الجامعة العربية تعرض التوسط في الأزمة الكردية

TT

الجامعة العربية تعرض التوسط في الأزمة الكردية

أبدى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، استعداد الجامعة «للاضطلاع بأي دور ممكن لتسهيل نزع فتيل أزمة استفتاء كردستان»، مشدداً خلال اتصاله، أمس، برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على ضرورة إيجاد حلول «في إطار احترام الدستور ووحدة العراق».
وقال الناطق باسم الأمين العام للجامعة، الوزير المفوض محمود عفيفي، أمس، إن أبو الغيط أجرى اتصالاً هاتفياً مع العبادي، بحثا خلاله تطورات الوضع الناتج عن إجراء استفتاء الاستقلال في إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي. وأوضح أن «الاتصال شهد تبادل وجهات النظر حول مستجدات الوضع، واستمع أبو الغيط من العبادي إلى رؤية الحكومة الاتحادية للأزمة، والاعتبارات التي حدت بها لاتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات في الفترة الأخيرة».
وأشار إلى أن «الأمين العام شدد من جانبه على التزام الجامعة بالمفاهيم التي تضمنها قرار المجلس الوزاري للجامعة الصادر في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي بشأن دعم وحدة جمهورية العراق وسيادتها واستقلالها»، مؤكداً «حرص الجامعة على وحدة العراق واستقراره وتشجيع أبنائه على الحوار فيما بينهم من أجل حل أي مشكلات أو خلافات». وأشار إلى «استعداد الجامعة للاضطلاع بأي دور ممكن لتسهيل نزع فتيل هذه الأزمة وإيجاد حلول لها على أساس الأخوة العربية - الكردية، وفي إطار احترام الدستور ووحدة العراق».
وأضاف أن الأمين العام تداول مع رئيس الوزراء العراقي بعض الأفكار المطروحة عراقياً والرامية إلى احتواء الأزمة، وفي مقدمتها تلك التي أعلنها نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، مشيراً إلى أن أبو الغيط والعبادي اتفقا على استمرار التواصل بينهما خلال الفترة المقبلة حول شتى التطورات المتعلقة بهذا الموضوع.
وكان أبو الغيط تلقى رسالة من علاوي الذي أخطره بعناصر مبادرته، وطلب منه القيام بدورٍ نشط في دعم مساعي العراقيين الرامية إلى احتواء الأزمة. ووعد الأمين العام بـ«اضطلاع الجامعة العربية بدورها كاملاً في هذا الملف المهم، حرصاً على وحدة العراق وصوناً له من أي تدخلات غير مرغوبة من أطراف خارجية».
من جهة أخرى، بدأ الأمين العام للجامعة أمس جولة أوروبية تشمل كلاً من إسبانيا وإيطاليا، لبحث الاستعدادات للقمة العربية - الأوروبية المقرر انعقادها للمرة الأولى العام المقبل.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.