الحريري بحث مع نظيره الإيطالي التحضيرات لـ«مؤتمر باريس» و«روما 2»

طلب رفع القيود المفروضة على استيراد المنتجات اللبنانية

رئيس الحكومة الإيطالية يستقبل نظيره اللبناني الذي وصل إلى روما أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الإيطالية يستقبل نظيره اللبناني الذي وصل إلى روما أمس (أ.ف.ب)
TT

الحريري بحث مع نظيره الإيطالي التحضيرات لـ«مؤتمر باريس» و«روما 2»

رئيس الحكومة الإيطالية يستقبل نظيره اللبناني الذي وصل إلى روما أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الإيطالية يستقبل نظيره اللبناني الذي وصل إلى روما أمس (أ.ف.ب)

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «التدخلات في الشؤون الداخلية العربية غير مقبولة، وأنه على إيران أن تلعب دوراً إيجابياً وألا تسهم في الإخلال بالاستقرار»، مؤكداً ثقته بالمحكمة الدولية التي ستدين المجرمين في قضية اغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ومعلناً أنه اتفق مع حزب الله على وضع الخلافات جانباً والعمل لخدمة لبنان.
وأتى كلام الحريري الذي أدلى به إلى صحيفة إيطالية خلال زيارته إلى روما، حيث التقى أمس نظيره الإيطالي ومستشاريه، وتركز البحث خلال الاجتماع على التحضيرات لعقد مؤتمر «روما - 2» المخصص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ومؤتمر باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى تفعيل العلاقات الثنائية لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وطلب لبنان رفع القيود الإيطالية المفروضة على استيراد المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية.
وشدّد الحريري في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، على أن مصلحة لبنان وحمايته هي الأولوية بالنسبة إليه. وقال رداً على سؤال حول «كيف يمكن أن يكون على رأس حكومة فيها حليف لإيران، وهو حزب الله الذي يعتبر أحد المسؤولين عن اغتيال والده؟»، قال: «يمكن القيام بذلك بطريقة واحدة: أن رئيس مجلس الوزراء يفكر بمصلحة لبنان وفي إيجاد الصيغة المناسبة للتوافق التي تسمح بإدارة مشكلات. أضع ثقتي في القضاء ولدي الثقة بالمحكمة الدولية التي عليها إدانة المجرمين»، لافتاً إلى أنه اتفق مع حزب الله على وضع الخلافات جانباً والعمل لخدمة لبنان.
وحول نظرته إلى الطريقة التي ستنتهي بها الحرب في سوريا وعما إذا كان رئيس النظام بشار الأسد سيبقى في السلطة، أجاب: «في نهاية الأزمة السورية ستبقى مشكلة الأسد الذي لن يتمكن من البقاء في قيادة شعب أمر هو بقتله. أكبر خطأ سيكون ترك الأسد في القيادة، هذا أمر غير ممكن، ويمكن التفكير بمرحلة انتقالية أو حلول أخرى ولكن عليه أن يذهب».
وعن الدور الإيراني والروسي في الحرب السورية، قال: «روسيا هي التي أنقذت الأسد، أما إيران فقد حشدت قوتها له وهي موجودة في سوريا وتقاتل إلى جانب جنوده، ولكن النجاح هو لروسيا وهي قوة عظمى عالمية. إن روسيا تسعى الآن إلى حل سياسي وكما يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن ما يهمه وما تقوم به روسيا في سوريا يصب في مصلحة كل سوريا وليس مصلحة شخص واحد، وبرأيي فإنه في هذه اللحظة من شأن وحدة الموقف العربي أن تلعب دوراً حاسماً».
وحول التداعيات المتوقعة للقرار الأميركي لعدم تجديد التصديق على الاتفاق النووي مع إيران بالنسبة للبنان وباقي المنطقة، أوضح: «نحن نريد علاقات جيدة مع كل دول المنطقة، ونأمل أن نتفادى أي تداعيات سلبية على بلدنا. لكني أقول أيضاً إن التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان العربية غير مقبولة على الإطلاق، وعلى إيران أن تلعب دوراً إيجابياً يساعد في التنمية الاقتصادية والأمان، وألا تسهم في الإخلال بالاستقرار».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.