«انطباعات عن صربيا»... معرض بالقاهرة يهدف للتواصل بين الشعوب

25 لوحة تنقل ملامح من المعالم والبيئة والعادات في البلد الأوروبي

قوارب في نهر الدانوب
قوارب في نهر الدانوب
TT

«انطباعات عن صربيا»... معرض بالقاهرة يهدف للتواصل بين الشعوب

قوارب في نهر الدانوب
قوارب في نهر الدانوب

قوارب نهر الدانوب والبيوت الواقعة على ضفتيه... جدارية «الملاك الأبيض» بمدينة بلغراد... العمارات الحديثة في مدينة باتشوفو، تمثال البرنس ميلان، جامع «بيرالكي»، قلعة بلغراد، حديقة كالميغادان، ملابس الفلاحين وبيوتهم الخشبية... جميعها ملامح من دولة صربيا تنقلها الفنانة التشكيلية لمياء السيد في معرضها «انطباعات عن صربيا».
فعبر 25 لوحة، يشاهد الزائر لـ«متحف المثّال محمود مختار» بالعاصمة المصرية القاهرة، ملامح من الطبيعة والبيئة والآثار والعادات والطقوس الشعبية الصربية، التي تقدمها الفنانة المصرية عن تجربتها في هذا البلد الأوروبي بعد أن قضت فيه فترة، وتجولت بين عدد من معالمه ومزاراته؛ سواء التاريخية أو الطبيعية أو البشرية.
تقول «السيد» لـ«الشرق الأوسط»: «أحاول من خلال لوحات معرضي (انطباعات عن صربيا) ترجمة تجربتي خلال زيارتي لصربيا. حاولت نقل ما رأيت من مظاهر الحياة المختلفة للبيئة والشعب الصربي».
وتكشف أن المعرض يماثل معرضها الذي قدمته في صربيا عام 2014، التي زارتها بدعوة من الفنان الصربي ميدوراج ميكي تدوروفيتش، الذي اشتهر عنه حبه للفن المصري، حيث كان هذا المعرض يضم مجموعة من اللوحات يدور موضوعها عن مصر القديمة، التي تزدهر بها مشاهد تجاور المساجد والكنائس، وحمل رسالة مفادها أنه لا يوجد في مصر ما تسمى «التفرقة العنصرية» أو «الاضطهاد الديني»، إلى جانب إبراز المناظر التاريخية في أحياء مصر القديمة، وإعطاء فرصة للجمهور الصربي للتعرف على المجتمع المصري.
وأضافت: «بعد العودة من بلغراد، اخترت اللعب على الموضوع نفسه بشكل عكسي، بمعنى إعطاء فرصة للجمهور المصري للتعرف على المجتمع الصربي وعاداته وملامحه، بما يجعل من المعرض صورة من صور التلاقي والتواصل بين الشعوب».
وتبين أنها خلال زيارتها لبلغراد والمدن الصربية الأخرى قامت بتصوير مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية وصلت لنحو 5 آلاف صورة، ومن ثم كان عليها انتقاء مجموعة منها لنقلها في لوحات تعكس هدف المعرض، وهو ما عملت عليه لمدة عامين متواصلين، حتى انتهت من تحويل الصور إلى واقع ترجمته في اللوحات التي يضمها «انطباعات عن صربيا».
وتشير صاحبة المعرض، الذي حضر افتتاحه القنصل الصربي في القاهرة درجين بيكونيا وعدد من مسؤولي السفارة، إلى أنها حاولت فرض أسلوبها الخاص على اللوحات، فعلى سبيل المثال، لوحة «الملاك الأبيض»، وهي الجدارية الشهيرة في دير ميليسيفا، هي في الأصل من الموزاييك، إلا أنها حاولت نقلها بأسلوبها عبر الاعتماد على اللون الأخضر. كذلك لوحة «العملات الصربية»، فهي عبارة عن كولاج اعتمد على لصق العملات بما يمثل وجه سيدة صربية.
وكما نقلت «السيد» في معرضها بأرض صربيا مشاهد المساجد والكنائس المصرية، لجأت أيضا إلى التعبير الفني عن المساجد والكنائس الصربية، فمن خلال المعرض يمكن التعرف على مسجد «بيرالكي» في بلغراد، الذي يخدم المسلمين بها، الذين يمثلون نحو 3 في المائة من السكان، إلى جانب لوحة تمثل المساجد التي انهارت نتيجة الحروب عندما كانت صربيا جزءا من يوغوسلافيا. كما يمكن من خلال لوحات المعرض التعرف على ثقافة وتاريخ الفن القبطي من خلال الكنائس الصربية القديمة.
كما تبرز بالمعرض لوحة تعبر عن الزي التقليدي الصربي الذي يحرص عليه الفلاحون الصرب، وهي اللوحة التي توقف أمامها طويلا القنصل الصربي في القاهرة، مثمنا ما قدمته الفنانة المصرية، مؤكدا أنها نجحت في أن تقدم ملامح صورة عن بلاده من خلال لوحاتها.
وتختتم صاحبة المعرض حديثها بالإشارة إلى أهمية أن يتعرف الفنان التشكيلي على ثقافات مختلفة وعادات وتقاليد بعيدة عن مجتمعه، بما يجعله يعبر عنها عبر فنه وأدواته.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.