«علي بابا» تهدد عرش «أمازون» في صدارة التجارة الإلكترونية

العملاق الصيني يرصد 15 مليار دولار استثمارات للأبحاث والتطوير في 3 سنوات

TT

«علي بابا» تهدد عرش «أمازون» في صدارة التجارة الإلكترونية

لساعات محدودة خلال جلسة تداول أول من أمس (الثلاثاء)، استعادت «علي بابا» الصينية لقب أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم من منافستها «أمازون» التي حافظت على هذه المكانة طيلة 831 يوما، ورغم أن ذلك الوضع لم يدم طويلا؛ إذ اختتمت الجلسة على العودة إلى الوضع السابق، فإن توقعات الخبراء تشير بقوة إلى أن «علي بابا» مؤهلة لصدارة القطاع «قريبا» و«لفترة طويلة».
وتأثرا بنتائج الأعمال المخيبة لـ«أمازون» خلال الربع الثاني، وتوقعات غير متفائلة في الربع الثالث، تراجعت مكاسب أسهم الشركة يوم الثلاثاء؛ ما سمح بتفوق خصمها «علي بابا»؛ إذ بلغت القيمة السوقية لـ«علي بابا» خلال التداول 472.4 مليار دولار، متجاوزة قيمة «أمازون» التي تراجعت إلى 470 مليار دولار؛ لتتجاوز الشركة الصينية غريمتها الأميركية للمرة الأولى منذ جلسة 2 يوليو (تموز) 2015... لكن مكاسب أسهم «علي بابا» تقلصت مع الإغلاق، رغم ارتفاع سعر السهم بنحو 0.6 في المائة إلى 183.12 دولار، حيث حققت قيمة سوقية 463.2 مليار دولار. بينما تراجع سهم شركة «أمازون» في ختام تعاملات أمس بنسبة 0.4 في المائة إلى 987.2 دولار، لكن قيمتها السوقية بلغت 474.2 مليار دولار... لتعود بذلك إلى لقبها.
وأشارت تقارير اقتصادية، أمس، إلى أن «علي بابا»، التي ارتفع سهمها بنسبة 109 في المائة هذا العام، مؤهلة تماما عبر نتائجها القوية وخططها المستقبلية لصدارة شركات التجارة الإلكترونية الأكبر في العالم، وهي الشركة التي سبق لها أن احتلت هذه المكانة خلال الأشهر التسعة الأولى من طرحها العام الأولي عام 2014.
وفي إطار طموحاتها، أعلنت «علي بابا» أمس عن برنامج أبحاث عالمي باسم «أكاديمية الاكتشاف والمغامرة وقوة الدفع والنظرة المستقبلية» (دي.إيه.إم.أو أكاديمي) الذي يستهدف زيادة التعاون التكنولوجي في العالم، وتطوير أحدث التقنيات، وجعل العالم أكثر تواصلا من خلال تضييق الفجوة التكنولوجية بين دوله.
وتتوقع الشركة استثمار أكثر من 15 مليار دولار في مجال الأبحاث والتطوير خلال السنوات الثلاث المقبلة. وستتولى الأكاديمية متابعة فتح معامل أبحاث وتطوير في مختلف أنحاء العالم، مع السعي لتوظيف العلماء والباحثين الموهوبين للانضمام إليها. وسيرأس الأكاديمية جيف شانغ، مدير قطاع التكنولوجيا في مجموعة «علي بابا غروب».
وبحسب بيانها، ستركز الأكاديمية في البداية على فتح 7 معامل أبحاث في الصين والولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وسنغافورة. وستركز على هذه المعامل على أبحاث التكنولوجيا الأساسية، بما في ذلك الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء والتكنولوجيا الدقيقة والحوسبة الكمية. وداخل هذه المجالات البحثية الواسعة، ستركز المعامل على موضوعات، مثل الذكاء الصناعي وتأمين شبكات المعلومات والحوسبة البصرية، ومعالجة اللغات الطبيعية، وغيرها.
كما ستتعاون معامل الأكاديمية مع الشخصيات الشهيرة في مجال أبحاث الفضاء والمراكز التعليمية المرموقة للبحث عن اختراقات تكنولوجية بهدف تحسين حياة المستخدم النهائي للتكنولوجيا وزيادة فاعلية وتأمين المؤسسات عالميا.
وأشارت مجموعة «علي بابا» إلى أن هذه الأكاديمية هي أول مبادرة عالمية كبرى تركز على تطوير قدرات وبنية تحتية تكنولوجية عالمية، التي ستتيح لها الوفاء بالتزامها بخدمة ملياري عميل، وتوفير 100 مليون وظيفة خلال العشرين عاما المقبلة. وتضم المجموعة الصينية حاليا نحو 25 ألف مهندس وعالم ضمن قائمة العاملين لديها.



الصين تسعى لتعزيز قطاع المواني والمطارات المركزية بغرب البلاد

مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
TT

الصين تسعى لتعزيز قطاع المواني والمطارات المركزية بغرب البلاد

مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)
مسافرون يسيرون أمام الأعلام الصينية في مطار شنتشن باوان الدولي بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)

قالت الصين، الأحد، إنها ستتخذ 15 إجراء لدعم التنمية في أقاليم غرب البلاد، من خلال إقامة مشروعات بنية أساسية لوجيستية؛ مثل المواني والمطارات المركزية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الإدارة العامة للجمارك قالت إن هذه الإجراءات من شأنها تعزيز التكامل بين السكك الحديدية، والنقل الجوي والنهري والبحري في غرب الصين.

وتتضمَّن الإجراءات تطوير مطارات مركزية دولية في مدن من بينها تشنغدو، وتشونغتشينغ، وكونمينغ، وشيآن، وأورومتشي، مع إقامة مناطق جمركية شاملة ودمجها مع المواني، وغيرها من روابط النقل. وسيتم أيضاً بناء وتوسيع عدد من المواني.

وتسعى الصين، منذ فترة طويلة، إلى تعزيز القوة الاقتصادية للمناطق الغربية، التي تخلفت بشكل ملحوظ عن الأقاليم الساحلية. لكن توترات عرقية في بعض هذه المناطق مثل شينجيانغ، والإجراءات الأمنية المتشددة، التي تقول بكين إنها ضرورية لحماية الوحدة الوطنية واستقرار الحدود، أثارت انتقادات من بعض الدول الغربية.

وتشكِّل مناطق غرب الصين نحو ثلثَي مساحة البلاد، وتشمل أقاليم مثل سيتشوان وتشونغتشينغ، ويوننان، وشينجيانغ، والتبت.

ودعا المكتب السياسي الصيني العام الماضي إلى «التحضر الجديد» في غرب الصين لإحياء المناطق الريفية، وتوسيع جهود التخفيف من حدة الفقر، وتعزيز موارد الطاقة.

كما بذلت الصين جهوداً لزيادة الروابط مع أوروبا وجنوب آسيا من خلال ممرات للتجارة، بما في ذلك طرق الشحن بالسكك الحديدية.

في الأثناء، أعلن البنك المركزي الصيني خطة نقدية «تيسيرية معتدلة» تهدف إلى تعزيز الطلب المحلي لتحفيز النمو، بعد أيام من دعوة الرئيس شي جينبينغ إلى سياسات اقتصادية كلية أكثر فاعلية.

وكافحت بكين، العام الماضي، لانتشال الاقتصاد من الركود الذي تسببت به الأزمة العقارية، وضعف الاستهلاك، وارتفاع الديون الحكومية.

وكشف المسؤولون عن تدابير تهدف إلى تعزيز النمو، بينها خفض أسعار الفائدة، وتخفيف القيود على شراء المساكن، لكن خبراء الاقتصاد حذَّروا من أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من التحفيز المباشر.

وقال «بنك الشعب الصيني» في بيان إنه «سينفِّذ سياسة نقدية تيسيرية معتدلة (...) لخلق بيئة نقدية ومالية جيدة لتعزيز التعافي الاقتصادي المستدام».

وأشار البيان، الصادر السبت، إلى خطط لخفض أسعار الفائدة ونسبة الاحتياطي الإلزامي، وهي الأموال التي يجب على المصارف الاحتفاظ بها بدلاً من إقراضها أو استثمارها. وقال إن «التغييرات ستتم في الوقت المناسب» بالنظر إلى الظروف في الداخل والخارج.

وأكد «بنك الشعب الصيني» الحاجة إلى استئصال الفساد، ما يؤشر إلى استمرار الحملة ضد الفساد في القطاع المالي الصيني.

وأضاف أنه سيواصل دعم الحكومات المحلية للتغلب على ديونها من خلال «الدعم المالي».

ولفت البيان إلى أن هذه التدابير تهدف إلى «منع المخاطر المالية في المجالات الرئيسية، وحلها، وتعميق الإصلاح المالي (...) والتركيز على توسيع الطلب المحلي».

وجاء إعلان البنك بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية على مدى يومين في العاصمة بكين.

وكانت بكين تستهدف نمواً بنحو 5 في المائة عام 2024 أعرب شي عن ثقته بتحقيقه، لكن خبراء الاقتصاد يرون صعوبةً في ذلك. ويتوقَّع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 4.8 في المائة عام 2024 و4.5 في المائة عام 2025.