البحرية المصرية قوة رادعة لحماية الأمن القومي

السيسي يتفقد الوحدات الجديدة ويرفع العلم على قاعدة الإسكندرية بعد تطويرها

البحرية المصرية قوة رادعة لحماية الأمن القومي
TT

البحرية المصرية قوة رادعة لحماية الأمن القومي

البحرية المصرية قوة رادعة لحماية الأمن القومي

رفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، العلم المصري على قاعدة الإسكندرية البحرية بعد تطويرها ورفع كفاءتها، كما تفقد الوحدات البحرية التي انضمت حديثاً إلى القوات البحرية المصرية، وذلك خلال الاحتفال بعيد القوات البحرية.
وكان المتحدث العسكري قد أعلن، أمس (الأربعاء)، وصول الفرقاطة الفرنسية الصنع «الفاتح» من طراز غوويند، والغواصة الألمانية الصنع «42» من طراز 209 - 1400 إلى قاعدة الإسكندرية البحرية إيذاناً بدخولها الخدمة، بعد تدريب مشترك مع البحرية الفرنسية في المحيط الأطلنطي.
ويؤكد اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري أن الوحدات البحرية الجديدة وتطوير ميناء الإسكندرية يمثل رسالة طمأنة للشعب المصري والدول العربية، حيث تساعد على تحقيق الأمن القومي العربي، مشيراً إلى أن مصر لا تتأخر عن أشقائها العرب، مستشهداً بعبارة الرئيس السيسي الشهيرة «مسافة السكة»، إذا تعرض الأمن القومي العربي لأي تهديد.
وقال اللواء مظلوم لـ«الشرق الأوسط» إن «تدعيم مصر لقوتها البحرية يأتي في إطار سعيها لتشكيل قوة ردع بحرية لحماية سواحلها التي تمتد لآلاف الأميال على البحرين الأحمر والمتوسط». وأضاف أن «انضمام الفرقاطة (الفاتح) والغواصة «42» يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لتنويع مصادر السلاح، حتى لا تقع مصر تحت ضغط دولة بعينها كما حدث من قبل، لافتاً إلى أن ذلك «يساعد على تطوير الصناعات الحربية المصرية، حيث تعاقدت مصر مع فرنسا على أربع فرقاطات تصنع ثلاث منها في ترسانة الإسكندرية».
وأكد اللواء مظلوم أن تعزيز القوة البحرية المصرية يأتي لحماية حقول الغاز المصرية في البحر المتوسط، وكذلك لحماية الملاحة في قناة السويس وما تمثله من أهمية للاقتصاد المصري والعالمي.
وفي أغسطس (آب) 2015، اكتشفت شركة «إيني» الإيطالية حقل ظهر، الذي يعد أكبر حقل للغاز الطبيعي قبالة السواحل المصرية في البحر المتوسط باحتياطات محتملة تبلغ 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
ودشنت مصر في يناير (كانون الثاني) الماضي، أسطولها الجنوبي في مدينة سفاجا (جنوب) على البحر الأحمر، ورفع الرئيس السيسي علم مصر حاملة المروحيات «جمال عبد الناصر» من طراز «ميسترال».
وأوضح العقيد أركان حرب تامر الرفاعي المتحدث العسكري في بيان على «فيسبوك» يوم أمس أن الوحدات الجديدة ستشارك في تنفيذ المناورة التكتيكية التعبوية «ذات الصواري 2017»، التي تنفذها القوات البحرية، بالتزامن مع الذكرى 44 لانتصارات أكتوبر (تشرين الأول) والعيد الخمسين للبحرية المصرية.
ومن أبرز القطع البحرية التي انضمت للقوات المسلحة المصرية أخيرا، حاملتا المروحيات «جمال عبد الناصر» و«أنور السادات» من طراز ميسترال، والفرقاطة «الفاتح» من طراز «غوويند»، وغواصتان ألمانيتا الصنع.
وسلّم الرئيس السيسي خلال الاحتفال قادة الوحدات البحرية الجديدة المصاحف والأعلام إيذاناً بدخول تلك الوحدات الخدمة، كما قام برفع العلم على قاعدة الإسكندرية البحرية بعد تطويرها ورفع كفاءتها بشكل شامل.
وتحتفل القوات البحرية المصرية بعيدها في 21 أكتوبر من كل عام، وذلك بمناسبة قيام قواتها المتمثلة في «لنشات الصواريخ» في يوم 21 أكتوبر عام 1967 بتدمير أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة «إيلات» التي كانت تعتبر من أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.