صحف أوروبا... شؤون اللاجئين وصفقة نيمار

ما بين ملفات عالمية وأخرى إقليمية إلى جانب القضايا الداخلية، سواء على مستوى الأمن أو الاقتصاد أو غيرهما، تنوعت الموضوعات التي اهتمت بها صحف أوروبا لهذا الأسبوع.
ونبدأ من بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي، حيث اهتمت صحيفة «ستاندرد» اليومية بدعوة المفوضية الأوروبية في بروكسل، الدول الأعضاء في الاتحاد إلى استقبال 50 ألفاً من المهاجرين الفارين من أفريقيا والشرق الأوسط ووعدت المفوضية كل دولة بالحصول على 10 آلاف يورو عن كل شخص تستقبله. جاء ذلك في مقترح تقدمت به المفوضية، وقالت إن الدول الأعضاء ليست مجبرة على استقبال هؤلاء الأشخاص ولكن سيكون التحرك طوعياً. واعتبرت المفوضية أن الأمر عبارة عن نداء عاجل للدول الأعضاء لأن أوروبا لا تستطيع أن تغلق حدودها أمام المهاجرين غير الشرعيين دون طريق أخرى شرعية لاستقبال هؤلاء.
وننتقل إلى باريس، وعرضت المجلات الفرنسية لإشكاليات تحوير الإعلام في عصر الإنترنت وطرحت مسألة السياسة الضريبية الجديدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لما تثيره من تساؤلات.
وفي الأسبوعيات، نقرأ أيضاً تحت عنوان «من الذي سوف يستمر بتصديق الأميركيين بعد الآن؟» في افتتاحية «لكسبرس»، كاتب المقال كريستيان ماكاريان طرح سؤاله على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة باريس حول المناخ وأيضاً على خلفية تهديد دونالد ترمب بالقضاء على الاتفاق حول البرامج النووي الإيراني. «بظهوره بمظهر الرجل المتقلب الذي لا يمكن تصديقه الذي يشهر تهديدات مروعة وغامضة في آن واحد، يطرح دونالد ترمب تساؤلاً مدمراً: هل ما زالت الولايات المتحدة موضع ثقة؟»، كتبت «لكسبرس». «كيف يمكن تصور حل سلمي لأزمة كوريا الشمالية إذا ظهرت الولايات المتحدة على الملأ بمظهر الذي لا يحترم الاتفاقات النووية؟».
وقد لفت كريستيان ماكاريان في مقاله في «لكسبرس» إلى «التناقض في مواقف دونالد ترمب الذي يصعد كلامياً ضد طهران، لكنه يسكت على صعودها إلى جانب بشار الأسد في سوريا».
وننتقل إلى برلين، حيث كشفت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية بالأرقام، بعض التفاصيل المادية «المخيفة» لصفقة انتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، التي جرت الصيف الماضي. وأثارت الصفقة التاريخية الجدل في سوق الانتقالات العالمية بكرة القدم، بعد أن تمت مقابل مبلغ قياسي (222 مليون يورو)، يبتعد كثيراً عن الصفقة صاحبة المركز الثاني. لكن ما أعلن بشأن راتب اللاعب صاحب الـ25 عاماً لا يبدو أنه كان دقيقاً حسب «دير شبيغل» التي سربت بعض بنود العقد، وقالت إن نيمار سيتقاضى 700 ألف يورو أسبوعياً خالصة الضرائب، أي 100 ألف يورو يومياً.
ويعني ذلك أن نيمار سيحصل في كل موسم من مواسم العقد الخمسة، على 37 مليون يورو، بخلاف ما كان معلناً، وهو 30 مليون يورو. وتسببت صفقة نيمار في مشكلات لباريس سان جيرمان، الذي بات مطالباً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بتفسير مصادر تمويله، أو قد يتعرض لعقوبات، إن ثبتت مخالفته لقواعد اللعب النظيف. وتنص هذه القواعد على ألا تنفق الأندية أكثر من إيراداتها، وفي حال مخالفة ذلك توقع عليها عقوبات، بينها الاستبعاد من بطولات «يويفا».
وفي الأسبوع الماضي، ركزت التغطية الإعلامية الأميركية على إعصار «ماريا»، الذي ألحق بجزيرة بورتوريكو (في البحر الكاريبي) خسائر لم تشهد مثلها منذ قرن كامل.
وأوضحت التغطية أن كثيراً من الأميركيين يعتقدون أن بورتوريكو (3 ملايين لاتيني، يتكلمون اللغة الإسبانية) ليست جزءاً من الولايات المتحدة. صحيح، وضعها معقد، وذلك لأنها «محمية»، تحميها الولايات المتحدة، وتصرف عليها. لكنها ليست ولاية أميركية. وبالتالي لها قانون خاص بها، كأنها تحكم حكماً ذاتياً، أو حكماً فيدرالياً. يحمل سكانها الجنسية الأميركية، لكنهم لا يصوتون في الانتخابات الأميركية.
أسهم في هذا الغموض الرئيس دونالد ترمب نفسه، وذلك لأنه تردد خلال 4 أيام بعد إعصار «ماريا» في تقديم مساعدات منتظمة. وقال بعض الناس إنه اعتقد أن بورتوريكو ليست أميركية.
وقالت افتتاحية صحيفة «تامبا باي» (ولاية فلوريدا): «نعم، سكان بورتوريكو أميركيون مثلنا. لهذا، يجب أن يسارع الرئيس ترمب بتقديم المساعدات. إنهم أميركيون، ولا نريد أن يموت أميركيون من الجوع والعطش».
وقالت افتتاحية «نيويورك تايمز»: «يستحق سكان بورتوريكو من الرئيس ترمب أكثر مما قدم لهم حتى الآن. لقد مضى أسبوع (نشرت الافتتاحية يوم الخميس) على الإعصار، ولم يبدِ ترمب اهتماماً كبيراً».
وقالت افتتاحية «بوسطن غلوب»: «بورتوريكو أميركية، ويجب ألا نهملها».