الحكومة اللبنانية تقرّ اعتمادات هيئة الانتخابات

TT

الحكومة اللبنانية تقرّ اعتمادات هيئة الانتخابات

أقرّت الحكومة اللبنانية الاعتمادات المالية المخصصة لـ«هيئة الإشراف على الانتخابات» النيابية المقررة في الربيع المقبل، وسلفة خزينة لهيئة «أوجيرو» التي تتولى إدارة قطاع الاتصالات بقيمة 150 مليار ليرة (100 مليون دولار أميركي)، بهدف تطوير قطاع الاتصالات وخدمة الإنترنت في لبنان.
هذه القرارات اتخذت في جلسة لمجلس الوزراء عقدت برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، في السراي الحكومي، وعلى جدول أعمالها 63 بنداً.
وبعد انتهاء الجلسة التي استمرت نحو 5 ساعات، أدلى وزير الإعلام ملحم الرياشي بالمقررات الرسمية وجاء فيها: «عقد مجلس الوزراء جلسته العادية في السراي الحكومي برئاسة الرئيس سعد الحريري وأقر جدول أعمال عادياً، وسيعقد المجلس جلسته المقبلة في القصر الجمهوري للبحث في قضايا الساعة».
وعمّا إذا كان مجلس الوزراء أقر البند المتعلق بهيئة الإشراف على الانتخابات، أكد رياشي أن «هذا البند أقرّ، وفي الجلسة المقبلة ستبحث كل الأمور التي بقيت عالقة».
ولدى دخوله إلى جلسة مجلس الوزراء، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، أن «الانتخابات ستجرى في موعدها (شهر مايو/ أيار المقبل)، أما البحث فهو في الآلية وليس في موعد الانتخابات». وأوضح أن «أي بحث بين القوى السياسية هو بحث في آلية تطبيق هذا القانون العجائبي، أما موضوع البطاقة البيومترية فهو موضع نقاش مع القوى السياسية».
وفي دردشة مع الصحافيين بعد الجلسة، اعتبر وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، أن «هناك تقاعساً من مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية في التعامل مع ملفات وزارة التربية».
وعلى أثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء، عقد اجتماع في السراي الحكومي، ضمّ الرئيس سعد الحريري، ووزير المالي علي حسن خليل، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الطاقة سيزار أبي خليل ووزير الثقافة غطاس خوري، تطرق خلاله المجتمعون إلى ما ستؤول إليه الجلسة التشريعية يوم الاثنين المخصصة لإقرار مشاريع القوانين المطروحة، والتعديلات التي أدخلتها الحكومة على قانون الضرائب، بالإضافة إلى مشروع الموازنة العامة.
وعشية الجلسة النيابية، التي من المفترض أن تبحث في سلسلة الرتب والرواتب، لوّح الاتحاد العمالي العام واتحادات ونقابات قطاع النقل البري بالذهاب إلى الإضراب العام والتظاهر «دفاعاً عن أصحاب الحقوق المكتسبة ومصالح السائقين»، على أن تُعلن مواعيد الإضراب في حينه، بعد التشاور مع هيئة التنسيق النقابية وإبقاء اجتماعاتهم المفتوحة التي تعقد لهذه الغاية، في ضوء ما سيقرره مجلس النواب، لا سيما لجهة سلسلة الرتب والرواتب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.