«جمعية المصارف» لتحييد الاقتصاد اللبناني من العقوبات ضد «حزب الله»

رئيسها بعد زيارة أميركا: جددنا التزام القواعد العالمية

TT

«جمعية المصارف» لتحييد الاقتصاد اللبناني من العقوبات ضد «حزب الله»

أعلن رئيس جمعية المصارف اللبنانية جوزيف طربيه، أنّ وفد الجمعية زار الولايات المتحدة أخيراً، حيث عقد لقاءات مع مسؤولين بينهم اللجان المختصة بمشروع قانون العقوبات المتعلق بحزب الله، وشدّد على ألا يكون تطبيق التشريعات الجديدة مضراً بالاقتصاد اللبناني ومصارفه، مؤكداً في الوقت عينه أن التشريعات الحالية اللبنانية المتخذة في هذا الإطار كافية.
وعرض طربيه، في مؤتمر صحافي، نتائج زيارة الوفد الذي شارك في الاجتماعات السنوية المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي عقدت في العاصمة الأميركية، وكذلك في المؤتمر السنوي الذي يعقده البنك الفيدرالي الأميركي في نيويورك حول مكافحة تمويل الإرهاب، وتعزيز العلاقات مع المصارف المراسلة.
وأوضح أن «الجمعية سعت من خلال هذه اللقاءات كلها، إلى تحييد الاقتصاد اللبناني عن الانعكاسات السلبية للتشريعات الجديدة، من جهة، وكذلك إلى تحصين القطاع المصرفي إزاء التداعيات الممكنة التي قد تترتب على القانون الجديد، من جهة ثانية». وشدد الوفد على كون التشريعات الحالية كافية، ما ينفي الحاجة إلى تشريع إضافي، خصوصاً أن المصارف نجحت في تطبيق قواعد الامتثال من خلال الآلية التي وضعها البنك المركزي اللبناني، وقبول المرجعيات الدولية بها، بما فيها وزارة الخزانة الأميركية.
وأشار طربيه إلى اللقاءات التي عقدها حول لبنان مع المسؤولين الأميركيين، سواءً في وزارة الخزانة الأميركية أم في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ولقاءات مع أجهزة الرقابة المالية، ومكافحة تبييض الأموال، على صعيد الأمم المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتاً إلى أنه طرح «على مختلف المسؤولين الهواجس التي يشكو منها لبنان، وخصوصاً على صعيد انعكاسات أزمة المنطقة عليه، وتحمله لأعبائها والدور المفصلي الذي يلعبه القطاع المصرفي اللبناني الذي يشكل العامل الأساسي للاستقرار الاجتماعي والسياسي، ومصدر تمويل رئيسي للدولة اللبنانية».
وجددت الجمعية في كل لقاءاتها الالتزام بالقواعد المصرفية العالمية، ومنها الأميركية بوجه خاص، مشيراً إلى أن إدارات المصارف المرسلة أبدت لوفد الجمعية ارتياحها لكون العلاقات تتسم بالإيجابية والاستمرارية نظراً لحسن إدارة المخاطر لديها. كما أثنى مسؤولو المصارف الأميركية على شفافية العلاقة مع المصارف اللبنانية، وعلى سرعة ودقة المعلومات المتعلقة بالعمليات المصرفية.
وبعد الانتقادات التي طالت مصرف لبنان المركزي، أخيراً، ولا سيما من قبل «حزب القوات اللبنانية»، قال طربيه: «سياسة البنك المركزي حيال لبنان والقطاع المصرفي كانت ناجحة، وأدّت إلى ما أدّت إليه من استقرار في الأوضاع الاقتصادية والنقدية حتى الآن». وتمنى طربيه على جميع الجهات السياسية والقوى الحية المؤثرة في المصير الوطني اللبناني مراعاة الأوضاع الاقتصادية والمالية الدقيقة، خصوصاً ما يتعلق منها بالوضع النقدي والجهود الكبيرة التي يقوم بها المصرف للمحافظة على الاستقرار النقدي، ونجاحه في حماية الليرة اللبنانية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».