نائب رئيس الوزراء اليمني: السعودية تعاملت مع الشعب اليمني بسواسية حتى المقاتلين ضدها

اللواء الركن حسين محمد عرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني خلال زيارته مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)
اللواء الركن حسين محمد عرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني خلال زيارته مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)
TT

نائب رئيس الوزراء اليمني: السعودية تعاملت مع الشعب اليمني بسواسية حتى المقاتلين ضدها

اللواء الركن حسين محمد عرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني خلال زيارته مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)
اللواء الركن حسين محمد عرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني خلال زيارته مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (واس)

نوه اللواء الركن حسين محمد عرب، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، بدور السعودية الإنساني والفاعل في القضية اليمنية، قائلاً: «اعتبرت المملكة العربية السعودية الشعب اليمني أمانة في عنقها، وتعاملت معه بسواسية حتى المقاتلين ضدها قدمت لأطفالهم وأسرهم الدعم والمساعدة، وهذا يسجل لها، ونظرت للشعب اليمني بنظرة شاملة وكبيرة، وأن عاصفة الحزم والعزم بنيت على أسس صحيحة؛ لأن الخطر لم يهدد اليمن وحده، بل يهدد الجميع».
جاء ذلك في تصريح صحافي عقب الزيارة التي قام بها والوفد المرافق له اليوم (الاثنين) لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والتقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، الذي رحب به والوفد المرافق له.
وعبر نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني عن سعادته بزيارة المركز، قائلاً: «أسهم المركز في إنقاذ الكثير من الأنفس، سواء في اليمن أو بقية العالم، وهذه أول زيارة وأنا سعيد بها، كنت أتطلع بأن أزور هذا المركز؛ نظراً للإنجاز الذي حققه على الساحة اليمنية».
وبيّن، أن المركز كان له أثر كبير في نفوس اليمنيين والشعوب الأخرى التي استفادت من خدماته، وأصبح مركزاً دولياً يقدم دعمه ومساعدته للكثير من الشعوب التي تعاني، وأعطى الأولوية لليمن، ونشعر بذلك من خلال الدعم الذي يصلنا، ولم يميز في تقديم الإغاثة بين المحافظات.
وأضاف قائلاً: «اليمن من دون دعم المركز ما كان ليستوعب مستشفياته المرضى، وكنا في حالة لا يمكن تصورها؛ فأغلبها دمرت والآخر منها متهالك وواجهتنا مشكلة حادة وهي غسيل الكلى لآلاف المرضى الذين يعانون، ولكن بدعم من المركز وتقديمه لمئات الأطنان من الأدوية واللقاحات والمعدات تمت إعادة عمل الكثير من المستشفيات والمراكز والصحية، والمركز أنقذ الأرواح، ولا يمكن أن ينسى فضله اليمنيون، والمملكة داعم سخي للشعب اليمني وخير مثال الدعم الكبير من ولي العهد السعودي الذي أسهم في انحسار مرض الكوليرا في اليمن».
وبيّن، أن السعودية من خلال المركز قدمت العلاج للجرحى داخل وخارج اليمن، وفي مستشفيات المملكة والأردن والسودان؛ وهذا يدل بالفعل على الدعم السخي.
وشكر اللواء الركن حسين محمد عرب، السعودية حكومة وشعباً على ما قدموه من دعم لبلاده خلال هذه الفترة الصعبة الحرجة التي عاشها اليمن، كما وجه الشكر للعاملين بالمركز، في مقدمتهم المشرف العام على ما يبذلونه من أعمال عظيمة.
من جانبه، أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن المركز أنشئ منذ عامين ونصف بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو يحظى بدعم ومتابعة من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وجاء ليكون الذراع الإنسانية للمملكة العربية السعودية.
وقال الربيعة: «بفضل الله تعالى... ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، استطاع المركز أن يصل إلى 38 دولة حول العالم من خلال أكثر من 245 مشروعاً، وكان في مقدمة هذه الدول اليمن الشقيق الذي حرص المركز وبتوجيهات سديدة من خادم الحرمين الشريفين، أن يكون همه الأكبر رفع معاناة الشعب اليمني الشقيق»، مضيفاً أن «المركز نفذ في اليمن أكثر من 161 مشروعاً تنوعت بين الأمن الغذائي والإيواء والتغذية والرعاية الصحية والإصحاح البيئي والاهتمام باللاجئين اليمنيين في المملكة وجيبوتي والصومال، فضلاً عن اهتمامه الكبير بالبرامج الموجهة للطفل وللمرأة، حيث نفذ أكثر من 80 مشروعاً موجهة لأطفال اليمن، وأكثر من 68 مشروعاً وجهت لنساء اليمن».
وأشار الربيعة، إلى أن ذلك يأتي تأكيداً للروابط المتينة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن الشقيقة، المنبثقة من الجوار والإخوة واللغة والصلات الأسرية والاقتصادية.
وأكد حرص المركز على الوصول إلى جميع مناطق اليمن، سواء كانت تحت سيطرة الحكومة الشرعية أو تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، لكن هذا العمل يواجهه تحديات كبيرة، لعل من أهمها ما يواجه المركز وجميع المنظمات الأممية والدولية من تعنت الميليشيات بمنع وصول المساعدات للكثير من المناطق.
وقال الربيعة «زيارة اللواء الركن حسين محمد عرب اليوم تؤكد ما تقوم به قوات التحالف وفي مقدمتها السعودية، وكذلك الحكومة الشرعية ممثلة بوزارتكم بدعم وتسهيل وصول المساعدات إلى مستحقيها، ونأمل كذلك من هذه الزيارة أن يكون هنالك تنسيق أكبر لدعم وصول المساعدات لكل مناطق اليمن».
وأضاف، أن «المركز حريص على تأهيل الأطفال اليمنيين، والكل يعلم أن الميليشيات الحوثية وبتقارير من منظمات حقوقية قامت باستخدام أكثر من 20 ألف طفل كدروع بشرية أو أدوات حرب، وهذه ضد جميع المعايير الإنسانية وضد القوانين التي تمنع استخدام الأطفال في الحرب، ومع ذلك المركز قام بتنفيذ الكثير من البرامج لإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال سواء كان نفسياً أو طبيا أو تعليمياً».
وتابع قائلاً: «أنا على يقين بأن التنسيق سيدعم وصول المساعدات إلى كل مناطق اليمن، ويعلم الكل كما هو معلن من منظمة الاوتشا، ومن الأمم المتحدة ومن قوات التحالف بأن أكثر من 40 ألف موقع داخل اليمن كلها محظورة من قبل التحالف وغير مستهدفة لاحتمال وجود أطفال أو نساء أو مواقع مدنية»، مؤكداً أن قوات التحالف العربي حريصة على أن ما تقوم به يتوافق مع مبادئ القانون الإنساني الدولي.
وأفاد الربيعة بأن الكل يعلم أن قوات التحالف قامت منذ اليوم الأول بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وأنشأت وحدات للتنسيق المدني العسكري وأخرى للإنساني، وثالثة لحماية الأطفال، وحرص التحالف على ألا يمس الضرر أي يمني؛ لأن قوات التحالف جاءت لليمن بهدف إنساني نبيل بناءً على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية، ولتحقيق القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني اليمني.
وبيّن، أن المركز دعم المرافق الصحية من ناحية البنية التحيتة لـ103 مراكز ومستشفيات، وقال: دعمنا المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص اليمني ونقوم بتموين وزارة الصحة بالأدوية في كل المراكز العاملة، ولدينا برامج متعددة منها الإصحاح البيئي لحماية الوضع الصحي ومحاربة حمى الضنك، ونحن متواجدون في مناطق الوباء وعلى الميدان.
وأضاف: «لا شك أننا واجهنا تحدياًت من منع المساعدات ونهب الكثير منها، وخصوصاً ما يهم صحة اليمن، وبخاصة المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، فمنع مساعدات مكافحة وباء الكوليرا قد يؤدي إلى موت الإنسان، ومع ذلك مُنعت هذه المساعدات، والكل يعلم أن المركز وبتوجيه من الأمير محمد بن سلمان، قام بجهود كبيرة لاحتواء الوباء وتقديم المعونة حيث قدم 550 طناً لمكافحة الوباء لوزارة الصحة اليمنية، و76 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف - ولله الحمد - اليوم وصلت نسبة التشافي 99 في المائة، مؤكداً استمرار المركز في تنفيذ الكثير من البرامج لجميع مناطق اليمن حتى يعود له الأمن والسلم والسلام»، مشيراً إلى أن المركز يعمل على علاج الجرحى داخل اليمن وخارجه، وفي المملكة والسودان والأردن، فأكثر من 10 آلاف مصاب تم علاجهم بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين.
وأوضح، أن الأرقام تتغير بالنسبة للمشاريع في اليمن، وخطط المركز مبنية على خطط الاستجابة الإنسانية العاجلة بالتنسيق مع الحكومة بوجود أعضاء الهيئة العليا للإغاثة والتنسيق مع الأمم المتحدة عبر الجهات المعنية، ولدينا مكتبان داخل اليمن، كما أن البرامج التي قُدمت خلال الأسابيع الماضية ركزت على غذاء الأطفال والرعاية للأم ومكافحة الكوليرا، ونحن حريصون على حماية الطفل والمرأة اليمنية.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.