كلوب عالج ضعف دفاع ليفربول بتقليل شراسة مهاجميه

مورينيو لعب بحذر لكن منافسه حشد كل قواه في منتصف الملعب خشية الخسارة

إيمري تشان وهندرسون لاعبا ليفربول في محاولة لحصار ماتيتش لاعب يونايتد  -  كلوب أظهر تحفظاً في مواجهة يونايتد
إيمري تشان وهندرسون لاعبا ليفربول في محاولة لحصار ماتيتش لاعب يونايتد - كلوب أظهر تحفظاً في مواجهة يونايتد
TT

كلوب عالج ضعف دفاع ليفربول بتقليل شراسة مهاجميه

إيمري تشان وهندرسون لاعبا ليفربول في محاولة لحصار ماتيتش لاعب يونايتد  -  كلوب أظهر تحفظاً في مواجهة يونايتد
إيمري تشان وهندرسون لاعبا ليفربول في محاولة لحصار ماتيتش لاعب يونايتد - كلوب أظهر تحفظاً في مواجهة يونايتد

ماذا لو كان المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو محقا في تحليله لما حدث خلال مباراة فريقه أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز التي انتهت بالتعادل السلبي؟ وماذا لو لم يكن هناك أي نوع من الخداع أو التلاعب أو محاولة إثارة أو صرف الانتباه من قبل مورينيو، كما اعتدنا منه دائما؟
هناك بطبيعة الحال انقسام كبير بين أولئك الذين يشاهدون كرة القدم من أجل المتعة والذين يفهمون فعلا طبيعة اللعبة تكتيكيا، لكن كلمات مورينيو كانت واضحة إلى حد ما، حين قال: «بالنسبة لي كان الشوط الثاني يشبه لعبة الشطرنج»، في إشارة إلى الحذر الشديد الذي سيطر على المباراة من الجانبين.
وقال المدير الفني البرتغالي: «جئنا من أجل الحصول على نقاط المباراة الثلاث، لكن في شوط المباراة الثاني شعرنا بأنه من الصعب القيام بذلك بسبب الديناميكية التي كانت تلعب بها المباراة. لقد انتظرت أن يغير يورغن كلوب من طريقة اللعب، وانتظرت أن يندفع للهجوم بصورة أكبر، لكنه أبقى على ثلاثة لاعبين أقوياء في خط الوسط طوال الوقت».
وغير كلوب جميع مهاجميه، لكنه أبقى على كل من جوردان هندرسون وجورجينيو فينالدوم وإيمري تشان في وسط الملعب. ولو كان كلوب يرغب حقا في تحقيق الفوز لأخرج أيا من هؤلاء اللاعبين الثلاثة ودفع بمهاجم أو دفع بفيليبي كوتينيو في العمق أو جعله يقوم بدور أكبر في طريقة 4 - 2 - 3 - 1.
لقد أدى ذلك إلى تعطيل قدرة لاعبي مانشستر يونايتد على الاختراق، وهو الشيء الذي جعل كلوب يشعر بالسعادة، حيث قال بعد المباراة، إن مانشستر يونايتد «أحد أفضل الفرق التي تلعب الهجمات المرتدة في العالم»، لكنه لم يشكل الخطورة على مرمى ليفربول سوى مرة واحدة، عندما تبادل روميلو لوكاكو الكرة مع أنطوني مارسيال. وقد اختفى اللاعب الأرميني هنريك مخيتاريان طوال المباراة، في مؤشر واضح على كيفية تعامل ليفربول مع المباراة ونجاحه في غلق مفاتيح لعب مانشستر يونايتد.
لقد تعامل كلوب مع المباراة بحذر شديد، وينطبق الشيء نفسه أيضا على مورينيو الذي لعب بتحفظ كبير، رغم العروض المهتزة لليفربول في الآونة الأخيرة، لكن يعد هذا دليلا على حدوث تحول عام في طريقة لعب ليفربول خلال الموسم الحالي.
وإذا كان مورينيو تعرض للانتقادات بسبب تحفظه المبالغ فيه فإنه محق في أن الشكل الدفاعي للقاء لا يتحمل مانشستر وحده أسبابه بل أيضا هو نتاج خطط كلوب.
ولم يظهر يونايتد، الذي رفع رصيده من النقاط إلى 20 في 8 مباريات، ميلا كبيرا للهجوم ولم يطلق لاعبوه تسديدة واحدة باتجاه مرمى ليفربول في الشوط الثاني من المباراة، لكن مورينيو قال إنه كان ينتظر أن يفتح فريق المدرب كلوب اللعب بحثا عن تحقيق الانتصار.
وقال مورينيو: «حضرنا للفوز بنقاط المباراة الثلاث، لكن في الشوط الثاني شعرنا بصعوبة تحقيق ذلك في مباراة كان إيقاعها بهذا الشكل». وأشار مورينيو إلى أن خطته تأثرت بعدم أي خيارات في خط وسط فريقه لإصابة بول بوغبا ومروان فيلايني ومايكل كاريك، كما دافع عن نهجه في إدارة اللقاء بالقول إنه دفع بالمهاجمين جيسي لينغارد وماركوس راشفورد في الشوط الثاني.
وقال: «عندما أشركت لينغارد وراشفورد كنت أنتظر منه (كلوب) أن يمنحني مساحة أكبر لشن هجمات مرتدة لكنه لم يفعل. لهذا فأنتم أدركتم بالتأكيد أننا كنا نلعب بشكل دفاعي، بينما لعبوا هم بشكل هجومي... حسنا... أنت تلعب على أرضك ولكنك لا تتحرك. لا أعرف السبب وراء ذلك؟ كنت أنتظر منهم ذلك لكنهم لم يفعلوا... وأعتقد أنه أدى خطته بشكل جيد للأمانة».
ولم يبد مورينيو أي قلق بسبب التناقض بين التوقعات الكبيرة التي سبقت المباراة ونتيجتها المتواضعة التي تركت ليفربول متأخرا عن يونايتد بفارق سبع نقاط. وقال: «الأمر يتوقف على تعريفك لمعنى مباراة مثيرة. فهي تعني من ناحية أنها مباراة ممتعة للجماهير، كما أنها تعني أنها ممتعة لأولئك الذين يجيدون قراءة وتحليل الأداء. هناك فارق بكل تأكيد بالنسبة لي كان شوط المباراة الثاني أشبه بلعبة شطرنج، لكن منافسي لم يفتح لي الباب للفوز بالمباراة».
لقد كانت المعضلة بالنسبة لكلوب دائما تكمن فيما إذا كانت طريقته المعتادة بالاعتماد على الضغط الكبير على حامل الكرة طوال المباراة ستنجح في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي تعتمد جميع فرقه على اللعب السريع! وحتى قرب نهاية عمله في ألمانيا، كانت هناك حالة من الشك حول قدرة بروسيا دورتموند على تحقيق نتائج إيجابية أمام الفرق التي تلعب أيضا بأسلوب الضغط بطول الملعب. ولم يعد كافيا أن تركض أكثر أو أسرع من الفرق الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلاوة على ذلك، أصبحت الفرق أكثر خبرة في التعامل مع الضغط المتواصل من خلال لعب الكرات الطولية، وبالتالي فقدت هذه الطريقة التكتيكية قدرتها على إصابة الفريق المنافس بالصدمة. في الحقيقة، لم تعد الطريقة التي يعتمد عليها كلوب فريدة من نوعها، أو حتى طريقة غير عادية.
وأصبح كلوب يواجه عددا من المشكلات، مثل معرفة الفرق الأخرى لطريقة اللعب التي يعتمد عليها، وحالة الإرهاق التي تصيب لاعبيه نتيجة الضغط المتواصل. وخلال الموسم الماضي، تدهور مستوى ليفربول بقوة بحلول شهر يناير (كانون الثاني). وخلال الموسم الحالي، ومع الوضع في الاعتبار مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا، بات هناك شعور بأن ليفربول قد تخلى بعض الشيء عن طريقة الضغط المتواصل، إذ لم يعد الفريق يضغط بنفس الشراسة والقوة. وخلال أول موسمين لكلوب مع ليفربول، وصل متوسط استحواذ الفرق المنافسة على الكرة إلى 5.9 ثانية، في حين ارتفعت هذه النسبة إلى 6.5 خلال الموسم الحالي. وفي الوقت نفسه، انخفض معدل الجري بين لاعبي ليفربول.
يُفترض أن يكون هذا جزءا من خطة واعية - لكن ليفربول يجب أن يشعر بالقلق من أن يكون هذا نتيجة لفقدان اللاعبين الثقة في كلوب أو لرغبتهم في عدم إنهاك أنفسهم من الناحية البدنية - ويبدو هذا منطقيا في ضوء ما حدث الموسم الماضي. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في أن عدم اعتماد ليفربول على الضغط العالي أمام المنافسين يعني أنه يضطر إلى العودة للدفاع من الثلث الأخير من ملعبه، وهو الشيء الذي لا يجيده ليفربول على الإطلاق. لن نكون دقيقين إذا قلنا إن الضغط العالي الذي كان يعتمد عليه الفريق في الموسمين الماضيين كان يغطي على الأخطاء الدفاعية، لأن الضغط في حد ذاته يعد طريقة من طرق الدفاع. لكن الشيء الصحيح هو أن تقليل الضغط على المنافس يجعل ليفربول يلعب بطريقة لا يجيد أدواتها، وهو ما جعل الفريق لديه ثالث أسوأ سجل دفاعي في الدوري.
لكن يوم السبت الماضي، لم يتعرض هذا الدفاع إلى اختبار حقيقي، نظرا لأن لاعبي مانشستر يونايتد لم يلمسوا الكرة سوى ست مرات فقط داخل منطقة جزاء ليفربول. ربما كان كلوب أكثر حذرا بسبب طبيعة المباراة وهوية الخصم، لكن من الصعب بعد ذلك تجنب الاستنتاج بأن مورينيو قد حاول استغلال هذا الضغط بشكل أكبر قليلا. ورغم أن تحليل مورينيو للمباراة ربما كان صحيحا، فهذا لا يعني بالضرورة أن تعامله مع المباراة كان جيدا.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

تحمل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مسؤولية النتائج السيئة التي يحققها الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.