سحر ميسي يمنح الأرجنتين بطاقة التأهل إلى مونديال 2018

أنقذ المهاجم ليونيل ميسي منتخب الأرجنتين وقاده إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا عام 2018 بتسجيله ثلاثية في مرمى الإكوادور (3-1) في كيتو فجر أمس (بتوقيت غرينتش) في الجولة الأخيرة من تصفيات أميركا الجنوبية.
وضمنت الأوروغواي وكولومبيا تأهلهما أيضا بعد فوز الأولى على ضيفتها بوليفيا 4 – 2، وتعادل الثانية مع مضيفتها البيرو 1 – 1، والأخيرة ستخوض الملحق ضد نيوزيلندا.
وتغلبت البرازيل التي كانت ضمنت التأهل سابقا على تشيلي بثلاثية نظيفة وأقصتها عن النهائيات.
وأنهت البرازيل المتصدرة التصفيات برصيد 41 نقطة، بفارق 10 نقاط أمام الأوروغواي، وصعدت الأرجنتين إلى المركز الثالث ولها 28 نقطة، بفارق نقطة أمام كولومبيا الرابعة. وجمعت البيرو 26 نقطة في المركز الخامس بفارق الأهداف أمام تشيلي، فضمنت خوض الملحق.
ويتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى إلى النهائيات مباشرة، ويخوض صاحب المركز الخامس ملحقا دوليا ضد نيوزيلندا بطلة أوقيانيا.
وانضمت الأرجنتين والأوروغواي وكولومبيا في النهائيات إلى روسيا المضيفة والبرازيل وبنما والمكسيك وكوستاريكا وفرنسا والبرتغال وصربيا وآيسلندا وألمانيا وإسبانيا وإنجلترا وبلجيكا وبولندا والسعودية وإيران واليابان وكوريا الجنوبية ومصر ونيجيريا.
وتنفس الأرجنتينيون الصعداء بعد أن عاشوا قلقا مستمرا في التصفيات بعد النتائج المتواضعة لمنتخبهم الذي يضم أسماء لامعة في الفرق الأوروبية كباولو دبيالا وغونزالو هيغواين في يوفنتوس الإيطالي وأنجل دي ماريا في باريس سان جيرمان الفرنسي وماورو إيكاردي في إنترميلان الإيطالي وغيرهم من النجوم. كما عانى منتخب الأرجنتين من عدم الاستقرار الفني بعد إقالة عدد من المدربين في الأعوام الماضية، وتم إسناد المهمة قبل أشهر قليلة إلى خورخي سامباولي بدلا من إدواردو باوزا.
لكن ميسي انتظر المحطة الأخيرة ليقول كلمته في كيتو على ارتفاع 2850 مترا ويبعد شبح غياب منتخب الأرجنتين بطل 1978 و1986 عن نهائيات كأس العالم بتسجيله ثلاثية في الدقائق 12 و20 و62، بعد أن كان إيبارا افتتح التسجيل للإكوادور في الدقيقة الأولى.
وراهن ميسي بكل شيء وألقى بكل أوراقه في ليلة كان شعارها أكون أو لا أكون، فقد كان لغياب الأرجنتين عن المونديال سوف يتسبب في نتائج غير محمودة العواقب بالنسبة لهذا المنتخب وللكرة في هذا البلد على حد سواء.
واعترف النجم الأرجنتيني بأن غياب بلاده عن المونديال «كان سيكون ضربا من الخيال»، كما اعترف أيضا أن مشاعر الخوف انتابته بسبب هذا الهاجس المرعب.
وكان مهاجم برشلونة الإسباني قد قرر في وقت سابق اعتزال اللعب مع منتخب «التانغو» متأثرا بالأزمات التي كانت تعصف بالكرة الأرجنتينية وبإخفاقه في المباريات النهائية الثلاث التي خاضها في مونديال البرازيل 2014 وفي بطولة كوبا أميركا عامي 2015 و2016، لكنه عاد عن قراره وقاد الفريق في التصفيات.
وتوقع ميسي أن يتحسن منتخب الأرجنتين بعد أن خف الضغط عليه بتأهله إلى النهائيات وقال: «أعتقد أنه سيكون هناك تغيير كبير جدا والفريق سيتطور بشكل أفضل الآن».
وكان منتخب الأرجنتين بحاجة إلى الفوز ليضمن على الأقل احتلال المركز الخامس وخوض الملحق.
يذكر أن منتخب الأرجنتين فشل في ثلاث مباريات نهائية في الأعوام الثلاثة الماضية، فخسر أمام نظيره الألماني في نهائي مونديال البرازيل 2014، وأمام نظيره التشيلي في نهائي بطولة أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) في 2015 و2016.
وكان هذا الإخفاق سبباً في إعلان ميسي الحاصل على جائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات اعتزاله دوليا قبل أن يعود عن قراره ويشارك في التصفيات، لكن ما زال الجمهور ينتظر مردودا دوليا يتناسب مع ما يقدمه مع فريقه برشلونة الإسباني. ويبلغ النجم الأرجنتيني الحادية والثلاثين في مونديال روسيا، لا يزال يأمل بتكرار إنجاز الأسطورة دييغو مارادونا الذي قاد منتخب التانغو إلى لقب مكسيكو 1986.
وأشاد المدرب سامباولي بميسي قائلا: «إنه أفضل لاعب في التاريخ، وجوده انتصار لكأس العالم، لقد حظينا بإمكانية مساعدته على الوجود بالمونديال، تمتلكني مشاعر رائعة بالوجود مع هذه المجموعة بالقرب منه».
ويرى المدرب الأرجنتيني أن منتخب بلاده حقق الفوز على مضيفه الإكوادوري بعد أن بسط سيطرته على مجريات اللقاء، الذي فتح الطريق لفريقه نحو حسم تأهله إلى مونديال روسيا.
وأضاف سامباولي: «الأرجنتين أظهرت تفوقا كبيرا في أجواء صعبة كما هو الحال في كيتو (عاصمة الإكوادور)، الفضل يعود للاعبين في تحقيق الفوز». وأكد سامباولي أنه رغم تقدم الإكوادور في النتيجة بهدف نظيف في بداية المباراة، تمكن المنتخب الأرجنتيني من السيطرة على مجريات اللعب بشكل لافت.
وتحدث سامباولي أيضا عن إخفاق منتخب تشيلي، الذي كان يتولى تدريبه في وقت سابق، في الصعود إلى المونديال، قائلا: «أشعر ببعض الحزن من أجل مجموعة اللاعبين الذين عملت معهم مثل أرتورو فيدال وأليكسيس سانشيز، الذين صعدوا بتشيلي إلى أعلى المستويات، من المؤكد أنهم سينهضون سريعا لأنهم يتمتعون بالشخصية والشجاعة».
وبدأت المباراة بشكل درامي بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني بعد الهدف المبكر الذي أحرزته الإكوادور في الدقيقة الأولى والذي كان له وقع سقوط الماء البارد على اللاعبين، وحول ذلك قال ميسي: «لقد بدأنا المباراة متأخرين في النتيجة، وهذا جعل الأمور أكثر صعوبة في مواجهتنا لأنه ليس من السهل اللعب هنا، لقد ثارت الكثير من الأمور في رأسي، لأن البداية بهذا الشكل كانت بمثابة ضربة قوية جدا، ولكننا نهضنا مرة أخرى بشكل جيد للغاية، ولحسن الحظ أن الأمور سارت على ما يرام».
واستطرد: «كان بإمكاننا الفوز على الأوروغواي وبيرو، لقد أقحمنا أنفسنا بأيدينا في هذه الفوضى».
وفي المباراة الثانية، حسمت الأوروغواي تأهلها بفوزها الكبير على بوليفيا 4 - 2 في مونتيفيديو. وجاءت الأهداف الستة أوروغوانية، فسجل خوسيه كاسيريس في الدقيقة 39 وإدينسون كافاني (42) ولويس سواريز في الدقيقتين (60 و76) للأوروغواي، وغاستون سيلفا (24 خطأ في مرمى فريقه) ودييغو غودين (79 خطأ في مرمى فريقه) لبوليفيا.
وفي المباراة الثالثة، عادت كولومبيا من ليما بنقطة التعادل مع البيرو بهدف لخاميس رودريغيز مقابل هدف لباولو غيريرو. وفشلت تشيلي بطلة أميركا الجنوبية في النسختين الأخيرتين في حجز بطاقتها بسقوطها أمام البرازيل بطلة العالم خمس مرات في ساو باولو بثلاثة أهداف لباولينيو في الدقيقة 55 وغابرييل خيسوس في الدقيقتين (57 و90).
وأدت الخسارة إلى استقالة مدرب تشيلي أنطونيو بيتزي الذي خرج ليصرح: «أتحمل كامل المسؤولية.. قدمنا كل شيء ولكن لم يكن كافيا، ولن استمر في منصبي».
وربما تكون تشيلي أكثر المتضررين من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والمحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس)، الذي جاء في صالحها بعد خصم نقاط من منتخب بوليفيا بسبب إشراك الأخيرة أحد اللاعبين بالمخالفة للوائح. وقرر الفيفا اعتبار تشيلي فائزة في المباراة التي تعادلت فيها 1 - 1 مع بوليفيا في العاصمة التشيلية سانتياغو في السادس من سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، بعد أن أشرك المنتخب البوليفي في اللقاء اللاعب نيلسون كابريرا، المولود في الباراغواي.
وكما صب قرار الفيفا في صالح تشيلي صب أيضا في مصلحة بيرو، التي وللسبب نفسه اعتبرت فائزة في المباراة التي خسرتها أمام بوليفيا في لاباز بهدفين نظيفين قبل خمسة أيام من مباراة الأخيرة أمام تشيلي. وبهذا الشكل حصدت تشيلي نقطتين إضافيتين، في حين حصدت بيرو ثلاث نقاط؛ وهو ما أضر بتشيلي في نهاية التصفيات، حيث احتلت المركز السادس بفارق الأهداف عن البيرو.