7 أسرار عن المخ البشري

لماذا نتذكر ما نتذكره؟

مؤلف الكتاب ديفيد إيغلمان (ميديم)
مؤلف الكتاب ديفيد إيغلمان (ميديم)
TT

7 أسرار عن المخ البشري

مؤلف الكتاب ديفيد إيغلمان (ميديم)
مؤلف الكتاب ديفيد إيغلمان (ميديم)

قدم عالم الأعصاب ديفيد إيغلمان، في كتابه الجديد «المخ»، عددا من الأسرار عن الشبكة العجيبة في أدمغتنا، أو «الآلة الحاسبة الهائلة»، بحسب وصف الكتاب، التي تمكننا من التفكير والتخطيط والتذكر.
- ذاكرة الأحداث الخطيرة
يشير باحث الأعصاب إلى السبب وراء قول الناس إن الوقت يمر ببطء عندما يمر الإنسان بموقف خطير على حياته، كأن يتعرض لحادث سيارة أو سطو، ويقول إنه عندما يتعرض الإنسان لموقف حرج فعليه أن يغلق عينيه ويصم أذنيه؛ لأن ذلك سيجعله يتذكر الأحداث بشكل أكثر تفصيلا عما يحدث في ظروف عادية.
ويوضح الباحث أن دور الذاكرة هو تسجيل الأحداث الحاسمة، حتى تصبح المعلومات الحيوية بالنسبة للإنسان جاهزة في حالة ما احتاجها الإنسان عندما يمر بموقف مشابه.
ويرى المؤلف أن المخ متعود على استرجاع الذكرى بتفاصيل أقل بكثير، فيحلل كثافة التفاصيل وكأن الموقف احتاج وقتا أطول بكثير «أي أننا لا نعيش الأحداث المفزعة بالإعادة البطيئة؛ بل لا نحصل على الانطباع إلا عندما نحاول استرجاعها، أي عندما نحلل ذكرياتنا».
- تكيف «لوحة التحكم»
ويوضح إيغلمان أن المخ البشري لا يكون جاهزا عند الميلاد، إذا ما قورن بعالم الحيوانات الآخر، حيث إن «لوحة التحكم» بأدمغتنا لا تكون موجودة عندئذ، وبدلا من ذلك فإن الجينات توفر إرشادات تقريبية عن بناء هذه الشبكة، وتسمح للمخ بالتكيف مع المعطيات، في حين أن كثيرا من الحيوانات تبصر نور الحياة - حسب المؤلف - بغرائز وسلوكيات ثابتة، أي بشيء يشبه مخا متشابكا.
يقول إيغلمان، إن الإنسان استطاع أن يستوطن كل نظام حيوي للأرض، وأن يبدأ رحلته للفضاء بفضل قابلية مخه للتشكل.
- 100 تريليون في سن عامين
وأوضح إيغلمان أن مخ الطفل الصغير يتكون فيه كل ثانية ما يصل إلى مليوني اتصال، ما يسمى بنقاط الاشتباك العصبي «وعندما يصبح سن الطفل عامين، يكون لديه أكثر من 100 تريليون من هذه التشابكات العصبية، أي ضعف ما لدى إنسان بالغ».
ويتابع إيغلمان بأن تشابكات المخ التي لا يستخدمها الإنسان تتلاشى بشكل يشبه ممرات الغابة التي لا تستخدم.
- تكوين المخ يحتاج 25 عاما
ويوضح المؤلف من خلال أمثلة، مثل مثال أطفال الملاجئ، كيف تصنعنا بيئتنا خلال النمو، لنصبح ما نحن عليه، وقال إن عملية تكوين المخ تستمر نحو 25 عاما «وفي الشباب تحدث عملية إعادة التشكيل بشكل شامل، يجعل لهذه الفترة تأثيرا حاسما على كينونتنا».
- تذكر الأحداث يختلف
ويتطرق الباحث إلى مدى خداع الذكريات، وكيف أن تذكر حدث ما يمكن أن يختلف باختلاف المرحلة العمرية، والأحداث التي تفصل الإنسان عن الذكريات التي يريد استرجاعها «حيث إن الذكرى لا تكون مقطعا مصورا دقيقا للحظة بعينها، بل حالة مخ حساسة لمرحلة سابقة يضطر الإنسان لمعايشتها مرة أخرى لتذكرها».
ويشرح المؤلف بشكل مفصل حواس الإنسان، بدءا من الحاسة السائدة، وهي الرؤية، ويقول إن جهازا عملاقا يكون ضروريا لكي تظهر لنا الأمور بشكل طبيعي تماما، ويضيف: «فنحو ثلث المخ منشغل بتحويل خلايا الضوء إلى وجه أمك وقطتك وأريكتك».
- المخ ينتج واقعه
ويقول المؤلف إن سجناء الزنازين الانفرادية يعيشون أحلام يقظة تبدو لهم وكأنها حقيقية تماما، وإن ذلك دليل على أن المخ ينتج واقعه الخاص به، قبل أن يتلقى معلومات من العينين وغيرها من حواسه.
- ندرك جزءا صغيرا من الحقيقة
كما يوضح الكاتب أننا لا ندرك سوى مقطع صغير من الحقيقة، وأن ذلك لا يختلف عن شأن حشرة قراد عمياء صماء، ولكنها تستطيع في مقابل ذلك الشعور بدرجة جسم ورائحته، أو عن خفاش يعرف وجهته بالاعتماد على الموجات الصوتية. ويقول المؤلف إنه ليس هناك حيوان ولا إنسان يعيش الحقيقة العملية «فالكل يتلقى فقط ما تعلم تلقيه على مدى تطوره».
ويصف إيغلمان نظرية أن الوعي يتكون تلقائيا من تفاعل المليارات الكثيرة من أجزاء المخ.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».