السيسي والعبادي يبحثان التعاون العسكري والنفطي

TT

السيسي والعبادي يبحثان التعاون العسكري والنفطي

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال زيارة الأخير للقاهرة والتي استمرت لساعات، ضمن جولة إقليمية بدأها بزيارة السعودية، وتضم الأردن وتركيا وإيران.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي هنأ العبادي «على الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات العراقية في حربها ضد (داعش)، وأكد موقف مصر الداعم بشكل كامل لوحدة العراق وسلامته الإقليمية، ووقوف مصر إلى جانب العراق في جهود استعادة الأمن والاستقرار على كامل أراضيه، وتعزيز تماسك نسيجه الوطني، لقطع الطريق على محاولات بث الفرقة وإشعال الفتنة كافة».
وشدد الرئيس المصري، بحسب البيان، على «قوة العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات، معرباً عن تطلع مصر للعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين في شتي المجالات». ونقلت الرئاسة عن العبادي تعزيته السيسي في ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت بمنطقة الواحات، وتأكيده «ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره». كما أعرب عن «شكره وتقديره لمواقف مصر الداعمة لبلاده، مؤكداً أهمية دورها باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربي».
وكان في استقبال العبادي لدى وصوله نظيره المصري شريف إسماعيل، وعقدا جلسة محادثات في المطار. وقال السفير العراقي في القاهرة حبيب الصدر لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة العبادي «جاءت في سياق العلاقات الثنائية المتطورة بين القاهرة وبغداد»، مؤكداً أن الجانبين «سيعززان التعاون في مجالات عدة بينها الاستخباراتي والعسكري والنفطي». ولفت إلى أن «المباحثات تناولت التطورات الأخيرة المتعلقة بتمكن الحكومة العراقية من إعادة الانتشار العسكري في مدينة كركوك من دون إراقة الدماء، وكذلك السيطرة على آبار النفط العراقي التي سيطر عليها الإخوة الأكراد بشكل غير قانوني».
وأشار إلى أن العبادي حمل للسيسي «رؤية تتعلق بالتعاون في مجال البناء والتنمية المستدامة، بدلاً من تضيع الوقت في إدارة الأزمات التي تعاني منها المنطقة»، مضيفاً أن «العام الجاري بالنسبة إلى العراق مختلف عما سبق، وأصبح يشكل قوة جديدة تمكنه من النظر إلى المستقبل بشكل أفضل».
ولفت إلى أن «رؤية العراق ستمكن الجميع من إيجاد الحلول المناسبة للتخلص من الأزمات التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات، وصولاً إلى تحقيق الأمن، وتعزيز بناء الثقة بين كل الدول». ورداً على سؤال عما إذا كان التعاون يشمل كلاً من إيران وتركيا، قال الصدر: «لا يمكن حل الصراعات في المنطقة من دون حوار بين الجميع، بما في ذلك إيران وتركيا».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.