تباطؤ سوق العقارات يجذب المشترين إلى مدينة كورسيكا الفرنسية

الأسعار أقل بشكل واضح من مثيلاتها في مدن البحر الأبيض المتوسط

تعتمد سوق الإسكان في الجزيرة على المشترين الفرنسيين.
تعتمد سوق الإسكان في الجزيرة على المشترين الفرنسيين.
TT

تباطؤ سوق العقارات يجذب المشترين إلى مدينة كورسيكا الفرنسية

تعتمد سوق الإسكان في الجزيرة على المشترين الفرنسيين.
تعتمد سوق الإسكان في الجزيرة على المشترين الفرنسيين.

تقع هذه الفيلا المشيدة من الحجارة، والمكونة من طابقين، مع شرفة أعلى السطح، في التلال الصخرية بشمال جزيرة كورسيكا الفرنسية. وشيدت الفيلا، التي تبلغ مساحتها 2152 قدما مربعة، في عام 2008 على مساحة من الأرض تزيد على نصف فدان، وتضم ثلاث غرف للنوم وثلاثة حمامات.
وتضم الفيلا، كذلك، مسبحا خاصا مع حواف خشبية، إلى جانب مبنى حجري بمساحة 323 قدما مربعة يستخدم في التخزين، والذي يمكن تحويله إلى جناح رئيسي، على نحو ما أفاد فريدريك أوليفيري، الوكيل العقاري في شركة «سوذبي» الدولية للعقارات التي تشرف على بيع الفيلا المذكورة.
الفيلا، وهي من تصميمات المعماري الفرنسي مارك هيلد، الذي يمتلك نجله ماتياس مبنى الفيلا والأرض المقامة عليها، مستوحاة من العمارة الكورسيكية الدارجة. وهي مشيدة من الحجارة المحلية، وتحمل منظرا مبسطا للغاية، مع السقف المنحدر، والنوافذ الصغيرة كورسيكية الطراز مع المصاريع الداخلية والأسقف العالية مع العوارض الخشبية المطلية.
وتتواجد غرف النوم الثلاث متجددة الهواء قبالة مدخل الطابق الأرضي، وتحتوي كل غرفة منها على أرضيات خشبية مطلية إلى جانب حمام داخلي خاص. والدرج الخشبي الذي يوصل إلى الطابق الثاني، والذي يضم غرفة كبيرة للمعيشة مع مدفأة خشبية ومطبخ مفتوح يضم طاولة في الوسط، إلى جانب وحدات التخزين الخشبية المرفقة. كما أن هناك شرفة سطحية كبيرة، يوصل إليها من خلال درج خارجي، وهي توفر مشاهد خلابة لجبل غروسو القريب. والفيلا بكاملها مكيفة الهواء، وهناك موقف للسيارات ملحق، لكن لا يمكن اعتبارها مرأبا.
وتقع الفيلا في قرية زيليا، التي تضم حقول الكروم الغنية وينبوع ماء متدفقا. وتضم المناظر الطبيعية من أشجار النخيل والحمضيات والزيتون. وتبعد الفيلا نحو 15 دقيقة من شاطئ الكاجولا، وأقل من نصف ساعة من مدينة كالفي الساحلية، والتي تضم نحو 4500 مواطن، ويوجد فيها مطار دولي. ويبلغ تعداد مدينة اجاكسيو عاصمة كورسيكا نحو 68 ألف نسمة وهي تبعد عن الفيلا بنحو 3 ساعات بالسيارة.

نظرة عامة على سوق العقارات

تشتهر جزيرة كورسيكا، المطلة على البحر الأبيض المتوسط وتضم 330 ألف نسمة، بشواطئها الساحرة، وهي منقسمة من الناحية العقارية إلى سوقين كبيرتين، سوق شمالية وأخرى جنوبية، كما يقول ليونيل توماس، المؤسس والمدير العقاري في مكتب «السيد والسيدة توماس» للوساطة العقارية والاستشارات.
ويقول السيد توماس: «ترتفع الأسعار في جنوب الجزيرة عن شمالها، حيث هناك المزيد من الأماكن المميزة، وهي أكثر ارتباطا بكل ما هو جديد من الشمال. بينما الجزء الشمالي يشهد أعمال بناء قليلة، والكثير من المباني التاريخية. كما أن المناخ عاصف وبارد في الشتاء عن الجنوب». ويقول الوسطاء: إن العقارات المطلة على الواجهة البحرية قد ارتفعت بشكل كبير في السوقين خلال العقد الماضي، لكن سوق الإسكان قد شهدت تحديات خاصة في أعقاب أحداث كبيرة، مثل الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وفي الآونة الأخيرة، الخروج البريطاني، والانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقالت ألكسندرا كونولي، مديرة شركة ألكسندرا لويد العقارية في مدينة نيس والمتخصصة في العقارات على السواحل الفرنسية وجزيرة كورسيكا: «إن هذه الجزيرة، وأغلب السوق العقارية الفرنسية، شهدت أوقاتا عصيبة خلال السنوات القليلة الماضية».
لكن في حين أن سوق الإسكان قد تكون بطيئة بعض الشيء، فإن الأسعار هي أقل بشكل واضح من مثيلاتها في الريفييرا الفرنسية؛ مما قد يؤدي إلى اجتذاب بعض المشترين. وقال أوليفيري: «لقد تمكنا من بيع منزل بمساحة 300 متر مربع على الواجهة البحرية بالقرب من بورتو فيتشيو، بشاطئ خاص بسعر 5 ملايين يورو. وعرض مماثل في الريفييرا الفرنسية سوف يكون من الصعب العثور عليه، ولن يكون إلا بضعف السعر المذكور». وقالت كلوديا مورا، مديرة شركة بارنس العقارية الدولية في كورسيكا: «إن متوسط الأسعار في المراكز السكانية في كورسيكا تختلف على نطاق واسع. ففي مدينة باسيتا الشمالية، يبلغ المتوسط نحو 2400 يورو للمتر المربع الواحد، أو نحو 265 دولارا للقدم المربعة». بينما في مدينة ليشي الجنوبية: «يبلغ المتوسط نحو 4900 يورو للمتر المربع الواحد، أو نحو 542 دولارا للقدم المربعة. والعقارات المطلة على الواجهة البحرية في مدن مثل ليشي، أو بونيفاسيو، أو بورتو فيتشيو في الجنوب يمكن أن تكون بأكثر من 20 ألف يورو للمتر المربع الواحد، أو نحو 2211 دولارا للقدم المربعة».

من يشتري العقارات في كورسيكا؟

تعتمد سوق الإسكان في الجزيرة على المشترين الفرنسيين في أغلب الأحيان، بما في ذلك الكثير من المغتربين منهم، كما يقول الوسطاء. ولكن عدد المشترين الأجانب يتزايد، والكثير منهم يأتون من بلجيكا، وسويسرا، وبريطانيا، وإيطاليا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وهولندا، والدول الاسكندينافية.

أساسيات الشراء

ليست هناك قيود مفروضة على شراء الأجانب للعقارات في جزيرة كورسيكا، والتي هي منطقة إدارية تابعة للجمهورية الفرنسية. وكما هو الحال في البر الرئيسي الفرنسي، يشرف كاتب العدل في الغالب على تنفيذ إجراءات البيع والشراء، وليست هناك حاجة حقيقية إلى توكيل محام خاص. يسدد المشترون رسوما تبلغ نحو 7 في المائة من سعر البيع، والتي تتضمن رسوم كاتب العدل وأي ضرائب حكومية أخرى، كما قالت السيدة كونولي. والرهن العقاري متاح للمشترين الأجانب، على الرغم من أنها تتوقف على الظروف الراهنة، فقد تصل إلى التخلص من 35 إلى 40 في المائة بدلا من 25 في المائة المطلوبة من المشترين المحليين، كما قال السيد توماس.

اللغات والعملة

اللغة الفرنسية والكورسيكية، واليورو (1 يورو = 1.19 دولار).

الضرائب والرسوم

تبلغ الضرائب العقارية السنوية على هذه الفيلا نحو 4 آلاف يورو، أو ما يساوي 4760 دولارا.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.