«المركزي التونسي» نحو تطوير وسائل الدفع الإلكتروني

بهدف تقليص المعاملات الاقتصادية النقدية

TT

«المركزي التونسي» نحو تطوير وسائل الدفع الإلكتروني

أعلن البنك المركزي التونسي تشكيل 4 لجان لضبط خريطة طريق للإجراءات والبرامج الفعلية التي تعمل على تقليص المعاملات الاقتصادية النقدية، والنهوض بوسائل الدفع الإلكتروني وتطوير الادخار وتقوية موارد النظام المالي.
وخلال اجتماع حكومي ضم الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي وممثلين عن الحكومة والوزارات المعنية والهياكل المالية المتدخلة في الدفع الإلكتروني، أكد العياري ضرورة الانخراط في هذه الاستراتيجية لدعم موارد النظام البنكي ومقاومة الأنشطة التجارية الموازية والممارسات المالية غير المشروعة.
وتشكل لهذا الغرض 4 لجان؛ هي لجنة تحفيز الدفع الإلكتروني، ولجنة تطوير وسائل الدفع الإلكتروني، ولجنة رقمنة الهياكل المالية، إلى جانب لجنة التوجيه ومهمتها الدعوة إلى عدم التعامل النقدي وفرض استخدام الوسائل الإلكترونية في خلاص المعاملات التجارية.
وترتكز الخطة الحكومية على 3 محاور أساسية تتمثل في النهوض وتحسين النظام الاقتصادي للدفوعات، والنهوض بنظام الدفع الإلكتروني العصري وتطوير نظام الادخار وتقوية موارد النظام المالي التونسي، علاوة على الحد من التجارة الموازية.
وخلال ملتقى محلي خصص لطرق الدفع الإلكتروني، أعلن فيصل الحفيان وزير الدولة المكلف بالتجارة، أنّ الوزارة تنوي إطلاق بوابة وطنية حول التجارة الإلكترونية تهتمّ بالتعريف بمواقع التجارة الإلكترونية حسب القطاعات وبسجل المؤسسات الناشطة في المجال نفسه.
واعتبر الحفيان أن تونس بعدد مواقعها للتجارة الإلكترونية الذي لم يتجاوز 980 موقعاً إلى نهاية 2015، ورقم أعمال بحجم 1.5 مليون دينار تونسي، ومعاملات دفع إلكتروني في حدود 125 مليون دينار تونسي، بقيت بعيدة عن المستوى المسجل ببلدان أخرى على الرغم من نجاحها في اعتماد هذا النشاط.
ولم يتمكن القطاع من لعب دور الرافعة ويسهم في تطوير النشاط التجاري وتسهيل الاندماج في الاقتصاد المعولم.
وفي إطار التقليص من هذه الفجوة، أشار عضو الحكومة إلى تشكيل فريق عمل يسعى إلى تشخيص واقع القطاع واقتراح الحلول العملية لتخفيف عبء التعامل النقدي وتحويل جزء مهم من المعاملات التجارية إلى التجارة الإلكترونية.
ويعود عدم تقدم التجارة الإلكترونية في تونس، إلى تخوّف التونسيين بصفة عامة من قرصنة معلوماتهم الشخصية أو الاستيلاء على أموالهم من قبل شركات افتراضية قد تكون وهمية.
ويفوق عدد ممارسي التجارة الإلكترونية 300 ألف في تونس، ويعرف هذا العدد تطوراً متواصلاً.
وبشأن التجارة الإلكترونية، قال التونسي وليد عبود مدرب في مجال التسويق الشبكي، إن التجارة الإلكترونية تحتل اليوم المرتبة الثالثة بعد صناعة النفط والاتصالات، وقد دخلت هذه الصناعة إلى تونس منذ سنة 2004، وأخذت تزدهر وتنتشر بسرعة ومن الضروري تأطيرها من الناحية القانونية ودعمها من قبل الهيكل الحكومي.



«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.