مصابات بسرطان الثدي في غزة يتظاهرن ويتهمن الاحتلال بدفعهن إلى الموت

يخضعن لابتزازات أمنية ويعرقل سفرهن للعلاج في الضفة وإسرائيل

كاميليا أبو مايلة إحدى المصابات بالسرطان تتحدث في المؤتمر الصحافي ({الشرق الأوسط})
كاميليا أبو مايلة إحدى المصابات بالسرطان تتحدث في المؤتمر الصحافي ({الشرق الأوسط})
TT

مصابات بسرطان الثدي في غزة يتظاهرن ويتهمن الاحتلال بدفعهن إلى الموت

كاميليا أبو مايلة إحدى المصابات بالسرطان تتحدث في المؤتمر الصحافي ({الشرق الأوسط})
كاميليا أبو مايلة إحدى المصابات بالسرطان تتحدث في المؤتمر الصحافي ({الشرق الأوسط})

احتجت عشرات النساء المصابات بسرطان الثدي في قطاع غزة، أمس، أمام معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع، على منع الاحتلال الإسرائيلي لهن من السفر إلى مستشفيات الضفة الغربية والخط الأخضر داخل إسرائيل، وحرمانهن من تلقي العلاج من المرض الذي شهد ارتفاعا في أعداد المصابين به خلال السنوات القليلة الماضية.
واتهمت كاميليا أبو مايلة، إحدى المريضات في مؤتمر صحافي أمام المعبر، الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراءات أمنية بحقهن، ما يحرمه ن من العلاج. وطالبت بالسماح للمريضات بالوصول إلى مستشفيات خارج القطاع لإنقاذ حياتهن.
وأكدت أنه لا يوجد ما يبرر الإجراءات الإسرائيلية وخاصة مريضات سرطان الثدي، معتبرة المنع الأمني الذي يصدر عن ضباط المخابرات الإسرائيلية يهدف إلى التسبب في وفاتهن.
وأضافت أن «المنع الأمني وتأجيل مواعيد منحهن الموافقة الأمنية اللازمة لسفرهن، وعدم توفر العلاج اللازم بالوقت المناسب للمريضة في مستشفيات القطاع ومنع نقله إلى غزة، يمثل جريمة قتل مع سبق الإصرار يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي».
وأشارت أبو مايلة إلى أن 62 في المائة من طلبات السماح بالسفر عبر معبر بيت حانون «إيرز»، رفضت بدواعٍ أمنية، أو بحجة أنها ما زالت تحت قيد الدرس والفحص. مشيرة إلى أن بعض المريضات تعرضن للابتزاز والمساومة من قبل ضباط المخابرات الإسرائيلية، من أجل الحصول منهن على معلومات عن المقاومين والمواطنين في غزة، وهو ما تم رفضه.
وطالبت أبو مايلة حكومة الوفاق الوطني والهيئات والمنظمات الدولية، بضرورة الإسراع وتلبية حاجاتهم الصحية، بتوفير الدواء وتسهيل التحويلات الطبية والسماح بالسفر لتلقي العلاج في المستشفيات خارج القطاع.
ودعت إلى فتح معبر رفح البري مع الجانب المصري، بشكل مستمر، لتمكين المرضى عامة ومرضى السرطان خاصة من العلاج في الخارج، مؤكدة أهمية أن يولي هذا الملف اهتمام الفصائل الفلسطينية خلال مباحثاتهم في القاهرة مع المسؤولين المصريين.
ووفقا للمركز القانوني لحرية التنقل، فقد جرى منع المرضى من المغادرة بشكل متزايد كاحتياط أمني، في حين استُجوب آخرون في المعبر واضطروا للانتظار فترات طويلة.
من جهتها، قالت فريال ثابت، مديرة مركز صحة المرأة التابع لمركز الثقافة والفكر الحر، إن المريضات يطلبن الإذن بالخروج مرارا وتكرارا، ولكن الرد الدائم لسلطات الاحتلال هو الطلبات تحت التقييم.
ولفتت إلى أن فترة التقييم قد تمتد إلى عام أو عامين. مشيرة إلى أن سرطان الثدي أحد السرطانات الأكثر قابلية للعلاج والشفاء، ورغم ذلك، فإن المنع الأمني أدى إلى تدهور حياة كثير من المريضات.
وأشارت إلى أن المريضات أرسلن مناشدات عدة إلى المسؤولين من كل الأطراف، إلا أنها لم تلق آذانا صاغية. مضيفة: «إن كنتم عاجزين عن تسفير النساء فأرسلوا لهن العلاج إلى غزة».
وتشير إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن معدلات إصدار تصاريح الموافقة على الخروج من غزة، انخفضت 44 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 بالمقارنة مع 82 في المائة عام 2014، و93 في المائة عام 2012.
وقالت المريضة «أم حسام» لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتلال يرفض السماح لها بالتوجه لأحد المستشفيات في نابلس لتلقي العلاج، منذ ستة أشهر، بحجج أمنية. مشيرة إلى أنها قابلت ضباط المخابرات الإسرائيلية ما يقرب من 4 مرات، في هذه الفترة. وقد جرت محاولات لابتزازها لجمع معلومات عن مقاومين يقطنون بالقرب من منزلها، مقابل السماح لها بالسفر فرفضت.
وأشارت أم حسام إلى أنها تعاني كثيرا جراء نقص الأدوية والعلاج. وطالبت حكومة الوفاق الوطني بتحمل مسؤولياتها وتوفير العلاج اللازم لجميع المرضى.
في حين أشار مركز المعلومات الصحية، إلى أن سرطان الثدي جاء في المرتبة الأولى، بين إصابات السرطان، طبقا لعدد الحالات المبلغ عنها في عام 2016، حيث جرى تسجيل 388 حالة سرطان ثدي، بواقع 28.9 في المائة في فلسطين، مشيرة إلى أن هذا النوع من السرطان يأتي في المرتبة الأولى للسرطانات المسببة للوفاة لدى الإناث في فلسطين، بواقع 21.1 في المائة من مجموع السرطانات المسببة للوفاة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».