«جيتكس دبي»: اتساع دائرة استخدامات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء

استعرضت الحكومات والشركات قدراتها في تطبيقات الذكاء الاصنطاعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية، من خلال مشاركتها في معرض جيتكس التقني الذي عقد في مدينة دبي الإماراتية، حيث تمت تجربة تقنية الجيل الخامس للإنترنت، التي يتوقع أن تدخل التشغيل التجاري خلال العامين المقبلين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي توقعت فيه شركة إريكسون العالمية اتصال ما يقارب 29 مليار جهاز بالإنترنت بحلول عام 2022، من بينها نحو 18 مليار جهاز من أجهزة إنترنت الأشياء. وقالت رافية إبراهيم، رئيسة «إريكسون» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «بوجود مثل هذه الإمكانيات الهائلة في السوق، فإن المشغلين الأولين في جميع أنحاء العالم سيبذلون جهودهم القصوى، للاستفادة من هذه الفرصة عبر نشر حلول تساعد الشركات على تقديم خدمات جديدة مبتكرة بسرعة». فيما أفاد إحسان عنبتاوي، المدير التنفيذي للعمليات والتسويق لدى شركة مايكروسوفت الخليج، بأنّ الشركة تسعى لنشر الذكاء الاصطناعي وتمكين الجميع من الحصول عليها واستخدامها، وليس حصرها على نطاق معين بين كبرى الشركات أو المؤسسات أو تطبيقات معينة. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش معرض «جيتكس»، أن «الفكرة تكمن في زيادة وصول الأفراد وإتاحة الذكاء الاصطناعي لهم»، موضحاً: «المثال على ذلك ما عُرض في المعرض من خلال استخدام بنية تحتية متاحة، حيث استخدمنا كاميرات عادية وغير متخصصة، وحوّلناها إلى أكثر ذكاء باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر منصة صممتها (مايكروسوفت) خصيصا لهذا الجانب».
وتابع عنبتاوي: «تمكُّن المنصة والكاميرات من رصد أي اختراقات أمنية في أماكن العمل، من خلال معرفة الأشخاص غير المصرح لهم، وهل هم يستخدمون وسائل السلامة أم لا، أو التنبيه عن الحوادث أو الحريق، حيث تمكن هذه الكاميرات من رصد كل تلك المظاهر وإرسالها إلى مركز العمليات».
وأكد عنبتاوي أنّ هذه التقنيات تساعد على إيجاد حلول عبر الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الأعمال، التي تقدمها «مايكروسوفت» عن طريق الحوسبة السحابية، مؤكدا أنّ هذه التقنيات لديها القدرة على الاستدامة، وستعمل على وضع سيناريوهات جديدة للأعمال وأسلوب الحياة، خصوصا أنّها متاحة لجميع الشرائح، سواء للأعمال أو للحكومات أو حتى للأفراد. في المقابل، أشار تقرير صدر من مؤسسة «فورسايت فاكتوري» للأبحاث، بتكليف من شركة «إف فايف نتوركس»، إلى أنّ «التطبيقات المختلفة باتت تمتلك تأثيرا متناميا وواعدا، وستشكل منعطفا تاريخيا لأعمال الشركات وحياة الأفراد».
في السياق، قال تاج الخياط، مدير منطقة الخليج وبلاد الشام وشمال أفريقيا لدى شركة «إف فايف نتوركس»: «بدأت الحواجز بين العالمين الواقعي والرقمي بالتلاشي».
وتطرق التقرير الذي عنون بـ«مستقبل التطبيقات» إلى صعود «الواقع المختلط» وابتكارات الأجهزة، الأمر الذي قال عنه الخياط: «لن يعود للموقع أي أهمية أو صلة تذكر بالعديد من جوانب التواصل والتعلم والخبرة، ما سيخلق فكرة (الوقائع الفردية)، وفي موازاة ذلك، ستظهر مخاطر جديدة مع انغماس الأفراد بدرجة غير مسبوقة في واقعهم الافتراضي الحاسوبي». واستنادا إلى نتائج تقرير شركة «ريسيرش آند ماركتس»، فإن الطلب على السلع الاستهلاكية يعمل على دفع مسيرة تطور خريطة طريق الابتكارات، نحو نصف المشاركين في الدراسة من أوروبا وجنوب أفريقيا استخدموا من قبل سماعة الواقع الافتراضي، أو يرغبون باستخدامها، وترتفع هذه النسبة إلى 57 في المائة بين أفراد الجيل الذين ولدوا ما بين عامي 1995 و1977. ويشير 71 في المائة من المستهلكين في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى مدى حاجتهم لتلبية الرغبة في خوض تجارب جديدة، ونحو النصف منهم - 46 في المائة - أشاروا إلى اهتمامهم باستخدام العدسات اللاصقة المخصصة للرؤية الليلية، وترتفع هذه النسبة إلى 56 في المائة بين أفراد ذلك الجيل. ولمواكبة ذلك قال التقرير: «ينبغي على المطوّرين التعامل مع تصميم التطبيقات بأسلوب جديد لدمجها ضمن منظومة أشمل، كما ينبغي عليهم التطلع إلى واجهات التطبيقات الجديدة التي تدمج مزايا التعامل مع الصوت والبصمة وتقنيات التحكم باللمس بصورة فعالة».
من جانبه، قال داني العيد، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «بيكسيلبغ»، والمساهم في إعداد تقرير «مستقبل التطبيقات»: «عند الانتقال إلى مرحلة الواقع المختلط سنتمكن من إزالة الحدود أكثر مما هي الحال عليه اليوم، وستتيح لنا جميع هذه التحولات النموذجية إمكانية الانتقال إلى بيئة افتراضية نستطيع من خلالها التعاون والتخاطب مع الناس في أي مكان، وفي موازاة ذلك ستظهر مخاطر جديدة نتيجة لانغماس الأفراد بصورة متزايدة في العالم الرقمي».
وشهد المعرض تقديم استخدامات واسعة للذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، حيث استعرضت الجهات الحكومية مشاريع مختلفة فيما يتعلق بالواقع المعزز، من خلال عمليات تدريب أفراد الشرطة على أداء مهامهم من خلال محاكاة لمداهمة تجريبية، في حين تم الكشف عن سيارات ذكية وأجهزة مراقبة ذكية تتبع السيارات المخالفة.
في المقابل، عرضت الشركات تقنيات جديدة متمثلة في الجيل الخامس والحوسبة السحابية التي ستكون قاعدة للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
ونفذت شركة «اتصالات» الإماراتية تجربة حيّة لتقنية الجيل الخامس التي سجّلت سرعة قياسية جديدة بلغت 71 غيغابايت في الثانية، حيث تعتبر أعلى سرعة مسجلة للتجارب الحية لشبكة الجيل الخامس في العالم، وأجرت هذه التجربة الحية في جناحها باستخدام موجات التردد العالية «إي باند» ضمن عرض نطاق ترددي قدره 2 غيغاهرتز وباستخدام تقنية «ميمو».
وتدور تقنية الجيل الخامس حول مفهوم «الحوسبة في كل مكان»، أي القدرة على الوصول إلى التطبيقات من أي منصة وفي أي زمان ومكان، وهذا يمثل الخطوة المقبلة في عملية تطوير خدمات النطاق العريض السريعة للأجهزة المتنقلة، مما يسهم في توفير البيئة المناسبة لنمو «إنترنت الأشياء» وبناء المدن الذكية وجعلها نمط حياة معتمدا من قبل المستخدمين.