«3 انتصارات» تحول مسار الفتح إلى المنافسة

انتعش فريق الفتح السعودي وقلب كل التوقعات بعد تجاوزه كل الإحباطات في بداية مشواره في دوري المحترفين، حيث قفز بقوة في الجولات الأربع الأخيرة ليكون منافسا على مراكز المقدمة.
وكان الفتح بقي في الجولتين الأوليين بالمركز الأخير دون أي رصيد من النقاط ودخلت شباكه «8» أهداف موزعة على فريقي التعاون والأهلي إلا أنه حقق في المباريات الأربع وتحديدا مع الجولة الثالثة حتى السادسة 10 نقاط متوالية ليؤكد بذلك تجاوز صدمة البداية الموجعة لمسؤوليه وجماهيره.
ومع أن الدوري لا يزال في جولاته الأولى ولم ينقضِ منه سوى ربع المشوار الطويل , إلا أن العودة السريعة وتجاوز الكبوة عزز الاطمئنان بأن الفريق لن يبقى يصارع على البقاء حتى الجولات الأخيرة من الدوري كما حصل معه الموسم الماضي حينما كان مهددا بالهبوط, وشغل مركزه المتأخر المتابعين بكون بطل نسخة 2012 - 2013 قد يغادر دوري المحترفين.
وبناء على عدد النقاط التي يحتاجها كل فريق لضمان البقاء في دوري المحترفين قياسا بالسنوات العشر الأخيرة فإن الفتح قطع فعليا ثلث المشوار نحو ضمان البقاء حيث إن النقطة 30 تمثل منطقة أمان لكل من وصل إليها، إلا أن هناك من يعتبر أن تفكير إدارة الفتح أو طموحها بأن يبقى فريقها بين الكبار يمثل «إحباطا» بكون الفريق حصد قبل ما يزيد عن أربعة أعوام فقط بطولتي الدوري وكأس السوبر السعودي ولذا من المهم أن يفكر في الأفضل دائما وليس الرضا بالأقل.
ويرى المهندس سعد العفالق رئيس نادي الفتح المكلف أن القول: إن الهدف الرئيسي يتمثل في الابتعاد عن خطر الهبوط لا ينم أبدا عن ضعف في الطموحات أو تراجع في الثقة، كون الظروف هي من تحكم على مسيرة الفريق، وقال: «لا يمكن القول: إن على الفريق المنافسة مجددا على حصد لقب الدوري في وقت تقل ميزانيته عن أكثر من الثلثين في الفرق الكبيرة أو الجماهيرية التي تملك عقود رعاية عالية ومداخيل كثيرة وأعضاء شرف يضخون عشرات الملايين من الريالات سنويا».
وأضاف: «المنطق يقول: إن علينا صعود الدرج خطوة بخطوة، بأن يكون هناك تفكير في هدف محدد ومؤقت وبعدها يرتفع وهكذا وليس النظر للأعلى مباشرة لأن ذلك سيكون سببا في رفع نسبة الضغوط علينا كإدارة وعلى اللاعبين إضافة للجهاز الفني وهذا ما لا نريده لأن الآثار التي تنتج عن الضغط عادة ما تكون سلبية».
وشدد المهندس العفالق على أن الفتح يملك مجموعة جيدة من اللاعبين ولديه مدرب مشهود له بالكفاءة ومنظومة عمل إدارية متكاملة واحترافية، كما أنه يملك أعضاء شرف داعمين وأوفياء وجمهور صاحب مواقف «ترفع الرأس» ولذا المنظومة المتكاملة تأتي بالنتائج الإيجابية نتيجة للتخطيط السليم والعمل وفق الإمكانيات المتاحة.
من جانبه أكد مدرب الفريق فتحي الجبال أن فريقه بدأ يسلك المسار الذي كان يتوجب أن يكون عليه منذ بداية الموسم حيث حقق انتصارات هامة عززت وضعه وأبعدت القلق أن الفتح سيصارع على البقاء كما حصل الموسم الماضي.
وقال الجبال: «بدايتنا كانت أقل من التوقعات والطموحات، خسرنا بنتائج قاسية جدا، ولكن الأهم أننا نجحنا في النهوض الذي بدأ فعليا بعد فترة التوقف الأولى التي أعقبت الجولة الثانية، حيث كانت فترة التوقف فرصة لتصحيح الأخطاء ومراجعة العديد من الأمور مما كان له نتائج إيجابية».
وشدد الجبال على أن الفريق لن ينام «في العسل» مع النتائج في المباريات الأربع الأخيرة بل على الجميع أن يدرك أن المشوار لا يزال في بدايته ولا يوجد شيء مضمون، وأنه يتوجب مضاعفة الجهود وتحمل المزيد من المسؤولية.
واعتبر مدرب الفتح أن مواجهة الاتفاق المقبلة لن تكون سهلة رغم المسار العكسي بين الفريقين حيث كانت بداية الاتفاق قوية ثم تراجع بالخسائر المتوالية في الجولات الأربع الأخيرة، مشددا على أن احترام الفريق المقابل هي الركيزة الأساسية لأي نتيجة إيجابية. مبيناً أن لديه حلولاً جيدة في كل المراكز وأن الفريق الجيد لا يمكن أن يعتمد على لاعب في تحقيق النتائج.
وسيفقد الفتح في مباراته المقبلة نجمه البارز علي الزقعان الذي طرد في مباراة القادسية الماضية التي نجح من خلالها في تحقيق فوزه الثالث هذا الموسم.
وعلى الصعيد الشرفي فقد تواصل الدعم المادي والمعنوي مما كان له الأثر الإيجابي حيث تناوب الأعضاء على دفع المكافآت المالية بعد كل فوز مما يشير إلى حجم الاهتمام بنتائج الفريق الذي بات يملك عشر نقاط مع انقضاء الجولة السادسة من الدوري السعودي للمحترفين.