نهلة داود: بعض الممثلين الصاعدين يدخلون المجال حباً بالظهور

تلعب دور الأم المتسلّطة في مسلسل «الحبّ الحقيقي»

نهلة داود
نهلة داود
TT

نهلة داود: بعض الممثلين الصاعدين يدخلون المجال حباً بالظهور

نهلة داود
نهلة داود

قالت الممثلة نهلة داود إنها تلعب في مسلسل «الحب الحقيقي» دور الأم المتسلّطة التي تعاني من «عمى حوار» مع ابنتها، بحيث ترغب دائماً في تنفيذ أفكارها ومبادئها دون الأخذ بعين الاعتبار بتلك الخاصة بابنتها. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ستتابعون شخصية (أسمى) التي لا ترى الأمور صحيحة وإيجابية إذا لم تصدر عنها». ونهلة داود التي سبق وأدت أدواراً تمثيلية رسخت في ذاكرة المشاهد كونها تملك حضوراً وحرفية في أدائها، تشير إلى أن هذا الدور ليس بالضرورة يدخل في خانة الأدوار الشريرة، التي قدّمتها في الماضي على قدر ما هو دور لامرأة حقيقية، سيكتشف المشاهد على مرّ الحلقات، أنها هي أيضاً عانت في حياتها لتصل إلى هذه النتيجة».
ويتألف مسلسل «الحب الحقيقي» المترجم عن عمل درامي مكسيكي أنتج في عام 2003 من 50 حلقة، وقد تمّ الانتهاء مؤخراً من تصويره، وسيبدأ عرضه في 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل على شاشة «إل بي سي آي».
«صحيح أن المسلسل الأصلي طويل (200 حلقة) إلا أننا صوّرنا منه 50 حلقة على نهاية مفتوحة، قد تتحمّل تصوير جزء ثان منه. كما أن المشاهد سيستمتع بمتابعته لما يتضمن من مواضيع شيقة يجسّد شخصياتها باقة من الممثلين اللبنانيين المحبوبين، وبينهم باميلا الكيك وجوليانو فرحات ونيكولا معوّض وغيرهم»، وتؤكّد داود التي تلعب دوراً أساسياً وبارزاً في هذا العمل أن علامات استفهام كثيرة سيرسمها المشاهد حول الشخصية التي تجسدها (أسمى) مما سيولّد لديه الحشرية لمتابعتها بانتظام.
وقالت: «لقد لوّنت الشخصية من عندياتي، بحيث جعلتها تتمتع بخفة الظل أحياناً كثيرة كي أكسر القساوة التي تسودها». وعما إذا كانت تطلّبت منها أداءً مسرحياً شبيهاً إلى الذي حققته في مسلسل «الشقيقتان»، إلى جانب نادين الراسي، أوضحت: «لا لأن نمط الشخصية مغاير تماماً عن دوري في المسلسل الذي ذكرته، وقد كتب بأكمله بأسلوب شيّق بعد أن تمّت لبْنَنَته ليصبح شبيهاً بيومياتنا وبإيقاع حياتنا اليومي».
وعما استعارته من شخصيتها الحقيقية لتضيفه إلى دورها في المسلسل، قالت: «خبرتي وتدربي في مدارس تمثيلية عدة جعلتني مطواعة أتعامل مع الدور الذي أجسده بحرية. حتى أنني في أحد المشاهد، الذي كان يتطلّب مني القيام برد فعل تعنيفي، تصرّفت خلاله بعفوية، ورحت أضرب بيدي على رأسي، بحيث تفاجأ بعض أفراد الفريق لردّ فعلي هذا، الذي جاء كما قيل لي شبيهاً إلى حدّ كبير بأداء (أسمى) في النسخة المكسيكية. وما أرغب في قوله هو أنني في كل دور ألعبه، أضع طاقتي كاملة فيه بشكل تلقائي مستندة فيه إلى خبرتي التمثيلية».
وهل تابعت بعض حلقات المسلسل المكسيكي؟ «أبداً حتى إنني لا أهتم بهذا الأمر بتاتاً، وهذه المعلومة التي ذكرتها لك قالتها لي إحدى أعضاء فريق الإنتاج العامل معنا. ولا أذيع سراً إذا قلت إنني أحمل همّ متابعة أعمالي، لأنني ناقدة قاسية لنفسي، وأعتقد هناك زملاء كثر يعانون من الحالة نفسها».
وأشادت نهلة داود بأجواء العمل ككلٍ، واصفةً جميع العاملين فيه بالعائلة الواحدة، وقالت: «عندما تخيّم أجواء الألفة والمحبة بين المشاركين في عمل واحد، فإن ذلك ينعكس إيجابياً على العمل ككل. وأنا من الأشخاص الذين يحرصون على وجود هذه العلاقة مع زملائي، لأنها تسهّل علينا مهمتنا، وتجعلنا متكاتفين من أجل نجاح واحد يجمعنا». وتضيف: «أحب أن أمارس عملي بجدية واحترام لجميع المشاركين فيه، فلا فائدة من الاكتراث لما فعله هذا أو ذاك أو ما قالته فلانة، ومن يزعجني أبتعد عنه بطريقة لائقة، فالساحة تتسع للجميع».
وهل صادفت أجواء نفرت منها في عمل ما؟ «لم أواجه صعوبات تذكر لأنني من الأشخاص الذين يضعون حدوداً لأي موقف يمكن أن يزعجني، وبما أنني أتعامل مع الجميع بمودة واحترام، فإن من لا يبادلني هذا التصرف يأخذ نصيبه مني».
وترى الممثلة اللبنانية، التي سرقت انتباه المشاهد اللبناني في أكثر من دور لعبته كـ«الشيخة ناهية» في مسلسل «وأشرقت الشمس»، أنه «أحياناً لا يعرف بعض المبتدئين أن هذه المهنة صعبة، وليست من نوع (دولوكس) كما يخيل إليهم، فيدخلون هذا المجال حباً بالتصوير والظهور، إلا أنهم لا يلبثون أن يختفوا عن الساحة لأنهم غير مؤهلين للعمل فيه، وأنا أسمي هؤلاء الممثلين بالـ(أكذوبة)، فيلاقون نهايتهم قبل بدايتهم، وهناك أمثال كثيرة على ذلك ولا شك أنكم تعرفونها».
ويّعرف الجيل الجديد من الممثلين نهلة داود بـ«الأستاذة» بحيث يتعلمون منها الكثير، ويحفظون منها التقنية والأداء المميزين: «أفرح عند سماعي هذا الكلام، فأنا أحب مساعدة الممثلين الجدد الذين يشعرون في البداية بنوع من الضياع، فأضعهم على السكة المستقيمة، وأزودهم ببعض النصائح، ليس من باب التبجح، بل كوني أقدم منهم، ولدي خبرتي في هذا المجال، فأكون بمثابة مرآتهم التي يتعلمون منها، وتحفر في ذاكرتهم حب الالتزام أولاً. فكل فريق أعمل معه يكون بمثابة عائلتي الثانية التي أحرص على تشجيعها ومؤازرتها».
وعن توقعاتها لهذا المسلسل تقول: «أتمنى أن يعجب الناس كونه يتضمن مواضيع وقصصاً مختلفة إلا أنها ترتبط وبصورة غير مباشرة ببعضها البعض».
الشركة المنتجة للعمل هي محطة (إل بي سي آي) بتنفيذ من قبل مي أبي رعد، وإخراج جوليان معلوف، وقد تم تصويره في موقع «الوادي» التابع للمحطة المذكورة، الذي سبق وصوّرت فيه برنامجاً من تلفزيون الواقع حمل الاسم نفسه من بطولة هيفاء وهبي. أما السيناريو والحوار فهما موقعان من قبل لمى مرعشلي وباسكال حرفوش اللتين استطاعتا لبننته بأسلوب جذاب.
وعما إذا ستدخل عالم السينما قريباً في ظلّ النهضة اللافتة التي تعيشها هذه الصناعة في لبنان مؤخراً، أجابت: «تلقيت عرضاً ما زال قيد الدرس، ولكني في المجمل أحببت هذه النهضة السينمائية التي أنتجت أعمالاً جميلة، وكان أحدثها «قضية 23» لزياد دويري الذي أنا شخصيا أعجبت به كثيراً».
وعن مشاريعها المستقبلية، أكدت نهلة داود أنها بصدد دخول استوديوهات التصوير لعمل درامي جديد بعنوان «هنادي» من تأليف كلوديا مرشيليان، وإخراج سمير حبشي. وتجسد فيه دور امرأة تتعرض لحادث يولّد لديها صعوبة في النطق والكلام، «المسلسل رائع بقصته وشخصياته، وقد تطلب أبحاثاً علمية وغيرها ليكون نموذجاً عن الواقع بعيداً كل البعد عن عالم فرضي».



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».