نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة بيروت العربية... ورش بحثية تفاعلية

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة بيروت العربية... ورش بحثية تفاعلية
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة بيروت العربية... ورش بحثية تفاعلية

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة بيروت العربية... ورش بحثية تفاعلية

تقع جامعة بيروت العربية في قلب العاصمة اللبنانية، وهي مؤسسة خاصة للتعليم العالي، تأسست من قبل جمعية وقف البر والإحسان اللبنانية في عام 1960.
احتفلت الجامعة في عام 2010 بيوبيلها الذهبي، والتزمت منذ تأسيسها بتعزيز نوعية التعليم. واليوم، باتت تقدم 47 برنامجاً جامعياً، و95 برنامجاً للدراسات العليا، عبر مجموعة واسعة من المجالات التي توفر بيئة تعليمية غنية لنحو 8300 طالب جامعي في مرحلة البكالوريوس، و1100 طالب دراسات عليا من لبنان، و1550 طالباً من دول أخرى، محققة نوعاً من التفاعل الحيوي مع المجتمع اللبناني. وهذا العام، بلغ عدد طلابها المسجلين في درجة البكالوريوس 8458 طالباً، وفي الدراسات العليا 1161 طالباً.
في أكتوبر (تشرين الأول) 1960، بدأت جامعة بيروت العربية التدريس في اثنين من أقدم كلياتها؛ كلية الآداب التي أصبحت في عام 2016 كلية العلوم الإنسانية، وكلية الحقوق. وبعد عام، تم إطلاق كلية إدارة الأعمال. وفي عام 1962، افتتحت الجامعة كلية الهندسة المعمارية، التي أصبحت في عام 2017 كلية العمارة - التصميم والبيئة العمرانية. ومع مرور السنوات، أضافت كليات جديدة. فبعد 13 عاماً، أضيفت كلية الهندسة، وتلتها كلية العلوم وكلية الصيدلة. وفي عام 1995، أضيفت كليات الطب وطب الأسنان، ليشهد عام 2005 تأسيس كلية التمريض، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمهنيين المتخصصين في مجال الصحة، وتحولت كلية التمريض إلى كلية العلوم الصحية بعد عامين، بما في ذلك تخصصات التمريض، والمختبرات الطبية، والعلاج الفيزيائي، والتغذية. وقدمت كلية الهندسة برنامجاً جديداً في هندسة البترول في عام 2013، بالإضافة إلى برنامجين آخرين في الهندسة الطبية الحيوية والكيميائية في عام 2016. وفيما يتعلق بكلية العمارة - والتصميم والبيئة العمرانية، تمت إضافة برامج التصميم الداخلي والتصميم الغرافيكي، وتصميم المواقع، في عام 2014، بالإضافة إلى برنامج تصميم الأزياء في عام 2016.
وبدأت الجامعة بحرم رئيسي في بيروت، في عام 2006، وتم إنشاء حرم جديد في الدبية، يشمل كليات العمارة - التصميم والبيئة العمرانية والهندسة والعلوم. وفي عام 2010، جرى تأسيس فرع جديد في جامعة طرابلس، يضم 5 كليات: إدارة الأعمال، والعمارة - التصميم والبيئة العمرانية، والهندسة، والعلوم، والعلوم الصحية. وبعد عامين، تم تأسيس مركز للبحوث البيئية ونادٍ للخريجين في الحرم الجامعي الرابع الجديد في منطقة البقاع، وحصلت في الآونة الأخيرة على ترخيص ليضم 4 كليات: إدارة الأعمال، والعمارة - التصميم والبيئة العمرانية، والهندسة، والعلوم الصحية.
ويتبع الجامعة عدد من المراكز المكملّة لمهامها التربوية والتعليمية، وهي مركز أبحاث البيئة والتنمية الذي يقوم بأبحاث بيئية وتنموية، ومركز ريادة الأعمال الذي يهتم بتحفيز الطلاب وأفراد المجتمع على اتخاذ مبادرات وخلق أفكار ناجحة مبتكرة، ومركز حقوق الإنسان الذي ينمّي ثقافة الحوار وتقبل الآخر، ومركز الاستشارات والدراسات الذي يواصل مهامه في تقديم الاستشارات والدراسات للمؤسسات والجهات الخارجية، وإجراء دورات متخصصة للطلاب وللمتخرجين لتحديث مهاراتهم التقنية والعملية وتحسينها، ومركز التطوير الأكاديمي الذي يطوّر البرامج والمناهج الدراسية في جميع كليات الجامعة، إضافة إلى المركز الإعلامي، ومركز اللغات، ومركز التعليم المستمر، ومركز ضمان الجودة.
وتبوأ عدد كبير من خريجي الجامعة العربية مناصب عالية على مختلف الصعد، سواء في مجال التمويل، والسياسة، والطب، والقضاء، والصحة، حيث تخرّج عدد كبير من أعضاء البرلمانين اللبناني والأردني من جامعة بيروت العربية، نذكر منهم أحمد كرامي، عبد الرحمن مراد، أكرم شهيب، علي خريس، وعاطف بطوش، وأيمن المجالي، وغيرهم.
ومن خريجي الجامعة السفير السعودي السابق في لبنان علي سعيد محمد عوض عسيري، وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان حمد الشامسي. إلى جانب عدد كبير من سفراء لبنان في البلاد الخارجية، مثل عبد المجيد كاسير، سفير لبنان لدى رومانيا. وفي المجال الإعلامي نذكر لينا دوغان، وعباس حسن، ونجاة شرف الدين، وجهاد الأطرش.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.