احتدام السجال بين حزبي «الكتائب» و«القوات»

TT

احتدام السجال بين حزبي «الكتائب» و«القوات»

رد حزب «القوات اللبنانية» الذي يرأسه سمير جعجع على المواقف التي أطلقها رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، وعدّ أنه «من المعيب جدا أن يغمز النائب الجميل من قناة (القوات) فيما يتعلق بمواضيع السيادة والاستقلال وقيام الدولة في لبنان»، مشددا على أنه «آخر من يمكن اتهامه بالعمل على تحقيق المصالح السياسية والحزبية الضيقة».
بيان صادر عن «القوات» رأى، أمس، أنه «على الرغم من كل محاولاتنا لإعادة العلاقة بين (القوات اللبنانية) و(الكتائب) إلى ما كانت عليه قبل تسلم النائب سامي الجميل رئاسة حزب (الكتائب)، فإنه لا يزال النائب الجميل يصر على الغمز واللمز من قناة (القوات) على (الطالع والنازل)». وأضاف البيان أن «تصنيف من هو داخل الحكومة وخارجها لا ينطبق على طرف شارك تقريباً في كل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2005 إلى اليوم، فضلا عن أن القاصي يعلم، كما الداني، أن ما حال دون مشاركة النائب سامي الجميل في الحكومة الحالية هو عدم إعطائه حقيبة الصناعة، التي لو أعطيت له لكان هو شخصياً وزيرا في الحكومة. وبالتالي المعارضة التي يتكلم عنها ليست مبدئية كما يدّعي ويحاول أن يوحي».
واستنكر البيان ما قال إنه تلميح الجميل دائما إلى أن ما جمع «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» يرتكز على مجموعة مصالح، عادّاً أن هذا المنطق بعيد كل البعد عن «القوات» وطريقة عملها. وأضاف: «ولا داعي للتذكير بأنه قُدم لـ(القوات) ما لم يقدَّم لأحد في زمن الوصاية السورية لكي تشارك في الحكومات المتعاقبة وتغطي الواقع الذي كان سائدا، فيما كانت تنسحب أو ترفض المشاركة انطلاقا من طبيعة تلك الحكومات، وآثرت الحل والاضطهاد والاعتقال والاغتيالات في كثير من الأحيان على مسايرة عهد الوصاية».
وسأل البيان «القواتي» النائب الجميل: «كيف كان يمكن تحقيق المصالحة بين (القوات) و(التيار الوطني الحر) من دون التفاهم معهم على حد أدنى من الخطوات السياسية في مرحلة فراغ من دون أفق كانت مرشحة أن تستمر حتى يومنا هذا؟». وتابع: «أصابت (القوات) بترشيح العماد ميشال عون عصفورين بحجر واحد، فحققت المصالحة التي لم يكن ممكنا تحقيقها لولا القيام بخطوة بحجم انتخاب عون رئيسا للجمهورية، والعصفور الثاني تمثل بالتخلص من مرحلة الفراغ التي كانت مرشحة أن تتمدد على كل جسم الدولة وتعرضها للانهيار وتدخل لبنان في الفوضى».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.