{الشباب} تعلن مسؤوليتها عن مقتل العشرات في هجوم على قاعدة عسكرية

رئيس أركان الجيش التركي يزور الصومال تمهيداً لافتتاح قاعدة عسكرية

ضابط أمن صومالي يعاين آثار تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)
ضابط أمن صومالي يعاين آثار تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)
TT

{الشباب} تعلن مسؤوليتها عن مقتل العشرات في هجوم على قاعدة عسكرية

ضابط أمن صومالي يعاين آثار تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)
ضابط أمن صومالي يعاين آثار تفجير انتحاري في العاصمة مقديشو أمس (أ.ف.ب)

بينما تستعد تركيا لفتح قاعدة عسكرية لها في الصومال، أعلنت حركة الشباب ومسؤولون صوماليون أن مقاتلين من الحركة المتشددة قتلوا 15 جنديا على الأقل في هجوم على قاعدة عسكرية قرب العاصمة مقديشو. واستخدم المتشددون أسلحة وسيارات ملغومة للسيطرة على القاعدة وبلدة باريري الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي مقديشو في الهجوم، حيث قال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث العسكري باسم الحركة إن المسلحين استولوا على 11 شاحنة خفيفة مزودة بمدافع رشاشة، وتابع أن بقية الجنود ركضوا في الغابات وأن حركة الشباب تسيطر الآن على القاعدة والبلدة. والهجوم الذي استهدف معسكرا للجيش الوطني في بريري على بعد نحو 40 كيلومترا غرب مقديشو، بدأ بتفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين قبل أن يهاجم مسلحون القاعدة العسكرية. وأكد الضابط في الجيش الصومالي محمد حجي علي لوسائل إعلام محلية الهجوم قائلا: «وقعت اشتباكات عنيفة (دون مزيد من التفاصيل) حول الإصابات»، في حين قال أهالي المنطقة إن جثث الجنود الحكوميين كانت مطروحة أرضا فيما قام مقاتلو حركة الشباب بنهب القاعدة وسرقة عربات وأسلحة. وصرح عبد الله مختار: «كانت جثث القتلى في أنحاء المعسكر وأحصيت نحو ثماني منها لجنود في الجيش الصومالي لكن قد يكون العدد أكبر».
وذكر مسؤول عسكري صومالي أن عدد القتلى 15 بينما تقول الحركة إن 21 قتلوا، وقال النقيب عثمان علي لوكالة «رويترز» إنه كانت هناك كتيبة من الجنود لكن المعارك كانت شرسة وشملت سيارتين ملغومتين واشتباكات بالأيدي.
وأضاف أن الجنود الذين تعرضوا للهجوم كانوا من الجيش والقوات الخاصة التي تدربها الولايات المتحدة، وأنه لم يكن هناك جنود من بعثة الاتحاد الأفريقي أو جنود أجانب، مشيرا إلى أن تعزيزات أرسلت للمنطقة. وأكد علي نور نائب حاكم منطقة شبيلي السفلى، حيث تقع باريري، وقوع اشتباكات وكذلك سكان المنطقة. وقال علي فرح من باريري: «في البداية سمعنا انفجارا ضخما في القاعدة أعقبه تبادل كثيف لإطلاق النار. يبدو الآن أن القتال توقف». وأنشأت القوات الصومالية القاعدة العسكرية في بريري مؤخرا بعد السيطرة على البلدة في خلال الشهر الماضي بمساعدة قوات الاتحاد الأفريقي.
ولقي سبعة أشخاص مصرعهم وأصيب ستة آخرون بسبب انفجار وقع بالقرب من مطعم في مديرية حمرواينا بالعاصمة مقديشو مساء أول من أمس، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن المتحدث باسم إقليم بنادر عبد الفتاح حلني، الذي اعتبر الانفجار الذي استهدف مدنيين أبرياء، دليلا واضحا على أن ميليشيات حركة الشباب ترفض وتعادي السلام الذي تتطلع إليه العاصمة مقديشو. والحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة سعت للإطاحة بالحكومات المعترف بها دوليا في الصومال وتهاجم باستمرار أهدافا عسكرية وحكومية ومدنية. وقبل أسبوعين هاجمت حركة الشباب قاعدة عسكرية في بلدة قرب الحدود مع كينيا، وقبل ثلاثة أسابيع هاجمت قاعدة أخرى في مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب البلاد وقتلت ما لا يقل عن 43 شخصا في الواقعتين.
إلى ذلك، أعلنت مصادر صومالية وتركية، أن خلوصي أكار رئيس هيئة أركان الجيش التركي بدأ أمس زيارة إلى العاصمة مقديشو وسط إجراءات أمنية مشددة. وقالت الوكالة الرسمية إن المسؤول التركي الذي كان في استقباله بمطار آدم عدي الدولي قائد قوات الجيش الجنرال محمد جمعالي ومسؤولون عسكريون وأمنيون، بالإضافة إلى السفير التركي أولغان بيكر، زار مقر السفارة التركية في مقديشو حيث عقد هناك لقاءات مع مسؤولين وضباط من الحكومة الصومالية.
وأوضحت الوكالة أن الزيارة تأتي تمهيدا لزيارة مسؤولين أتراك يصلون قريبا إلى مقديشو من أجل المشاركة في افتتاح حفل تدشين المعسكر التركي في مقديشو الذي يقوم بمهمة تدريب عناصر الجيش الصومالي. وبدأت تركيا من شهر مارس (آذار) عام 2015 في بناء أول قاعدة عسكرية ضخمة لها في الصومال، حيث تعتزم إرسال مائتي مدرب من الجيش التركي لتدريب أكثر من 10 آلاف و500 جندي صومالي رشحتهم الأمم المتحدة، وفقا لمصادر صحافية صومالية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».