قناة السويس أهم بدائل تركيا حال إغلاق الحدود مع شمال العراق

بعد احتمالات إغلاق بوابة خابور رداً على استفتاء كردستان

قناة السويس أهم بدائل تركيا حال إغلاق الحدود مع شمال العراق
TT

قناة السويس أهم بدائل تركيا حال إغلاق الحدود مع شمال العراق

قناة السويس أهم بدائل تركيا حال إغلاق الحدود مع شمال العراق

كشفت الحكومة التركية عن وضعها بدائل لاستمرار وصول البضائع والمنتجات إلى دول المنطقة، حال إغلاق بوابة «الخابور» الحدودية مع شمال العراق، موضحة أن قناة السويس في مقدمة هذه البدائل.
وقال وزير المواصلات والاتصالات والنقل البحري التركي أحمد أرسلان، في تصريحات أمس، إنه تم وضع بدائل متعددة لبوابة «الخابور» الحدودية، أبرزها قناة السويس، وإنه تم بحث هذا الأمر في اجتماع مجلس الوزراء الأخير الاثنين الماضي، وهناك أكثر من بديل للوصول إلى العراق والدول الأخرى التي تقع جنوبها.
وأضاف أرسلان أن أبرز هذه البدائل، هو المرور عبر قناة السويس، ومنها إلى ميناء العقبة الأردني ومن ثم إلى الأراضي العراقية، فضلاً عن البديل الآخر، وهو الوصول إلى العراق عبر الدخول إلى الأراضي الإيرانية من خلال معبر «غوربولاك» التركي الإيراني، موضحاً أن هذه السبل والطرق البديلة سبق وأن أجريت حولها دراسات ومباحثات لاستخدامها كطرق بديلة.
وأشار أرسلان إلى أنه حال فرض عقوبات على إدارة إقليم كردستان العراق، وإغلاق الحدود التركية معها، فإن العلاقات والرحلات التجارية بين تركيا ودول المنطقة لن تتأثر سلباً، وذلك بسبب جهود أنقرة في هذا المجال والقائمة على المحافظة على المصالح التجارية والاقتصادية مع دول المنطقة.
وتابع أن من بين الطرق البرية والجوية وسكك الحديد البديلة أيضاً، الانطلاق من ميناءي مرسين وإسكندرون التركيين إلى ميناءي حيفا والعقبة، والانتقال بعدها إلى كل من السعودية والأردن والعراق، مشدداً على أن نسبة الضرائب ستكون ثابتة، فيما يتعلق بالنقل عبر هذه السبل، بغية التخفيف قدر الإمكان عن شركات النقل.
من ناحية أخرى، قال أرسلان إن تركيا ستكتسب وضعاً أكثر أهمية في المستقبل بعد الانتهاء من مشاريع مثل جسور «ياووز سليم» و«عثمان غازي» و«جناق قلعة 1915»، فضلاً عن نفق أوراسيا ومطار إسطنبول الثالث وميناء بحر إيجة الشمالي، ومشاريع السكك الحديدية المهمة، التي ستحول تركيا إلى ممر مهم للنقل.
وقال أرسلان إن تركيا تعتزم أيضاً أن تكون مركزاً لوجيستياً في المنطقة، وإن «إقامة مراكز لوجيستية هو جزء من خطة الحكومة التركية للعام 2023». ولفت إلى أنه تم الانتهاء من بناء 21 مركزاً لوجيستياً، بينما يجري الآن دراسة بناء سبع مراكز أخرى، ومن المتوقع طرح العطاءات الخاصة بها قريباً.
وتوقع الوزير التركي أن تصبح منطقة الأناضول والقوقاز ووسط آسيا والصين أكثر أهمية في المستقبل، من حيث نقل البضائع، وكذلك من الناحيتين الاقتصادية والسياحية. وأشار أرسلان إلى أن إيرادات قطاع الخدمات اللوجيستية يمثل نحو 15 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في تركيا، موضحاً أنه تم الانتهاء من 68 في المائة من أعمال إنشاء مطار إسطنبول الثالث، وأن أعمال إنشاء المطار تستمر بشكل مكثف ومتواصل ليلاً ونهاراً، وأن هناك نحو 3 آلاف معدة ثقيلة تعمل في مشروع المطار، لافتاً إلى أن «المشروع حصل على العديد من الجوائز العالمية من الآن»، وأن الغاية الرئيسية منه هي تأمين الاستفادة في وقت ينتقل فيه ثقل الطيران المدني العالمي إلى الشرق.
وأضاف أرسلان: «نسعى لافتتاح المرحلة الأولى من المطار في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2018، الذي يصادف الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية، حيث سنستطيع عبر ذلك تقديم الخدمات لـ90 مليون مسافر، وسيستمر افتتاح الأقسام والمراحل المتبقية منها تباعاً حسب الحاجة حتى 2023، عندها سنتمكن من تقديم الخدمات لـ200 مليون مسافر».
وفيما يخص موعد افتتاح المطار رسمياً، قال أرسلان إن هبوط أول طائرة في المطار سيتحقق قبيل فبراير (شباط) 2018، أما الافتتاح الرسمي والبدء بتقديم الخدمات للمسافرين فسيكون في 29 أكتوبر 2018.
ويوفر المطار الجديد 100 ألف فرصة عمل عند الانتهاء من بنائه، ومن المنتظر أن تصل فرص العمل المتوافرة في المطار إلى 225 ألفاً مع حلول عام 2025. وسيسهم بنسبة 4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. كما سيؤدي المطار الذي سيكون أكبر مطار في العالم، دوراً مهماً في تحقيق تركيا لأهدافها الاقتصادية المتمثلة بدخول قائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2023.



«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
TT

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)
استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

بعد أسبوعين من المباحثات المكثفة، وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الذي يعدّ الأكبر والأوسع في تاريخ المنظمة واختتم أعماله مؤخراً بالعاصمة السعودية الرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً، حيث شهد المؤتمر تقدماً ملحوظاً نحو تأسيس نظام عالمي لمكافحة الجفاف، مع التزام الدول الأعضاء باستكمال هذه الجهود في «مؤتمر الأطراف السابع عشر»، المقرر عقده في منغوليا عام 2026.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن تعهدات مالية تجاوزت 12 مليار دولار لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، مع التركيز على دعم الدول الأشد تضرراً، كما شملت المخرجات الرئيسية إنشاء تجمع للشعوب الأصلية وآخر للمجتمعات المحلية، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الدولية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة البيئية.

وشهدت الدورة السادسة عشرة لـ«مؤتمر الأطراف» مشاركة نحو 200 دولة من جميع أنحاء العالم، التزمت كلها بإعطاء الأولوية لإعادة إصلاح الأراضي وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف في السياسات الوطنية والتعاون الدولي، بوصف ذلك استراتيجية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ.

ووفق تقرير للمؤتمر، فإنه جرى الاتفاق على «مواصلة دعم واجهة العلوم والسياسات التابعة لـ(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر) من أجل تعزيز عمليات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تشجيع مشاركة القطاع الخاص من خلال مبادرة (أعمال تجارية من أجل الأرض)».

ويُعدّ «مؤتمر الأطراف السادس عشر» أكبر وأوسع مؤتمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» حتى الآن، حيث استقطب أكثر من 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم نحو 3500 ممثل عن منظمات المجتمع المدني. كما شهد المؤتمر أكثر من 600 فعالية ضمن إطار أول أجندة عمل تهدف إلى إشراك الجهات غير الحكومية في أعمال الاتفاقية.

استدامة البيئة

وقدم «مؤتمر الأطراف السادس عشر» خلال أعماله «رسالة أمل واضحة، تدعو إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق الاستدامة البيئية». وأكد وزير البيئة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، أن «الاجتماع قد شكّل نقطة فارقة في تعزيز الوعي الدولي بالحاجة الملحة لتسريع جهود إعادة إصلاح الأراضي وزيادة القدرة على مواجهة الجفاف». وأضاف: «تأتي استضافة المملكة هذا المؤتمر المهم امتداداً لاهتمامها بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وتأكيداً على التزامها المستمر مع الأطراف كافة من أجل المحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف. ونأمل أن تسهم مخرجات هذه الدورة في إحداث نقلة نوعية تعزز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وبناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم».

التزامات مالية تاريخية لمكافحة التصحر والجفاف

وتطلبت التحديات البيئية الراهنة استثمارات ضخمة، حيث قدرت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» الحاجة إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030 لإصلاح أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة. ومن بين أبرز التعهدات المالية خلال المؤتمر «شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف» حيث جرى تخصيص 12.15 مليار دولار لدعم 80 دولة من الأشد ضعفاً حول العالم، و«مبادرة الجدار الأخضر العظيم»، حيث تلقت دعماً مالياً بقيمة 11 مليون يورو من إيطاليا، و3.6 مليون يورو من النمسا، لتعزيز جهود استصلاح الأراضي في منطقة الساحل الأفريقي، وكذلك «رؤية المحاصيل والتربة المتكيفة» عبر استثمارات بقيمة 70 مليون دولار لدعم أنظمة غذائية مستدامة ومقاومة للتغير المناخي.

وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: «عملنا لا ينتهي مع اختتام (مؤتمر الأطراف السادس عشر). علينا أن نستمر في معالجة التحديات المناخية؛ وهذه دعوة مفتوحة للجميع لتبني قيم الشمولية، والابتكار، والصمود. كما يجب إدراج أصوات الشباب والشعوب الأصلية في صلب هذه الحوارات، فحكمتهم وإبداعهم ورؤيتهم تشكل أسساً لا غنى عنها لبناء مستقبل مستدام، مليء بالأمل المتجدد للأجيال المقبلة».

مبادرات سعودية

لأول مرة، يُعقد «مؤتمر الأطراف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أتاح فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الخاصة بالمنطقة. وضمن جهودها القيادية، أعلنت السعودية عن إطلاق 5 مشروعات بيئية بقيمة 60 مليون دولار ضمن إطار «مبادرة السعودية الخضراء»، وإطلاق مرصد دولي لمواجهة الجفاف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لتقييم وتحسين قدرات الدول على مواجهة موجات الجفاف، ومبادرة لرصد العواصف الرملية والترابية، لدعم الجهود الإقليمية بالتعاون مع «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية».

دعم الشعوب الأصلية والشباب

وفي خطوة تاريخية، أنشأ «مؤتمر (كوب 16) الرياض» تجمعاً للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لضمان تمثيلهم في صنع القرار بشأن إدارة الأراضي والجفاف. وفي هذا السياق، قال أوليفر تيستر، ممثل الشعوب الأصلية: «حققنا لحظة فارقة في مسار التاريخ، ونحن واثقون بأن أصواتنا ستكون مسموعة»، كما شهد المؤتمر أكبر مشاركة شبابية على الإطلاق، دعماً لـ«استراتيجية مشاركة الشباب»، التي تهدف إلى تمكينهم من قيادة المبادرات المناخية.

تحديات المستقبل... من الرياض إلى منغوليا

ومع اقتراب «مؤتمر الأطراف السابع عشر» في منغوليا عام 2026، أقرّت الدول بـ«ضرورة إدارة المراعي بشكل مستدام وإصلاحها؛ لأنها تغطي نصف الأراضي عالمياً، وتعدّ أساسية للأمن الغذائي والتوازن البيئي». وأكد الأمين التنفيذي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، إبراهيم ثياو: «ناقشنا وعاينّا الحلول التي باتت في متناول أيدينا. الخطوات التي اتخذناها اليوم ستحدد ليس فقط مستقبل كوكبنا؛ بل أيضاً حياة وسبل عيش وفرص أولئك الذين يعتمدون عليه». كما أضاف أن هناك «تحولاً كبيراً في النهج العالمي تجاه قضايا الأرض والجفاف»، مبرزاً «التحديات المترابطة مع قضايا عالمية أوسع مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والهجرة القسرية، والاستقرار العالمي»