اختبارات جديدة للكشف عن ظروف وفاة بابلو نيرودا

باحثون دوليون: الشاعر التشيلي لم يمت بالسرطان

صورة الشاعر بابلو نيرودا في متحف لا تشاسكونا (منزل بابلو نيرود) في سانتياغو (إ.ب.ا)
صورة الشاعر بابلو نيرودا في متحف لا تشاسكونا (منزل بابلو نيرود) في سانتياغو (إ.ب.ا)
TT

اختبارات جديدة للكشف عن ظروف وفاة بابلو نيرودا

صورة الشاعر بابلو نيرودا في متحف لا تشاسكونا (منزل بابلو نيرود) في سانتياغو (إ.ب.ا)
صورة الشاعر بابلو نيرودا في متحف لا تشاسكونا (منزل بابلو نيرود) في سانتياغو (إ.ب.ا)

من جديد، أثار باحثون دوليون يحققون في وفاة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا، أول من أمس، شكوكاً بشأن ما إذا كان الشاعر الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1971 قد توفي بسبب سرطان البروستاتا قبل 44 سنة، أو أنّه ربما يكون قد قتل بمادة سامة.
أجريت الدراسات لتوضيح ما إذا كان الشاعر قد مات بأسباب طبيعية، أو ما إذا كان قد سمم من جانب الديكتاتورية العسكرية لأوغوستو بينوشيه في عام 1973. غير أنّ الخبراء قالوا إن هناك حاجة لمزيد من التحليلات للتوصل إلى نتيجة نهائية، حسبما جاء في «رويترز».
قال ماريو كاروزا، وهو قاض يتولى التحقيق الذي يشمل 16 خبيراً من إسبانيا وفرنسا وتشيلي والولايات المتحدة وكندا: «لا يمكننا تحديد أن أطرافاً ثالثة تدخلت بشكل فعّال، لكنّنا نرى أن هناك احتمالاً أن تكون أطراف ثالثة قد تدخلت».
كان نيرودا، وهو شيوعي، صديقاً للرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي. وقد توفي بظروف غامضة بعد 12 يوماً من انقلاب نفّذه الجنرال بينوشيه للإطاحة بأليندي في 11 سبتمبر (أيلول) عام 1973؛ وبناء على إفادة مانويل آرايا السكرتير الخاص للشاعر، فإنّ نيرودا حقن لدى دخوله إلى المستشفى بمادة سامة سببت وفاته.
يذكر، أنّه بعد الانقلاب ومقتل الرئيس أليندي، وقبل أيام من موت نيرودا، جاء جنود بينوشيه إلى منزله، وعندما سألهم ماذا يريدون قالوا له إنّهم يبحثون عن السلاح في بيته، فرد: «الشعر هو سلاحي الوحيد».
وبعد أربعين سنة من وفاته، فُتح تحقيق للكشف عن حقيقة هذا الموت الغامض، فأُخرجت رفاته لأول مرة في أبريل (نيسان) من العام 2013 لإجراء تحليلات، لتعود وتُدفن للمرة الرابعة في العام 2016، بعد ثلاث سنوات من استخراجها لتحديد السبب الدقيق للوفاة.



مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
TT

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)

أظهرت دراسة أميركية أن مزيجاً من دواءي «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين» يُوفّر تحكماً أفضل في الألم وبديلاً أكثر أماناً بعد جراحات الأسنان مقارنةً بالأدوية الأفيونية.

وأوضح باحثون في جامعة «روتجرز» أن هذه النتائج قد تُغيّر الطريقة التي يُعالج بها أطباء الأسنان الألم بعد العمليات الجراحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الأميركية لطب الأسنان».

وبعد جراحات الأسنان مثل خلع أضراس العقل أو جراحة اللثة، عادةً ما يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم والتهيج الناتج عن الإجراء. وتشمل المسكنات الشائعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل «الإيبوبروفين»، التي تُساعد في تقليل الألم والتورم. وفي بعض الحالات، قد تُوصَف مسكنات أقوى من الأدوية الأفيونية، مثل عقار «الهيدروكودون»، لفترات قصيرة إذا كان الألم شديداً.

للمقارنة بين مسكنات الألم الأفيونية وغير الأفيونية، أجرى الباحثون تجربة على أكثر من 1800 مريض خضعوا لجراحة إزالة أضراس العقل المطمورة، وهي عملية شائعة تسبّب ألماً يتراوح بين المعتدل والشديد.

وتلقى نصفهم دواء «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين»، في حين تلقّى النصف الآخر مزيجاً من «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين». وقيَّم المرضى مستويات الألم وجودة النوم وغيرها من النتائج خلال الأسبوع التالي للجراحة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا مزيجاً من «الإيبوبروفين» و«الأسيتامينوفين» شعروا بألم أقل، ونوم أفضل، ورضا أعلى مقارنةً بالذين تلقوا «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين». كما أظهرت النتائج أن المزيج غير الأفيوني وفّر تخفيفاً للألم بشكل أفضل خلال فترة الألم الشديد في أول يومين بعد الجراحة. كما أبلغ المرضى الذين تناولوا الأدوية غير الأفيونية عن نوم أفضل في الليلة الأولى وتداخُل أقل مع أنشطتهم اليومية خلال فترة التعافي.

وفقاً للباحثين، تتماشى هذه النتائج مع توصيات الجمعية الأميركية لطب الأسنان، التي تدعو لتجنُّب الأدوية الأفيونية بوصفها خياراً أول لعلاج الألم، لأنها تزيد من خطر الإدمان وتُسبّب آثاراً جانبية خطيرة مثل التّسمم.

وأضافوا أن هذه الدراسة تأتي في وقت تُعَد فيه الأدوية الأفيونية أحد أسباب أزمة الإدمان والوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، التي تودي بحياة أكثر من 80 ألف شخص سنوياً، حيث أصدر أطباء الأسنان وحدهم أكثر من 8.9 مليون وصفة طبية للأفيونات في عام 2022، وغالباً ما يكون الشباب الذين يخضعون لإجراءات مثل إزالة ضرس العقل أول من يتعرضون لهذه الأدوية.

ووصفت الدكتورة سيسيل فيلدمان، الباحثة الرئيسية للدراسة وعميدة كلية طب الأسنان في جامعة «روتجرز»، النتائج بـ«العلامة الفارقة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نحن واثقون أن الأفيونات لا ينبغي وصفها بشكل روتيني، وأن وصف المزيج غير الأفيوني سيحقّق فوائد أكبر للمرضى».

واختتمت قائلة: إن «هذه الدراسات لا تُساعد فقط على تحسين الرعاية الحالية لمرضى الأسنان، ولكنها تُسهم أيضاً في تدريب أطباء الأسنان المستقبليين بجامعة (روتجرز)، حيث نُحدثُ مناهجنا باستمرار في ضوء العلم».