متحف تشيلترنز المفتوح بلندن

متحف تشيلترنز المفتوح
متحف تشيلترنز المفتوح
TT

متحف تشيلترنز المفتوح بلندن

متحف تشيلترنز المفتوح
متحف تشيلترنز المفتوح

لو أننا عدنا بالزمن إلى الوراء لجيلين فقط سنجد أن الحياة في المملكة المتحدة كانت مختلفة إلى حد كبير فيما يخص وسائل الراحة المنزلية التي اعتدنا على استخدامها في المملكة المتحدة اليوم. فحتى بداية الحرب العالمية الثانية مثلا كان هناك بعض المنازل، وإن كانت قليلة، التي لم يكن بها حمام ولا كهرباء.
وعلى بعد 25 ميلا شمال غربي وسط العاصمة لندن، تحديدا عند نهاية طريق «إم 25» يقع متحف «تشلترنز أوبن إير». ويعود تاريخ تأسيس المتحف إلى عام 1976 عندما بني لإنقاذ وصيانة مباني المنطقة التي كان من الممكن تعرضها للانهيار أو التدمير. فقد جرى فك وتركيب أكثر من 30 منزلا داخل المتحف الذي تبلغ مساحته نحو 45 هكتارا والذي يضم أيضا غابة ومتنزها. ويضم المتحف منزلا وقد أعيد تركيبه يعود إلى العصر الحديدي (تصميم يعود تاريخه إلى 2000 عام) ومنازل أخرى جاهزة الصنع تعود إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (منازل بنيت في المصنع وجرى تركيبها في الموقع). وقد أعيد لتلك المباني هيئتها الأولى من الداخل لتتطابق مع تصميمها الأصلي الذي بنيت عليه لكي يعلم الزائر المزيد عن الحياة التي عاشها أجدادنا قبل دخول الكهرباء والغاز إلى بيوتنا.
وتشمل مجموعة المنازل المعروضة أكواخا مبنية من طوب القرميد، منها بيت جذاب يعلوه سقف من القش. وتتميز المنازل المعروضة بجمالها الذي يعتمد على البساطة ويعكس نمط الحياة بالغ البطيء، حيث كان لكل بيت حديقته الخاصة التي يزرع فيها خضراواته وفاكهته وأعشابه الخاصة.
اعتاد المارة بالطريق التوقف عند كشك سداد الرسوم عند نقاط العبور قبل الجسور أو الأنفاق بالمملكة المتحدة. وحتى في العصور التي كان الناس يستخدمون فيها العربات التي يجرها الخيل، كانت الطرق المبنية من الحجارة تعتمد في صيانتها على الرسوم التي تتحصل عليها أكشاك بنيت لهذا الغرض للسماح للعربات التي تجرها الخيل بالمرور فوق هذا الطريق. وكان هناك بوابة على امتداد الطريق كل بضعة أميال وإلى جوارها بيت صغير يعيش فيه الشخص المسؤول عن تحصيل الرسوم. ومن ضمن المعروضات في هذا المتحف كوخ صغير رائع الجمال مبني من طوب القرميد بداخله غرفة نوم واحدة، وغرفة معيشة ومطبخ لاستخدام محصل الرسوم وأسرته. ويشمل المتحف حظائر مبنية من خشب الغابات وقد جرى تجميعها في الموقع لتعكس نمط الحياة منذ 50 عاما والتي تهدمت الآن أو قد تحولت إلى استخدامات أخرى منها السكن.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، كانت هناك حاجة ماسة إلى بناء بيوت جديدة بسرعة وبتكلفة زهيدة. تمثل الحل في البيوت سابقة التجهيز والتي كانت تتكون في الغالب من طابق واحد يجري إنتاجه في المصنع، وكان يصنع عادة من الإسمنت. كانت الأجزاء المصنعة تحضر إلى موقع البناء حيث يجري تجميع البيت. وكان يجري تجميع البيت ليستخدم لعشر سنوات فقط، لكن النموذج الذي عرض في المتحف كان قد استخدم لنحو 40 عاما. وكان أكثر المولعين بمشاهدة تلك النماذج في المتحف هي العائلات التي سكنتها عند بداية بنائها، حيث كانت تلك العائلات تقيم في مدن مزدحمة للغاية في زمن الحرب العالمية الثانية قبل أن ينتقلوا إلى العيش في بيوت مستقلة حديثة.
ويضم المعرض أيضاً تصميم لمبني رائع يعود إلى العصر الحديدي يزيد عمره عن ألفي عام، تحديدا المرحلة التي سبقت الغزو الروماني. ويعتمد تصميم البيت على أدلة اكتشفت لاحقا واستخدمت في إعادة تصميم هذه البيوت. ويتكون البيت من حوائط منخفضة الارتفاع بنيت من الطين تحمل سقفا مخروطيا مبنيا من أعمدة الخشب المغطى بالقش. والمبنى يخلو من أي نوافذ أو مدخنة، وكان يجري إخراج الدخان المنبعث من المدفأة التي تتوسط الصالة من خلال باب الكوخ، ولذلك كان الجو داخل الكوخ مفعما برائحة الدخان. وحظي البيت بشعبية كبيرة بين تلاميذ المدارس الذين باتوا يتوافدون عليه لمشاهدته، ويعتبر مثالا حيا رائعا لتوضيح نمط حياة ومعيشة أجدادنا. ولأن المتحف يضم عددا من الحظائر وبني على أرض زراعية، فالحقول القريبة من المكان بها الكثير من حيوانات الحقل التي كانت منتشرة قبل الحرب العالمية الثانية لكنها باتت نادرة الآن. ففي أحد الحقول تجد بعض الخيول ضخمة البنية التي تتمتع بعضلات قوية والتي كانت تستخدم في جر عربات الحقل الخشبية والمحاريث المستخدمة في الحقول. وتعتبر هذه الخيول من أكثر ما يلفت نظر وإعجاب الأطفال.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

أي مقعد في الطائرة نختار من أجل رحلة ممتعة؟

علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
TT

أي مقعد في الطائرة نختار من أجل رحلة ممتعة؟

علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)
علميا فإن مؤخرة الطائرة المكان الأكثر أمانا (الشرق الاوسط)

تشكّل رحلات السفر هواية للبعض، إذ يجدون فيها مساحة للتغيير والترويح عن النفس. وهناك قسم آخر من الناس يُعدّون من الركاّب الدائمين، فطبيعة عملهم تتطلب منهم التنقل المستمر بين بلد وآخر.

عندما يحين موعد حجز مقعد الطائرة، هناك من يشترط الجلوس قرب النافذة، وغيرهم يفضل قسم درجة رجال الأعمال (بزنس)، فيما لا تهتم شريحة ثالثة لهذا الأمر، فتجلس على المقعد الذي يُحجَز لها من دون نقاش.

درجة رجال الاعمال لمحبي الراحة التامة (الشرق الاوسط)

ولكن بعض الأشخاص يبحثون عن المقعد الأكثر أماناً، فأيّ مقعد نختار من أجل رحلة سفر ممتعة؟

يقول الكابتن الطيار هاروت أرتينيان لـ«الشرق الأوسط» إن لكلٍّ منّا مقعده المفضل في الطائرة. كما أن الطائرات تسهّل لنا هذه الخيارات حسب أقسامها. فهندستها صُمّمت كي تقدّم أفضل الخدمات، وذلك كي يُمضي الراكب رحلته براحة.

ومن بين هذه الأقسام «البزنس» الذي يؤمِّن لصاحبه الرفاهية. الخدمات مقابل المبلغ المرتفع الذي يدفعه الراكب، تشمل المقاعد الفخمة والمريحة ونوعية الضيافات والطعام الفاخر.

بالنسبة إلى العائلات الذين يصطحبون معهم مولودهم الجديد، تخصِّص لهم شركات الطيران أحواضاً أو أسرَّة خاصة بأطفالهم، فينعمون بنوم عميق طيلة الرحلة من دون أن يتسببوا بإزعاج لباقي الركاب.

المقاعد في الدرجة الاقتصادية في مؤخرة الطائرة (الشرق الاوسط)

فيما الثنائي المسافر يفضّل حجز مقعدين مجاورين كي يمضيا الرحلة معاً، فيتسامران أو يتابعان فيلماً سينمائياً، كي يمرّ الوقت بسرعة.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذي يفتّشون عن المقعد الأكثر أماناً؟

يردّ الكابتن هاروت أرتينيان لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا إلا التأكيد أن الطائرة في جميع أقسامها آمنة. ولكن إذا أردنا أن نفصّل الأمر علمياً واستناداً إلى علم الفيزياء يمكننا الركون إلى معلومات معينة. وهناك دراسات قامت بها شركات طيران معروفة مثل «بوينغ» تشير إلى هذا الموضوع، وتبين من خلالها أن المقاعد الموجودة في القسم الأخير من الطائرة هي الأكثر أماناً». ويتابع أرتينيان: «منطقياً، جميعنا نعلم أن الصندوق الأسود الذي يحفظ المعلومات عن سير كل رحلة يوجد في آخر الطائرة. وهو الوحيد الذي يبقى سليماً في حال تعرّضت الطائرة لحادث ما. وكذلك ندرك جيداً أنه في حال سقوط الطائرة، فهي تهوي نحو الأسفل بدءاً من الجهة الأمامية، فيكون ذنب الطائرة آخر قسم منها يحطّ على الأرض، ولذلك كلما كان مقعدنا قريباً من الجهة الخلفية نكون في أمان أكبر».

كابتن الطيران هاروت أرتينيان (الشرق الاوسط)

قد يعلّق البعض على هذا الأمر بأن ركاب «البزنس» يدفعون تكلفة مرتفعة ويواجهون خطراً أكبر. يعلّق كابتن هاروت أرتينيان: «لا يمكننا التفكير بهذه الطريقة. ففي حال تعرّضت الطائرة لحادث، هناك نسبة تفوق 85 في المائة أن يلاقي جميع الركاب حتفهم. وتأتي مقصورة قائد الطائرة ومساعده في مقدمة هؤلاء. ولكن البعض يعتقد أن فرصة النجاة بنسبة 10 أو 15 في المائة قد تكون متاحة. ولذلك يبحث عن المقعد الأكثر أماناً في الطائرة».

أرتينيان اسم مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي. وعبر حسابه «بايلوت هاروت» على «إنستغرام» و«تيك توك» يقدم نصائح ومعلومات في موضوع الطيران، ويقسم الطائرة إلى ثلاثة أقسام: «درجة رجال الأعمال (بزنس) الخاص بالرفاهية. والقسم الوسط بين جناحي الطائرة الذي يعد الأفضل لعدم التأثر بالمطبات الهوائية. والقسم الأخير الذي يُحفَظ فيه الصندوق الأسود. ويحبّذ بعض الركاب الجلوس فيه لأنه قريب من صالة الحمام.

ويؤكد أرتينيان في سياق حديثه أن الطائرة تصنع مقابل تكلفة مرتفعة جداً تفوق ملايين الدولارات. ولذلك يأخذ صنّاعها بعين الاعتبار تأمين كل عناصر الراحة والأمان. ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «جميع مقاعد الطائرة تؤمِّن الراحة لركابها. فيكون الهدوء والسكينة عنوانها لإمضاء رحلة مريحة. وفي حال كانت قديمة الصنع فقد يتأثر ركابها بالضجيج الذي تُصدره محركاتها. ولكن في الصناعات الحديثة للطائرات يغيب هذا الموضوع عنها».