أشعار بالعامية في حب مصر وللخير والجمال والرومانسية، أفراح وأتراح مصر والعروبة جسدتها دواوين الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، الذي يحتضن بيت السناري الأثري بالقاهرة معرضاً لمقتنياته الشخصية والصور الشخصية مع أسرته وشخصيات مصرية وعربية، والجوائز والإهداءات التي تسلمها، بالإضافة إلى الوثائق والمذكرات والخطابات الخاصة به.
أقيمت، الخميس الماضي، احتفالية بحضور د. مصطفي الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية التي تشرف على نشاط بيت السناري، كما حضرت أسرة الشاعر الراحل، الإعلامية نهال كمال وابنته آية الأبنودي، التي ألقت بعضاً من قصائده. كما ألقى الكاتب الصحافي محمد توفيق كلمة قص فيها بعضاً من المواقف والمفارقات في حياة الخال، وكان قد جمعها في سياق توثيقه للسيرة الذاتية لـ«الخال» في كتاب. وقال: «هو مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء... هو السهل الممتنع، الذي ظنّ البعض أن تقليده سهل وتكراره ممكن».
كما ألقى الفقي كلمة خلال الاحتفالية قال فيها: «كان الأبنودي ظاهرة في تاريخنا ارتبط بالعصر الناصري، وكتب عن النكسة والانتصار ونجاح السادات في العبور، وقدم مع الفنان عبد الحليم حافظ، أروع تراث غنائي، فهو أرخ بالشعر العامي لتاريخ مصر الحديث».
من جانبه، أعلن د. خالد عزب، رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، أن المكتبة بصدد توثيق مسيرة وحياة الشاعر الكبير وجمع أشعاره وكتاباته وتوثيق حياته بالصور وغيرها، وطبعها في كتاب تذكاري وأقراص مدمجة، حتى يتمكن عشاقه من الاطلاع على تراثه الشعري الغني.
وألقت آية الأبنودي على الحاضرين جزءاً من قصيدة «وجوه على الشط» وقصيدة «جوابات حراجي القط». وأعربت الإعلامية نهال كمال عن سعادتها بتوثيق حياة الأبنودي، قائلة: «هذه وصيته أن يتم جمع أعماله وحفظها للأجيال القادمة، خصوصاً أنّه حاول أن يوثق للتراث الثقافي والحضاري في الصعيد من خلال أشعاره»، مضيفة: «نحن سعداء بإقدام مكتبة الإسكندرية على هذه الخطوة، وأيضاً سعداء بأن يتعرف زوار المعرض على حياة الأبنودي عن قرب، ويشاهدوا مقتنياته الشخصية والجوائز التي حصل عليها».
ولد الأبنودي في11 أبريل (نيسان) عام 1939 بقرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، أحب الشعر منذ نعومة أظفاره، وفي سنوات الصبا بالقرية نظم عدداً من القصائد الوطنية، ومع انغماسه في الشعر انقطع عن الدراسة، ولم يتم تعليمه بعد المرحلة الثانوية، لكنه بعد سنوات طويلة، وبعد أن ذاع صيته كشاعر، التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وتخرج فيها حاصلاً على ليسانس اللغة العربية.
نشر الأبنودي أول دواوينه الشعرية عام 1964 بعنوان «الأرض والعيال». من أشهر أعماله «السيرة الهلالية» التي جمعها من شعراء الصعيد. ومن أشهر كتبه كتاب «أيامي الحلوة» الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق «أيامنا الحلوة» بجريدة الأهرام، جُمعت في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.
حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001. وكان الشاعر الأول الذي يحصل عليها من شعراء العامية المصرية، وكذلك حصل على جائزة محمود درويش للإبداع العربي عام 2014. وتغنى بأشعاره نجوم الطرب في عالمنا العربي، ورحل عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض في 21 أبريل 2015.
معرض وثائقي في «بيت السناري» يروي فصولاً من حياة الأبنودي
https://aawsat.com/home/article/1059626/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%C2%BB-%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%8A-%D9%81%D8%B5%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%86%D9%88%D8%AF%D9%8A
معرض وثائقي في «بيت السناري» يروي فصولاً من حياة الأبنودي
يضم صوراً ومخطوطات لأشعار «الخال» بالقاهرة
- القاهرة: داليا عاصم
- القاهرة: داليا عاصم
معرض وثائقي في «بيت السناري» يروي فصولاً من حياة الأبنودي
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة