تيلرسون يدعو إلى التركيز على الحل السياسي

TT

تيلرسون يدعو إلى التركيز على الحل السياسي

هنّأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الشعب السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» بتحرير مدينة الرقة، مشيراً إلى أن بلاده فخورة بقيادة 73 دولة من الدول الأعضاء في التحالف التي «ساندت جهود الشعب السوري لتحرير مدينة الرقة» عاصمة «داعش».
وتعهد وزير الخارجية الأميركية بالاستمرار في القتال ضد «داعش» على كل الأصعدة ومنعه من الحصول على ملاذات آمنة في أي مكان بالعالم، متفائلاً أن هزيمة التنظيم في الرقة «تفتح مجالاً لحلحلة الأزمة السورية والعمل مع الحلفاء والشركاء لتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومخرجات جنيف للاستجابة لتطلعات الشعب السوري».
وقال تيلرسون في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، صباح أمس: «العمل لم ينتهِ بعد لكن تحرير الرقة يعد حجراً للزاوية في الجهود الدولية لمكافحة (داعش) ويؤكد النجاح في الجهود الدولية والسورية لإلحاق الهزيمة بهؤلاء الإرهابيين».
وشدد تيلرسون أن «هزيمة (داعش) في الرقة لا يعني أن القتال ضد (داعش) قد انتهى، وسيستمر التحالف الدولي في مكافحة (داعش) ومساعدة الشعب السوري على كل الأصعدة عسكرياً واستخباراتياً ودبلوماسياً واقتصادياً وقانونياً حتى يتم تحرير كل السوريين من وحشية (داعش) والتأكد من عدم قدرة (داعش) على تصدير الإرهاب حول العالم». وأضاف: «سيعمل التحالف على منع (داعش) من الحصول على ملاذات آمنة في أي مكان في العالم ومنع التنظيم من قدرته على اجتذاب مقاتلين إلى صفوفه، أو الحصول على تمويل أو نشر أيديولوجيته وأفكاره المزيفة، ولدينا قناعة أننا سنكون قادرين على اقتلاع وهزيمة هذا التنظيم الإرهابي».
وأوضح تيلرسون أن «هزيمة (داعش) واستعادة الرقة تعدان بداية مرحلة جديدة في الصراع السوري مع استمرار الجهود لهزيمة (داعش) وخفض العنف في جميع أنحاء سوريا». وقال: «تخفيف العنف في سوريا سيسمح للولايات المتحدة وحلفائها والشركاء في التركيز على دفع الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة وفق إطار قرار الأمم المتحدة 2245 الذي يهدف إلى أحداث تغيير سياسي يستجيب لتطلعات الشعب السوري».
وأوضح وزير الخارجية الأميركية في بيانه أن «(داعش) كان يخطط بنشاط في يناير (كانون الثاني) الماضي من داخل الرقة لشن هجمات إرهابية ضد الحلفاء وضد بلادنا وبعد 9 أشهر لم يعد (داعش) يسيطر بسبب القرار الحاسم الذي اتخذه الرئيس دونالد ترمب لتسريع وتيرة الحملة وخلال الأشهر السبعة الماضية تم تحرير الملايين من تحت سيطرة (داعش) الوحشية والعمل مع الشركاء على الأرض لخلق الظروف لتمكين المواطنين من العودة لمنازلهم». وأضاف تيلرسون: «لا يمكن إغفال أن ما تحقق جاء نتيجة تكلفة باهظة، حيث عانت قوات سوريا الديمقراطية من كثير من الخسائر في قواتها، وخسرت الولايات المتحدة أيضاً عناصر من قواتها وأيضاً من قوات التحالف وكلها تضحيات للتخلص من (داعش) وحماية الأراضي».
وقال تيلرسون: «وحشية (داعش) لا يمكن السكوت عنها، وشاهدنا تعمد استخدام (داعش) المدنيين دروعاً بشرية بشكل متكرر، وزرع متفجرات لقتل الأطفال والمدنيين الراغبين في العودة إلى المنازل والمدارس. وطبيعة تكتيكات (داعش) البربرية تترك جروحاً وآثاراً، وسوف تساعد على تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة ومساعدة المجتمعات على الشفاء».
وشدد وزير الخارجية الأميركية على أنه في الوقت الذي تسعى فيه بلاده لـ«التأكد من هزيمة (داعش) عسكرياً في سوريا فإن الولايات المتحدة وبقية الدول الأعضاء تعمل لإزالة الألغام التي زرعها (داعش) وتوصيل المساعدات الإنسانية المهمة للسكان، ونساند جهود مجلس الرقة المدني وكل الجهود لتوفير الاستقرار والأمن للمجتمعات وإعادة بناء المدارس وتسهيل عودة السكان السوريين إلى منازلهم».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.