يختتم اليوم الثلاثاء الاقتراع في انتخابات رئاسية نتيجتها شبه محسومة لمصلحة وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، في وقت بدت السلطات قلقة من أن تأتي نسبة المشاركة التي تشكل الرهان الوحيد في هذه الانتخابات، ادنى من المأمول.
وأعلن رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب في تصريحات بثتها القناة الرسمية في ساعة متأخرة مساء أمس (الاثنين)، انه سيعتبر اليوم (الثلاثاء) عطلة رسمية في القطاع الحكومي والمصارف، لتشجيع الناخبين على التوجه الى مراكز الاقتراع. كما دعا القطاع الخاص الى "التيسير على المواطنين" ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع ساعة اضافية في مراكز الاقتراع لتغلق في الساعة 22:00 (19:00 تغ) بدلا من الساعة 21:00 (18:00 تغ).
ويواجه السيسي، الذي أطاح بمرسي قبل 11 شهرا وشن حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين مكتسبا بذلك شعبية كبيرة، منافسا وحيدا هو القيادي اليساري حمدين صباحي.
على صعيد آخر، وقبيل ظهر اليوم، وقع "انفجار محدود في مصر الجديدة" شرق القاهرة من دون ان يسفر عن وقوع تلفيات او اصابات، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ان "عبوة محلية الصنع متوسطة (القوة) كانت موضوعة وسط القمامة في احد الشوارع، أسفرت عن انفجار محدود لم يحدث تلفيات او اصابات".
وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيس في هذه الانتخابات التي يريد السيسي ان يجعل منها دليلا على شعبيته الكبيرة وعلى شرعيته التي تشكك فيها جماعة الاخوان المسلمين.
وطلب السيسي نفسه الجمعة من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية "عليكم بالنزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا وأظهروا للعالم كله أنكم 40 او 45 (مليونا) وحتى أكثر"، في حين يبلغ اجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر قرابة 54 مليونا.
وكانت اعداد قليلة من الناخبين تقف امام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة عند فتح أبوابها مجددا صباح اليوم، بحسب صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهة أخرى، أكد أكثر من ناخب انه جاء للتصويت للسيسي.
وقال كمال محمد عزيز، وهو مهندس في الثالثة والستين من عمره أن أعطى صوته لوزير الدفاع السابق "لأننا بحاجة الى قبضة حديدية من أجل إعادة الأمن وبدون الأمن لن يكون هناك خبز".
وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ عدة أشهر. وهو يعد بالنسبة لغالبية من المصريين الرجل القوي القادر على اعادة الأمن والاستقرار للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات، أدت الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع نسبة البطالة. لكن خصومه يقولون انه مع انتخابه المتوقع سيكرس الجيش سيطرته على السلطة التي استعادها مع إطاحة مرسي بعد عام على توليه الرئاسة، ارتكبت خلاله جماعة الاخوان أخطاء أثارت غضب المصريين ضده.
وأكد ناخب شاب في السابعة والعشرين من عمره كان يقترع في حي المنيل (جنوب القاهرة)، انه أعطى صوته لصباحي لانها الفرصة الاخيرة لتصل ثورة 2011 الى السلطة. وقال كريم الدمرداش "اثق ان الانتخابات نتيجتها محسومة، لكنها آخر محاولة لكي تصل الثورة الى الحكم". واعتبر ان "السلطات تستخدم اليوم نفس الفزاعة التي استخدمها مبارك ليبرر بقاءه في الحكم، إذ تتحدث طوال الوقت عن الارهاب والتهديدات الخارجية".
ويراقب الاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوقية مصرية الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خريطة الطريق التي اعلنها الجيش مع عزل مرسي في يوليو (تموز) الفائت، التي يفترض ان تنتهي بانتخابات تشريعية في الخريف المقبل.
ودعا الاخوان الى مقاطعة الانتخابات التي يعتبرونها باطلة لأنها جاءت نتيجة "انقلاب" السيسي على مرسي المنتخب ديمقراطيا.
وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ أيام أغاني وكليبات قصيرة تدعو المصريين الى "النزول" يومي الانتخابات.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية الاثنين ان الانتخابات لا تمحو عشرة أشهر من انتهاكات حقوق الانسان في مصر، وأضافت ان "شركاء مصر مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يجب ان يعتبروا الانتخابات ضمانة لاستئناف العلاقات مع مصر كأن شيئا لم يحدث".
في المقابل قتل نحو 500 من أفراد الجيش والشرطة في اعتداءات مسلحة ضد قوات الأمن عبر البلاد، بحسب الحكومة.
ومع استمرار تلك الهجمات باتت غالبية المصريين يعولون على السيسي لإعادة الأمن والاستقرار الى البلاد التي تعاني تراجعا للسياحة ومن نقص في النقد الاجنبي وارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وانحسار للاستثمارات الاجنبية.
من جهته، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيس "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية".
واعلن عدد من الناشطين الشباب الداعين للديمقراطية، انهم سيصوتون لصالح صباحي، بينما قررت مجموعات شبابية اخرى مقاطعة الانتخابات وبينها حركة 6 ابريل (نيسان) التي شاركت في طلاق الدعوة للثورة على مبارك في 2011.
8:9 دقيقه
استمرار الانتخابات الرئاسية بمصر واعتبار اليوم عطلة رسمية
https://aawsat.com/home/article/105216
استمرار الانتخابات الرئاسية بمصر واعتبار اليوم عطلة رسمية
تشجيعا للناخبين على الإدلاء بأصواتهم بكثافة
استمرار الانتخابات الرئاسية بمصر واعتبار اليوم عطلة رسمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة



