نتنياهو يعلن ألا دور لإسرائيل في استفتاء كردستان

انتقدته أوساط إسرائيلية والقيادة الكردية بعثت له برسالة غاضبة عبر واشنطن

مجموعة من الأكراد يحتفلون يوم استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق (الفرنسية)
مجموعة من الأكراد يحتفلون يوم استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق (الفرنسية)
TT

نتنياهو يعلن ألا دور لإسرائيل في استفتاء كردستان

مجموعة من الأكراد يحتفلون يوم استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق (الفرنسية)
مجموعة من الأكراد يحتفلون يوم استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق (الفرنسية)

استجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لطلبات القيادة الكردية العراقية والإدارة الأميركية فأطلق، أمس، تصريحاً يعلن فيه «أنه لا يوجد أي دور لإسرائيل في الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان العراق»، وقال إن تصريحاته السابقة بخصوص تأييد الاستفتاء جاءت لتبين فقط «التضامن والتعاطف مع الشعب الكردي في رغبته في الاستقلال».
وقد جاءت تصريحات نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، وأتت رداً على الاتهامات والانتقادات الدولية والعربية التي وجهت إلى إسرائيل حيال دورها في كردستان والاستفتاء، وأبرزها الهجوم الذي قام به الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي اتهم جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجي «الموساد» بالوقوف وراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق.
ولمح نتنياهو في كلمته، بأنه يرد على تصريحات الرئيس التركي، لكن دون ذكر اسمه، حيث قال: «أنا أفهم لماذا أولئك الذين يؤيدون ويدعمون (حماس) يريدون رؤية (الموساد) في كل مكان غير مريح لهم، وفي كل مرة يواجهون مشكلة، لكن إسرائيل لم تكن ضالعة، ولم تشارك في الاستفتاء الكردي، باستثناء التعاطف العميق والعلاقة الطبيعية الطويلة الأمد ما بين الشعب الإسرائيلي والشعب الكردي وتطلعاته».
وكانت أوساط إسرائيلية داخلية قد انتقدت نتنياهو أيضاً وغيره من الوزراء، على تصريحاتهم في تأييد الاستفتاء. وحسب هذه الأوساط، فإن «التصريحات الإسرائيلية المتسرعة ألحقت ضرراً كبيراً بالكرد وبالاستفتاء».
وكشفت أن «القيادات الكردية بعثت برسالة غاضبة إلى نتنياهو عبر الإدارة الأميركية، وهذه أيضاً انضمت إلى الانتقاد». وبناءً على ذلك، أصدر نتنياهو أوامره لوزرائه منذ يوم الثلاثاء الماضي، بأن «لا يتفوهوا أبداً في موضوع الاستفتاء». وبالفعل، رفضوا جميعاً الرد على أسئلة الصحافيين. وقام نتنياهو نفسه، أمس، بمحاولة تخفيف الضرر عن طريق تصريحاته في جلسة الحكومة.
المعروف أن حكومات إسرائيل تتخذ موقفاً مزدوجاً من موضوع حق تقرير المصير والاستقلال الوطني. ففي الوقت الذي تمنع بقوة الاحتلال وجبروته حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني طيلة 70 سنة، تناصر حق الكرد في الاستقلال، وتفعل ذلك منذ بداية تأسيسها. ففي مطلع الخمسينات، باشرت في سياسة إقامة ما يعرف باسم «تطويق الطوق». إذ اعتبرت أن الدول العربية تحيط بها من كل جانب، فخططت لإقامة علاقات مع الدول التي تحيط بالدول العربية لكي تطوقها، مثل إيران وتركيا وإثيوبيا. وفي هذا الإطار، أقامت علاقة مع بعض الحركات السياسية للأكراد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.