عرض عسكري ودبكة لمقاتلات كرديات في وسط الرقة

صور أوجلان وسط المدينة... و«قوات سوريا الديمقراطية» ثالث قوة تسيطر عليها

«قوات سوريا الديمقراطية» وسط الرقة أمام صورة عبد الله اوجلان زعيم «حزب العمال الكردستاني» ({الشرق الاوسط})
«قوات سوريا الديمقراطية» وسط الرقة أمام صورة عبد الله اوجلان زعيم «حزب العمال الكردستاني» ({الشرق الاوسط})
TT

عرض عسكري ودبكة لمقاتلات كرديات في وسط الرقة

«قوات سوريا الديمقراطية» وسط الرقة أمام صورة عبد الله اوجلان زعيم «حزب العمال الكردستاني» ({الشرق الاوسط})
«قوات سوريا الديمقراطية» وسط الرقة أمام صورة عبد الله اوجلان زعيم «حزب العمال الكردستاني» ({الشرق الاوسط})

انتهت حقبة تنظيم داعش على الرقة شمال سوريا، وباتت خاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» لتصبح خامس قوة عسكرية تستحوذ سيطرتها على المدينة وترفع رايتها العسكرية،، حيث لوحظ رفع صور زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله اوجلان.
وقامت «وحدات حماية المرأة»، الجناح النسائي للوحدات الكردية، بعرض عسكري في دوار النعيم، وعقدت مؤتمراً صحافياً أعلنت من خلاله انتهاء العمليات العسكرية بعد 4 أشهر من المعارك المحتدمة.
وعقدت فتيات عربيات وكرديات من المقاتلات في صفوف «وحدات المرأة»، حلقات من الدبكة ورقصنَ على وقع الأغاني العربية ابتهاجاً بمشاركتهنّ في تحرير مدينة الرقة. ولدى لقائها مع «الشرق الأوسط»، قالت نسرين عبد الله الناطقة الرسمية لوحدات المرأة، إنّ «حملة تحرير الرقة شكلت تحدياً استراتيجياً وآيديولوجياً أمام قواتنا، شاركنا فيها بدورٍ قيادي فعال»، وأكدت أن قواتها وضعت نصب أعينها «دك حصون الإرهاب في عاصمته وتحرير المئات من السبايا الإيزيديات وقد شاركت في هذه الحملة كتيبة من وحدات نساء شنكال، والانضمام إلى معركة الثأر». ولفتت القيادية الكردية أهمية مشاركة المرأة العربية، وتابعت حديثها لتقول: «اثبتْنَ جدارتهن في القتال، وتُوِّجت هذه الحملة بتشكيل كتيبتين قوامها فتيات من الرقة اللواتي شاركن بقوة في الأعمال القتالية».
في ساحة دوار النعيم التي شكلت مصدراً للخوف والرعب جراء الأعمال الوحشية التي كان ينفذها عناصر تنظيم «داعش»، بقطع الرؤوس وتعليقها فوق سور الساحة، تلتقي المقاتلة العربية جوهرة (24 سنة) مع قريبتها سعاد (22 سنة) المنحدرتان من منطقة الكرامة (شرق الرقة)، وتنتميان لعشيرة البكارة العربية، في ساحة الدوار بعد فراق دام ثلاثة سنوات.
تقول جوهرة إنها هربت من مسقط رأسها بعد سيطرة التنظيم بداية عام 2014، ولجأت إلى تركيا مع عائلتها، لكن بعد إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 معركة تحرير الرقة، قررت الانضمام إلى وحدات حماية المرأة، وذكرت: «في هذه الساحة نحر وقتل أقربائي لي كثر من أبناء مدينتي، اليوم أقف هنا وأنا أشعر بالسعادة لأنني أسهمت في تحريرها».
أما شيلان (22 سنة) المقاتلة في صفوف «قوات حماية شنكال» القادمة من جبال شنكال شمال العراق، تقول إنها جاءت «للانتقام للسبايا الإيزيديات والكرديات والعربيات اللواتي تعرضن للبيع والشراء على يد مقاتلي التنظيم المتطرف»، وعبرت عن مشاعرها المشوشة لتقول: «شعور فرح وحزن بالوقت ذاته، أقف هنا أمام هذا الدوار الذي سمي سابقاً بالجحيم، لكنني أتذكر النساء والفتيات بنات جلدتي اللواتي تعرضن لأبشع الجرائم ضد الإنسانية على يد مرتزقة (داعش)».
وتتالت الجهات العسكرية على حكم مدينة الرقة، ومع بداية الانتفاضة المناهضة لنظام الحكم في سوريا مارس (آذار) 2011، كانت تخضع لسيطرة النظام الحاكم في البلاد، فبعد مرور ثلاث سنوات دخلتها فصائل من الجيش الحر وسيطرت عليها، لكن سرعان ما تدخلت حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» وفرضت سيطرتها على الرقة، استمرت 6 أشهر حتى نهاية سبتمبر (أيلول) سنة 2013، لتنسحب لصالح تنظيم داعش في 14 يناير (كانون الثاني) عام 2014، وأحكم الأخير قبضته عليها قبل أن يطرد منتصف الشهر الحالي على يد قوات سوريا الديمقراطية.
بيد أن المعارض السوري خلف الجربوع (58 سنة) المنحدر من مدينة الرقة ويقيم في ألمانيا، وصف قوات «قسد» بـ«الاحتلال» ويقول: «رحل احتلال وحل محله احتلال آخر، وكل أشكال الحكم والمشاريع السياسية المرافقة لهذه القوة العسكرية تعبر عن شكل الاحتلال الجديد»، لافتاً إلى أن الجهات التي تتالت على حكم الرقة لا خلاف جوهريّاً بينهما إلا بالتسميات والرايات العسكرية، ويزيد: «لكن الخلاف حول من سيكون اللاعب الوظيفي في خدمة اللاعبين الكبار، مرحلة الأصفر لن تطول كثيراً وعمرها سيكون أقل بكثير من عمر (داعش) في الرقة»، على تعبيره.
وعلى الرغم من الإنجاز الكبير لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي تتكوّن من تحالف من فصائل كردية وعربية وسريانية وتركمانية، تواجه تحديات جدية على رأسها إدارة المرحلة بعد المعركة، والحفاظ على سلام هشّ وتجنب التوترات العرقية، ومن شأن تمدد نفوذ الوحدات الكردية داخل مدينتي الرقة ودير الزور، أن يعزز شعورهم بقوتهم.
فيما يرى المعارض محمد الهويدي أنه «لا مانع من وجود إدارة لتسيير المناطق المحرّرة من (داعش)، لكن شريطة أن تكون مؤقتة، وتحلّ نفسها بعد عودة أبناء الرقّة لينتخبوا مجلساً تمثيليّاً جديداً في الداخل».
ولجأ الهويدي إلى مدينة أورفة التركيّة بعد خروجه من الرقّة في منتصف فبراير (شباط) عام 2014، وأكد أن «قوّات سوريا الديمقراطية» جهة منضبطة، لكنه قال: «لن تستطيع أي جهة عسكريّة تحديد مستقبل الرقة من دون موافقة أهلها، فالرقة هي جزء من سوريا، ومستقبلها مرهون بمستقبل البلاد عموماً».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.