام»، في إشارة إلى استعادة القوات الاتحادية، الأسبوع الماضي، انتشارها في كركوك والمناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان.
من جهته، أفاد الديوان الملكي الأردني في بيان بأن الملك عبد الله الثاني أكد خلال المباحثات مع العبادي موقف الأردن الثابت في دعم العراق في جهوده للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وتماسك شعبه، وبما ينسجم مع الدستور. وشدد على أن بناء عراق آمن ومستقر وموحد يعد ركنا أساسيا لأمن واستقرار المنطقة، معربا عن استعداد الأردن الكامل لدعم العراق بكل إمكاناته، وصولا إلى عراق مزدهر يحقق طموحات شعبه ويكون سندا لأمته.
من ناحية ثانية، استقبل العاهل الأردني، أمس، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في اجتماع تناول مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية. ونقل بيان للديوان الملكي الأردني عن الملك عبد الله الثاني تأكيده على أهمية تغليب لغة الحوار للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية، وبما ينسجم مع الدستور، مشيرا إلى أن المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد يكون المستفيد الوحيد منه العصابات الإرهابية. وحسب البيان؛ أشاد الملك عبد الله الثاني بالدور المهم للتيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر في العملية السياسية، ونهجه الوطني والعروبي، لافتا، في هذا الصدد، إلى التطور الإيجابي الذي تشهده علاقات العراق مع أشقائه العرب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.