أربيل تريد «حواراً جاداً» ينطلق من مبادرة السيستاني

رحبت قيادة إقليم كردستان العراق، أمس، بمبادرة المرجع الشيعي علي السيستاني، وأعربت عن استعدادها لـ«حوار جاد» مع بغداد، انطلاقاً من المبادرة.
وبعد اجتماع للأحزاب الكردية في أربيل، أمس، اعتبر «مجلس القيادة السياسية لكردستان العراق» الذي حل محل «المجلس الأعلى للاستفتاء»، مبادرة السيستاني «خطوة مهمة لحفظ المبادئ، إذ أن منطلقها هو حماية السلم والأمن الاجتماعي ونبذ العنف والتهديد». ورأى أن دعوته للعودة إلى الحوار «تتطابق تماماً مع ما ذهبنا إليه، وهو أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا والمسائل العالقة بين بغداد وأربيل». وأكد المجلس الجديد الاستعداد «للمباشرة بإجراء مفاوضات جادة مع الحكومة العراقية، بناء على المبادرة الكريمة للمرجعية».
وحل مجلس الاستفتاء نفسه، أمس، في الاجتماع الأول بعد استفتاء الاستقلال الذي جرى الاثنين الماضي. وترأس رئيس الإقليم مسعود بارزاني الاجتماع الذي أعلن تغيير اسم المجلس إلى «القيادة السياسية لكردستان العراق».
وقال القيادي في «الاتحاد الإسلامي الكردستاني» عضو المجلس خليل إبراهيم، عقب انتهاء الاجتماع في حديث للصحافيين: «انتهت واجبات المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان ووظائفه بعد إجراء الاستفتاء، وتقرير شعب كردستان بمكوناته كافة مصيره في شكل سلمي، وتقرر خلال الاجتماع الذي عقدناه تغيير اسم المجلس إلى القيادة السياسية لكردستان العراق لكيفية التعامل مع نتائج الاستفتاء».
وأشار إبراهيم إلى أن الاجتماع رحب بمبادرة المرجع السيستاني. وأضاف: «خطابنا في كردستان هو الحوار، ونؤمن بالحوار الجدي المفتوح ونريد أن نتحاور مع العراق والدول الأخرى ونؤكد أننا لن نكون عاملاً لعدم استقرار المنطقة ولن نكون ثقلاً على أحد ولن ننتهك القوانين الدولية»، لافتاً إلى أن «كردستان يسعى إلى الحوار مع بغداد على الكثير من المسائل».
وأوضح: «ما زلنا جزءاً من العراق، لكن سينصب الحوار بشكل أساسي على الاستفتاء وكذلك التحاور حول المشاكل الأخرى، ومنها المطارات وغيرها من المشاكل العالقة»، رافضاً قبول الإقليم بإلغاء نتائج الاستفتاء. وأشار إلى أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا عرضت وساطاتها لبدء الحوار بين بغداد وأربيل.
وشرح المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان كفاح محمود دور «مجلس القيادة السياسية لكردستان العراق» التي أعلنت أمس. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا المجلس يضم معظم الأحزاب السياسية الكردستانية، ومهامه تتعلق بالتفاوض مع بغداد ومع دول الجوار ودول العالم خلال المرحلة المقبلة. أما القوانين والتشريعات فهي من اختصاص البرلمان». وأضاف أن المجلس يختص بموضوع الاستقلال ويترأسه رئيس الإقليم، ولا علاقة لهذا المنصب بمنصب رئيس الإقليم.
وأكد عضو المجلس محمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن قادة الأحزاب في الإقليم قرروا «اعتماد مبادرة المرجع الشيعي علي السيستاني كأساس لبدء المفاوضات مع بغداد، أما بالنسبة إلى دول الجوار، وخصوصاً تركيا، فإننا نوجه إليها رسالة اطمئنان مفادها أن كردستان ستبقى مصدراً لاستقرار المنطقة، وتسعى إلى استمرار العلاقات مع هذه الدول».
وأشار إلى أن «القنوات المعنية في كردستان ستبدأ اتصالاتها مع بغداد لبدء المفاوضات»، داعياً الحكومة المركزية إلى «عدم الاستعجال في اتخاذ القرارات». وأوضح أن «كردستان لم تستعجل حتى الآن في اتخاذ القرارات، ولم يصدر أي تصريح عن الإقليم يجرح العراق حتى الآن أيضاً، وخطابنا السلمي هذا سيستمر».