ماتا وفيلايني تعاقد معهما مويز وتألقا مع مورينيو

تحديا كل التوقعات واستمرا في التشكيلة المدججة بالنجوم التي جمعها المدرب البرتغالي

ماتا وفيلايني أثبتا جدارتهما في تشكيلة يونايتد بقيادة مورينيو
ماتا وفيلايني أثبتا جدارتهما في تشكيلة يونايتد بقيادة مورينيو
TT

ماتا وفيلايني تعاقد معهما مويز وتألقا مع مورينيو

ماتا وفيلايني أثبتا جدارتهما في تشكيلة يونايتد بقيادة مورينيو
ماتا وفيلايني أثبتا جدارتهما في تشكيلة يونايتد بقيادة مورينيو

خلال السنوات التي تلت سقوط جدار برلين كانت هناك ظاهرة في أوروبا الشرقية يطق عليها اسم «أوستالجي»، أو الحنين إلى الشرق القديم. وقد سيطر هذا الحنين على المواطنين في العالم الحديث لدرجة أنهم ملوا من أمجاد الرأسمالية والمشروبات الغازية المريحة والوصول غير المقيد إلى حفلات موسيقى الروك والنكهة غير الطبيعية للمنتجات الاستهلاكية، وبدأوا يحنون بدلاً من ذلك للقناعات والأفكار القديمة للشيوعية. وفي الآونة الأخيرة وحتى العام الماضي، قال أغلبية الرومانيين إنهم قد فقدوا الطاغية القاتل نيكولاي تشاوشيسكو!.
ويُظهر ذلك بصورة واضحة أنه يمكنك أن تحن إلى أي شيء مهما كان إذا كانت لديك الرغبة في ذلك، مع بعض الاستثناءات بكل تأكيد. فعلى سبيل المثال لا توجد حتى الآن أي أمثلة موثقة لما يمكن أن يطلق عليه علماء الاجتماع «مويستالجيا»، أي الحنين إلى الفترة التي تولى خلالها المدير الفني الأسكوتلندي ديفيد مويز قيادة مانشستر يونايتد والتي استمرت لمدة عشرة أشهر، وبالتحديد خلال الفترة بين يوليو (تموز) 2013 وأبريل (نيسان) 2014. وربما يعرف الجميع السبب وراء ذلك، والذي يتمثل في حقيقة أن النادي لم يشهد أي شيء جيد خلال تلك الفترة العصيبة، لكن قد يرى آخرون أن الفترة التي قضاها مويز في «أولد ترافورد» كان لها جانب إيجابي أيضا، رغم الضغوط الهائلة التي كان يتعرض لها والتي كانت تظهر عليه بشكل واضح عندما كان يتجول بوجه شاحب بجوار خط التماس ويطلب من لاعبيه أشياء لا تحدث أبدا على أرض الواقع، في الوقت الذي يشعر فيه بأن الأرض تهتز من تحت قدميه.
وفي نهاية الأمر، لا تزال هناك فرصة لإيجاد نقطة إيجابية ومضيئة في هذه المرحلة الصعبة. ويبدو للوهلة الأولى أنه لا يوجد أي قاسم مشترك بين التشكيلة التي كونها جوزيه مورينيو لمانشستر يونايتد حاليا والتي تنافس على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز وبين التشكيلة التي كان يلعب بها مانشستر يونايتد بقيادة مويز. وبدءا من دي خيا حتى لوكاكو، ومرورا ببايلي وجونز وبوغبا وماتيتش وحتى اللاعبين المبدعين الذين يتحكمون في إيقاع المباراة مثل راشفورد ومارسيال، فإن تشكيلة مانشستر يونايتد في الموسم الثاني لمورينيو في «أولد ترافورد» تلعب بالطريقة الكلاسيكية للمدير الفني البرتغالي، حيث يلعب الفريق كوحدة واحدة ويحقق أكثر لحظات الفريق نجاحا بعد الفترة غير المستقرة التي مر بها النادي في أعقاب اعتزال المدير الفني الأسطوري للفريق السير أليكس فيرغسون.
ويبدو أن التشكيلة الحالية لمانشستر يونايتد مختلفة تماما عن تشكيلة الفريق تحت قيادة ديفيد مويز، لكن الأمر ليس كذلك تماما، فخلال الأسابيع القليلة الماضية كان من الرائع أن لاعبين اثنين من فترة مويز وهما يدخلان بشكل قوي في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد تحت قيادة مورينيو ويتألقان بشكل لافت، وهما مروان فيلايني وخوان ماتا، وهما اللاعبان الوحيدان اللذان تعاقد معهما مانشستر يونايتد تحت قيادة مويز.
ويبلغ كل من ماتا وفيلايني 29 عاما الآن وكل منهما في العام الأخير من عقده مع مانشستر يونايتد. وفي الحقيقة، لم يأت أي لاعب آخر إلى يونايتد بهذا المقابل المادي الكبير ويبقى داخل النادي لهذه الفترة الطويلة دون أن يحصل على أي لقب للدوري الإنجليزي الممتاز (وحتى خوان سيباستيان فيرون قد حصل على بطولة للدوري مع مانشستر يونايتد).
صحيح أن مورينيو لا يعتمد على فيلايني أو ماتا في التشكيلة الأساسية للفريق إذا كان باقي اللاعبين الأساسيين في مستواهم العادي وغير مصابين، لكن كلا اللاعبين أصبحا يمثلان الإضافة للفريق في حال الاعتماد عليهما كبدلاء أو لتعويض غياب أحد اللاعبين الأساسيين، وأصبحا جزءا من الفريق الذي استعاد قوته وأصبح يلعب كوحدة واحدة من أجل تحقيق هدفه والعودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى. وفي الواقع، يقوم مورينيو بإعادة بناء الفريق بشكل حقيقي، ونجح في دمج هذين اللاعبين داخل الفريق، وأصبح ماتا وفيلايني يقدمان أداء جيدا عندما يشاركان.
ومن حيث الأرقام والإحصائيات المتعلقة بمشاركة فيلايني مع مانشستر يونايتد، فإن المرة الأخيرة التي خسر فيها مانشستر يونايتد في مباراة يشارك فيها لاعب الوسط البلجيكي في التشكيلة الأساسية كانت الخسارة برباعية نظيفة أمام تشيلسي في أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وفي آخر 45 مباراة شارك فيها فيلايني مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد، لم يخسر الفريق سوى ثلاث مباريات، كانت الأولى عندما شارك كبديل في الدقيقة 89 من عمر اللقاء في الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وكانت المباراة الثانية في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام تشيلسي عندما حصل أندير هيريرا على بطاقة حمراء، في حين كانت المباراة الثالثة والأخيرة أمام ريال مدريد في كأس السوبر الأوروبي في أغسطس (آب)، عندما كان مانشستر يونايتد «فائزا» خلال الـ35 دقيقة التي شارك فيها فيلايني.
ومع ذلك، هناك انقسام في الرأي حول فيلايني، فالبعض يراه لاعبا جيدا، والبعض الآخر لا يرى إلا عيوبه ومساوئه. وفي الحقيقة، يعد فيلايني لاعبا من طراز رفيع عندما يدخل في إطار المنظومة التكتيكية للفريق. وخلال الموسم الحالي، يبدو فيلايني في المستوى بضرباته الرأسية والأخطاء الأقل التي يرتكبها ضد لاعبي الفرق المنافسة، رغم أن هناك من يعيب عليه تحفظه في مركزه وعدم التسديد من خارج الصندوق، لكنه في الوقت نفسه يرد على من يتهمه بأنه ليس لديه الكثير من القدرات والفنيات التي تصنع الفارق، بلمحات يوقف فيها الكرة على صدره بصورة رائعة وكأنه يمسكها بيده، كما يتمتع بقدرة كبيرة على الارتقاء والتفوق في الألعاب الهوائية.
أما الإسباني ماتا فهو من فصيلة مختلفة من اللاعبين، حيث يتمتع بالمهارة. وفي الحقيقة، كانت الأمور أسهل نسبيا بالنسبة له بالمقارنة بفيلايني، ربما لأن طريقة لعبه تناسب طريقة لعب مانشستر يونايتد، وربما لأنه من نوعية اللاعبين التي تستحوذ على قلوب الجماهير بسرعة، وربما لأنه نجح في تغيير طريقة لعبه بعض الشيء. أما الانطباع المأخوذ عن ماتا بأنه لاعب لا يعود إلى الخلف للقيام بواجباته الدفاعية فيجب النظر إليه في ضوء حقيقة أن اللعب لمدة 90 دقيقة والقيام بالواجبات الهجومية والعودة للقيام بالواجبات الدفاعية يعد أمرا غاية في الصعوبة بالنسبة للاعب بهذه البنية الجسدية. لكنه خلال الموسم الحالي بدأ ينفذ تعليمات مورينيو بدرجة كبيرة. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أننا لا نزال في بداية الموسم وأن الأمور ستصبح أكثر صعوبة مع اشتداد المنافسة.
وفي حال حصول مانشستر يونايتد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الحالي فسيكون لماتا وفيلايني دور في ذلك بكل تأكيد، كما أن ذلك سيكون له انعكاس كبير على اللاعبين من الناحية النفسية والعاطفية. من السهل أن نتجاهل مشاعر لاعبي كرة القدم وأن ننظر إليهم على أنهم أشخاص مدللون، لكنهم في نهاية الأمر بشر لديهم طموح يسعون لتحقيقه ويشعرون بالقلق أيضا. وقد تصبح مشاركات ماتا وفيلايني مع مانشستر يونايتد أكثر من مشاركتهما مع أي نادٍ آخر بنهاية الموسم الحالي، وهو الموسم الأخير في عقدهما مع النادي والذي كان يمتد لمدة أربع سنوات، والذي ربما سيصبح أفضل موسم لهما في «أولد ترافورد». وبغض النظر عما سيحدث لمانشستر يونايتد، قد يكون هذا هو موسم «الخلاص» للاعبين، إن جاز التعبير.


مقالات ذات صلة

سيلتيك يهزم رينجرز ويتوج بكأس الرابطة الاسكوتلندية

رياضة عالمية لاعبو سيلتيك يحتفلون بلقب كأس الرابطة الاسكوتلندية (رويترز)

سيلتيك يهزم رينجرز ويتوج بكأس الرابطة الاسكوتلندية

فاز سيلتيك بلقب كأس رابطة الأندية الاسكوتلندية لكرة القدم بعدما تفوق 5 - 4 على رينجرز بركلات الترجيح.

«الشرق الأوسط» (غلاسغو)
رياضة عالمية نيس اكتفى بالتعادل مع مونبيلييه (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: نيس يسقط في فخ التعادل أمام مونبلييه

سقط نيس في فخ مضيفه مونبلييه، متذيل الترتيب، وتعادل معه 2-2، الأحد، في المرحلة الخامسة عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مونبيلييه)
رياضة عربية الزمالك هزم المصري بهدف زيزو وانفرد بالصدارة (نادي الزمالك)

«الكونفدرالية الأفريقية»: الزمالك للصدارة بهدف زيزو

انفرد الزمالك بصدارة المجموعة الرابعة ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية) وذلك عقب فوزه على ضيفه المصري البورسعيدي 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (الإسكندرية)
رياضة عالمية جمال موسيالا صانع ألعاب بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

موسيالا يفتح الباب بشأن مستقبله مع بايرن

ترك صانع الألعاب الشاب جمال موسيالا الباب مفتوحاً مرة أخرى بشأن ما إذا كان سيمدد عقده مع ناديه بايرن ميونيخ.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عربية وسام أبو علي لاعب الأهلي  (حساب الأهلي على فيسبوك)

جمهور الأهلي المصري يطالب بـ«تجديد الدماء» وإبعاد «مهدري الفرص»

ارتفع صوت جماهير الأهلي المصري غاضباً عقب خسارة الفريق أمام باتشوكا المكسيكي، في قبل نهائي كأس القارات للأندية لكرة القدم.

محمد عجم (القاهرة )

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.