عشرات الغارات الروسية تمهّد لهجوم قوات النظام على الميادين

حركة نزوح غير مسبوقة من معقل «داعش» في شرق سوريا

عشرات الغارات الروسية تمهّد لهجوم قوات النظام على الميادين
TT

عشرات الغارات الروسية تمهّد لهجوم قوات النظام على الميادين

عشرات الغارات الروسية تمهّد لهجوم قوات النظام على الميادين

تسابق روسيا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى مدينة الميادين في محافظة دير الزور في شرق سوريا، عبر التمهيد لهجوم بري على المدينة بسلسلة غارات جوية، هي الأعنف، خلفت نزوحاً غير مسبوق من المدينة الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة دير الزور، فيما أخفق النظام في استعادة بلدة القريتين الواقعة في البادية من التنظيم.
وتشهد جبهات القتال تصعيداً كبيراً بين قوات النظام السوري وحلفائه من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، لا سيما في مدينة الميادين التي كانت عرضة لعشرات الغارات الجوية.
ويقول ناشطون سوريون في دير الزور إن الميادين باتت مقصداً لقيادات «داعش» التي نزحت من العراق ومن الرقة السورية، إثر الحملة العسكرية في الرقة. وبعد أن تحولت إلى معقل التنظيم في شرق سوريا، واظبت قوات التحالف الدولي على استهدافها طيلة الأشهر السابقة، في وقت تسعى فيه «قوات سوريا الديمقراطية» للتقدم إليها من الضفة الشرقية لنهر الفرات. وتتركز أهم الآبار النفطية في دير الزور في ريف مدينة الميادين.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطائرات الحربية استهدفت بغارات عنيفة مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، كما تعرضت مناطق على ضفاف نهر الفرات، بريف دير الزور الشرقي، لقصف جوي، ما أدى إلى أضرار مادية. وكشف «المرصد» أن النظام السوري والقوات الروسية «يتحضران لعملية عسكرية كبيرة في مدينة الميادين، بقصف جوي غير مسبوق»، مؤكداً أن «التحضيرات القائمة على قدم وساق لمعركة الميادين، تسببت بأكبر عملية نزوح داخل الأراضي السورية، وأجبرت آلاف على ترك منازلهم والفرار إلى مناطق أكثر أمناً».
ونفّذت الطائرات الروسية والسورية ليل الاثنين وصباح الثلاثاء عشرات الضربات الجوية على مدينة الميادين، وقرى وبلدات بقرص، الزباري، الطوب، البوليل، السعلو ومناطق أخرى في شرق دير الزور، ما تسبب بمزيد من الدمار في ممتلكات المواطنين وفي البنى التحتية للميادين تحديداً.
إلى ذلك، استمرّ القتال العنيف بين عناصر «داعش» من جهة، وقوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة ثانية، على محاور البادية السورية الممتدة من غرب دير الزور وصولاً إلى بادية السخنة، بالإضافة إلى القتال المستمر في بلدة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، وقد أخفق النظام وحلفاؤه في استعادة السيطرة على البلدة التي فرض التنظيم سيطرته عليها، بعد هجمات متلاحقة نفذها الأسبوع الماضي، فيما تحاول قوات النظام استعادة جبل ضاحك وبلدة الطيبة ومناطق أخرى خسرتها ببادية السخنة أمام التنظيم يوم الخميس الماضي. ولا يزال ريف حمص الشرقي وريف حماة الشرقي، مسرحاً للقتال الدائر بين النظام والتنظيم، حيث تتركز العمليات في مثلث جبل شاعر - جبال الشومرية – جب الجراح بريف حمص الشرقي، وقرب الحدود الإدارية بين شرق حمص وحماة.
وكشف «المرصد السوري» أن قوات النظام «تمكنت من شطر الدائرة المحاصرة في شرق سلمية وحمص، وفصلت بين القرى المتبقية تحت سيطرة (داعش) بريف سلمية الشرقي وبعض القرى من ريف حمص على الحدود مع ريف حماة الشرقي، وبين القرى المتبقية للتنظيم في مثلث جب الجراح – شاعر – الشومرية». وقال: إن «الاشتباكات المستمرة ترافقت مع تفجيرات وقصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم»، لافتاً إلى أن قوات النظام «استطاعت السيطرة على 4 قرى بريف سلمية الشرقي وريف حمص الشرقي، كما تقدمت على محور أم الريش – النشيمة، وقلصت المسافة بينه وبين مناطق التنظيم الواقعة في المحور المقابل».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.