وفد قيادي من «حماس» يصل طهران للقاء مسؤولين إيرانيين

وصل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد قيادي من الحركة لعقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، في أول زيارة له منذ توليه منصبه الجديد، وهي ثاني مهمة يقوم بها بعد التوقيع على اتفاق المصالحة مع حركة فتح في العاصمة المصرية القاهرة، ممثلا عن الحركة في 12 من الشهر الحالي.
وقال بيان لحركة حماس: إن الوفد يضم كلا من عزت الرشق، مسؤول العلاقات العربية والإسلامية، ومحمد نصر، الذي كان مسؤولا عن العلاقات بين الجانبين، وأسامة حمدان، المسؤول السابق عن العلاقات الخارجية بالحركة، وزاهر جبارين، وهو أسير محرر، وسامي أبو زهري، وخالد القدومي مسؤول مكتب حماس في طهران، مضيفة أن الوفد سيلتقي مسؤولين إيرانيين كبارا خلال الزيارة التي ستستغرق أياما عدة.
وبحسب البيان، فإن الوفد سيناقش مع المسؤولين الإيرانيين آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وبخاصة ملف المصالحة مع حركة فتح، والعلاقات الثنائية وتطورات الصراع مع الاحتلال.
وقال مسؤول في الحركة، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية: إن الوفد رفيع المستوى، سيجتمع مع عدد من المسؤولين الإيرانيين خلال الزيارة التي ستستغرق أياما عدة، مبرزا أن الوفد سيناقش أيضا «سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين حماس وإيران، والتأكيد على مواصلة الدعم الإيراني المالي والسياسي وبالسلاح للحركة».
وكان يحيى السنوار، رئيس «حماس» في قطاع غزة، قد أكد أن «إيران هي الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس».
وتأتي هذه الزيارة في ظل توجه جديد لدى «حماس» بتعزيز العلاقات مع إيران على أعلى مستوى ممكن، وضمن محاولات إيرانية، ومن «حزب الله» اللبناني من أجل إعادة العلاقات بين «حماس» والنظام السوري كذلك، وذلك بعد سنوات من الخلافات الكبيرة بسبب موقف «حماس» من التطورات السورية.
وساعد تيار العسكر، الذي يمثله العاروري ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار وآخرون، باتجاه التقارب مع إيران، بخلاف رئيس المكتب السياسي السابق لـ«حماس» خالد مشعل، الذي كان متحفظا، ورفض زيارة طهران.
وكان يحيى السنوار رئيس «حماس» في القطاع، قد قال أول من أمس: إن «إيران هي الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام»، مضيفا: «واهم من يظن أننا سنقطع علاقتنا بإيران».
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن «حماس» تسعى لتجديد دعم إيران لها بعد أن توقف لسنوات، ثم أصبح يصل بشكل محدود.
وأضافت المصادر، أن «العلاقة تسير باتجاه صحيح».
وتعاني «حماس» مؤخرا من أزمة مالية كبيرة، اضطرت معها إلى تخفيض مصاريف جناحها العسكري، وكذلك رواتب عناصرها.
وتعد زيارة العاروري، وهو أحد أقوى الشخصيات في حركة حماس، وتتهمه إسرائيل بمحاولة تنشيط الحركة في الضفة والوقوف خلف عملياتها هناك، ذات دلالة مهمة؛ إذ من شأن الزيارة الوصول إلى اتفاق كبير بين إيران و«حماس»، خصوصا أن العاروري زار طهران قبل ذلك والتقى مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني.
وقبيل انتخابه في منصبه الجديد، زار العاروري مع قيادات أخرى طهران في شهر أغسطس (آب) الماضي للمشاركة في احتفالات تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالولاية الثانية له، حيث التقى قيادات ومسؤولين إيرانيين كبارا على هامش تلك المشاركة. كما التقى العاروري مسؤولين إيرانيين مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت على شرف دعوة من «حزب الله».
ويدعم العاروري بقوة إعادة العلاقة مع طهران وسوريا كذلك، وهو على اتصال وثيق مع «حزب الله» اللبناني، ويبدو أنه الآن انتقل إلى مربع قيادة الحركة من أجل العودة إلى إيران.
كما يحظى العاروري بدعم قوي من التيار العسكري والأسرى المحررين، الذي شكل نجاحهم في انتخابات «حماس»، مؤشرا واضحا على التغيرات داخل الحركة.
وكانت «حماس» قد غيرت ميثاقها الأصلي وأدخلت عليه تعديلات كبيرة قبل أن تطور علاقتها مع مصر، ثم تذهب إلى مصالحة مع حركة فتح.
ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان العاروري هو الشخصية الذي أُشيع أنها زارت دمشق سرا مؤخراح بهدف إعادة العلاقات بينهما بوساطة من «حزب الله».
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن «حماس» منفتحة أكثر من أي وقت مضى على إعادة العلاقة مع سوريا، لكنها لا تستعجل ذلك بسبب حساسية الأمر.
وتخلصت «حماس» في وثيقتها الجديدة من عبء العلاقة مع الإخوان المسلمين، الذين كانوا يشكلون بالنسبة للحركة عائقا تجاه استعادة العلاقة مع مصر وكذلك مع سوريا.